كان يمكن لهذه الكلمات أن تكون مجرد أغنية يؤديها مطرب..تضرب في سوق الأغنية ...أو تنتهي كعشرات الأغاني العربية الأخرى لكن نقولا يبتكر نوعا جديدا من الأغاني فيها المرأة العربية ملكة متوجة،يدخل عالم الأحاسيس العاشقة دون تعذيب ولا اضطراب .وعلى ما يبدو لايخشى أن يتحول لمادة للسخرية عندما يطالب المرأة بقوله في أغنية له(كوني مرة)تعزيزا لأنوثة تتلاشى،مطالبا إياها أن لاتسيء استخدام دورها البيولوجي،ألا تنسى راضية أو مكرهة،تحت مسميات وأغراض كبيرة وكثيرة،تدفع هي الثمن دوما،أول هذه الأثمان نسيانها لفطرتها وحاجاتها..
في كل أغنية للمطرب نقولا سعادة يحاول فيها جبر الضرر الذي لحق بالمرأة جراء تقديمها كسلعة في الفيديو كليبيات أو كحاجة غريزية تحت مسميات الحب،عبر كلمات أغنيات لاتحمل في مضامينها إلا الابتذال والشكوى وأحيانا كثيرة نعتها بالخائنة والمضطربة والخائفة والخانعة...
لكن نقولا شاء الارتقاء بالعلاقة بين المرأة والرجل عبر أغانيه المعززة والمدعومة بكلمات بسيطة متداولة ولحن شفاف رقيق،ودراما راقية مليئة بالتفاصيل ،تفاصيل تحكي حالة حب،فيها الحبيبة تتيه دلالا دونما أي ابتذال مظهرا لها وداعة دونما ميوعة أو خنوع أو إذلال علاقة عبر كلمات وصور فنية تنجو بنفسها من رداءة كثير وكثير جدا من أغانينا العربية التي تكرس الخلل والسطحية في العلاقة الراهنة بين الرجل والمرأة ..
أغنيه تؤسس لعلاقة افتراضية صحية يكون فيها الرجل رجلا،والمرأة.. امرأة،دونما ضعف أو مكر..
في تصريحاته الصحفية يؤكد نقولا أن نصوص أغانيه تشبهه ويريد من الناس أن يصدقوه ، أغنياته تعبر عنه بشكل كبير ،في كل أغنية يطلقها هناك رسالة ما،يبعثها إلى المرأة والرجل معا،فأغنيته (الله معا)تطلب من المحب الرجل أن لايتوسل المرأة اذا كان على حق وصواب،وفي أغنيته (كوني مرة)توجه من خلالها إلى المرأة مطالبا إياها بعدم خسارة أنوثتها ودورها في المجتمع(بالنسبة لي،أعطى الرب المرأة حقها فلا تنتظر شيئا من الرجل كل تلك الأغنيات التي قدمتها تعبر بشكل كبير عن وجعي مما أشاهده في المجتمعات العربية)
الفن في خدمة المجتمع انه شكل من أشكال السحر يعاد تشكيله في الأغنية العربية ربما لايصنع ثورة لكنه بالتأكيد فعل تأثير ...
ما يفعله نقولا سعادة أنه يحاول بأغانيه إعادة الاعتبار للكبرياء حتى في أقصى لحظات الضعف الإنساني،أغنية عربية جديد تؤسس لمقولة قوة المرأة في كبريائها لا في ضعفها..