لقد أثبت هؤلاء وبما لا يدع مجالاً للارتباك, بأنَّ ما يقدمونه من أغانٍ كثيرة الحركة وقليلة البركة, جعلهم يبرعون في القفز والركض مثلما بالرقص وهزِّ الوقت, ناهيك عن العواء والنباح والنهيق, وكل ما من شأنه أن يسبِّب ارتجاجاً في الذوق الرقيق.
من هنا, فإن كل من يتابع هكذا أغاني لابدَّ أن يصنِّفها إلى فئات, أولها: فئة الأغاني الساقطة, ومنها أغنية (العتبة كزاز) وهي للمدعوَّة (قمر) التي خلعت كل آداب الأداء لترقص ثم تتعرَّى وتستحم وبعدها تستجمْ ..!!
وإذا كانت (قمر) قد ارتأت إطلاق مواهبها في حمام شقَّتها فإن المخلوعة (نجلا) سبقتها إلى فكرة الاستحمام ولكن في الإسطبل, حيث كان الحصان يجمح رغبة برفسِ أغنيتها (بح. خلاص. مفيش).
كل هذا ولاشيء أمام (جو أشقر) الذي بلغ به الابتذال حدا جعله يتلصَّص من ثقب البابِ على أوروبيات اختارهنَّ ليشاركنه بتفشي وباء أغنيته (دخل الغنوج) التي فسحت المجال أمام المنافسة اللاأخلاقية, ليسارع (طارق عبد الحليم) بإطلاق أغنية (القشطة) مؤكداً قدرته على الغناء بدرجة حرارة عالية, ذوَّبت الحسناوات اللواتي كنَّ يتراقصن حوله وإلى أن تحوَّلت الفضائية التي بثَّت الأغنية إلى شاشة من دسم.
وننتقل إلى فئة الأغاني الناهقة والنابحة, والتي تتواصل مع سابقتها فتتكاثر وتتجاسر على إطلاق ماينافس (بحبك ياحمار) و( العو) وغيرهما من عديد الأغاني التي يرافقها كادر من الكائنات, المخلوعة الأداء والمكشوفة الأعضاء والخارجة عن اللياقة بحركاتٍ خليعة وتدَّعي الرشاقة.
أما الفئة الثالثة, فالأغاني السخيفة والتي يدَّعي أصحابها بأنها عفيفة, ومنها ما كانت معقولة فانضمَّت إلى من خلعت فنها بسهولة مردِّدة (أنا عمري ابتدى) وهي الأغنية التي تمدَّدت فيها (ألين خلف) لتغني شبه عارية, وعلى شطِّ بحرٍ لفظ من هو أشد عرياً منها. الحبيب الذي أخبرتنا بأن عمرها ابتدأ به ودون أن تُخبرنا متى ينتهي عمر هكذا أغاني.
ليته ينتهي على يد (دينا حايك) المجرمة التي دفنت حبيبها العاق في الرمال, وبدعوى أنها عقوبة خفيفة, لتقوم بركله ورفسه ورميه بكلِ ما أتاح للأغنية التي عنوانها (طيبة قلبي) أن تكون, شديدة السخافة وعنيفة.
ولأن لا مطربة أشد قدرة على استعراض فنونها من أخرى, فقد سارعت (نيكول سابا) لفردِ شخصيتها, في البيوت والشوارع والساحات وفوق السيارات, صارخة بكلِّ من سيعيبُ تجرُّدها: «براحتي»..
أخيراً, وبعد الاكتفاء بذكر بعض من شملتهم الفضائيات برعايتها غير المجَّانية, أذكِّر بأنَّ قناة الشرقية, كانت قد أعلنت عن رغبة الحكومة البريطانية وحفاظاً على مستقبل أطفالها, بإصدار قرار يمنع عرض جميع الأغاني المصوَّرة واللاأخلاقية. فهل سمع أصحاب الفضائيات, أم أنهم سيستوردون تلك الأغاني ليلحقوها بسواها مما شابهها أو قلَّدها وتحت طائلة رعايتها؟.