|
لماذا نعيد الميلاد ? الصفحة الاولى نحن لا نتحزر ونحن لا نظن فقط ما هي الإرادة الإلهية, ولكننا نعرف عنها أن الله يحب أن يفعل من أجلنا كل شيء. لماذا يستغرب البعض عندما نقول بأنه هو يأتي إلينا. ولو لم يأت إلينا هو فماذا كان يوجد في هذا الكون? ما كان الكون ليخلق ولا ضرورة أن يخلق الكون. وما كان الإلهام الإلهي لينزل وما كانت الديانات السماوية لتكون. لماذا نستغرب منه أن يأتي إلينا. إنه أبو الرحمة, إنه الرحيم. وكيف يرحمني من كان سيبقى بعيداً عني?نحن لا نفهم أن نقول إن الله يستعمل ما لا يمكن أن يستعمله الإنسان من أجل أن يفدي خلائقه ومن أجل أن يفدي الناس الذين نحن هم في هذه المرحلة من التاريخ? قام البعض فقالوا إن الله أتى إلينا بالروح. الجواب لقد أتى إلينا كما تأتي أنت. أتى بالروح ولبس طبيعتنا ولبس طبيعتك أنت تلك التي تنظر إليها نظرة دونية. كلا ياسيدي فالله لم يعطك طبيعة دونية. أنت تجعلها هكذا. أنت يمكنك أن تستعمل أفضل ما في العالم ولكن الله هو الذي يعطي أفضل ما في العالم ويعطيه بسخاء. إنه يعطيه بدون ثمن ويعطيه بمحبة. نعم, الله أتى إلينا, لبسني ولبسكَ ولبسكِ منذ الأصل عندما خلقني وخلقك. خلقني يعني أنه وضع صورته في تلك التي لا تراها أنت فيّ لكثرة أغلاطي, لكثرة خطاياي ولكثرة انحرافاتي. هذه تحجب الصورة الإلهية فيك. عطية الله ولذلك فالله يكرمك كائناً من تكون. انتقل, أيها الأحباء, إلى نقطة أخرى دقيقة فأسأل من هو المسيح? المسيح ليس نبياً, المسيح ليس معلماً, المسيح ليس مجرد إنسان. نحن لا يمكن أن نجعل مع الله وفي الله كائناً بشرياً كائنة ما كانت قداسته. الله واحد أحد. الأنبياء كثيرون كما تجدونهم في العهد القديم. التلاميذ كثيرون والمعلمون كثيرون لكن أحداً منهم لا يذكر كما لو كان الله لا يكتمل إلا إذا ذكر معه. نحن موحدون ونصر على ذلك, ونشدد على ذلك. وويل لمن يفترض أن أحداً, في إيماننا, يمكنك أن تجمعه مع الله. قل قديساً, قل آدمياً, قل فيلسوفا, قل من شئت ولكنك لن تذكر هذا مع الله, فالله واحد أحد. هذا أقوله لكي أذكر أيضاَ إننا لسنا عبيداً للحم ودم. نحن لا نؤله أحداً. الناس مجربون بأن يؤلهوا الناس, فيما كل إنسان لا يحتاج إلا أقل من متري أرض يدفن فيها أنت من التراب أخذت وإلى التراب تعود. ألتفت إلى أنفسنا فماذا أجد? أنني كثيراً ما أسمع كلاماً بحيث تكون الكلمة هنا والمعنى هناك. نسمع اليوم من الكثيرين كلاماً معسولاً ولكنه كلام حق يراد به باطل. تقال لك الكلمة الحق لكي تنسى أنك جائع وأنك تعبان وأن أحداً اعتدى عليك وأنك تحتاج ألى محبين فلا تجد العديد منهم. كلام, كلام, كلام. هذا الكلام في الإنجيل عبارة عن تكلم الله بوجوده. لقد أتى هو, ولم يأت ليسمع الصوت بل ليكون بيننا. في هذه السنة عسى أن يقل الكلام وعسى أن يشعر الواحد منا وهو في بيته بأنه فعلاً في بيته, ومع أهله بأنه فعلاً مع أهله, وفي بلاده بأنه فعلاً في بلاده. ولا يكون نصيبه من هذا كله سوى الكلمات والكلمات فقط. المؤمن بالتجسد الإلهي يمتحنون الإنسان بفعله لا بقوله. فهل ستكون هذه السنة كما نتمنى سنة فعل لاقول? كلمات, كلمات, كلمات, والكلمات تبقى مهما تجملت ومهما حلت. اسأل الذي أراد أن تأتي إلينا أن يجعلنا حاضرين مع سوانا وأن يجعل سوانا حاضراً معنا لكي نؤلف الأسرة, لكي نؤلف البلد ولكي نؤلف الأرض بكاملها. كم يحتاج الإنسان إلى معرفة أن هناك إنساناً بجانبه. وكل عام وأنتم بخير .
|