قال لنا السائق الذي تلبسه اليأس والذي أماط اللثام عن وجهه ،رأيته مغطى ببقع متورمة مصبوغة بالدكنة: «من يرغب في الموت فلينزل ويرحنا من التعب حالا. وما لم تدفعوا السيارة الآن، استعدوا ليأكل الرصاص صدوركم..)
من أجواء رواية تحكي عن المهاجرين غير الشرعيين... حيث وجع لم يلتفت إليه أحد, فالدول ترفضهم والدوريات تتشمم أخبارهم وشرطة الحدود تلاحقهم، الصحارى تقتلهم ظمأ، والبحر يبتلعهم ثم يقدمهم وجبات طازجة لحيتانه وقروشه.
تتوارد أخبارهم في الفضائيات والصحف عندما تعصف بهم قوارب الموت أو تمسك بهم شرطة السواحل.
من هؤلاء ؟ تقول الأخبار إنهم في الغالب من شباب دول الجنوب التي تعاني من الفقر رغم ما فيها من ثروات... وإلى أين يهربون سرا؟ تقول الأخبار إنهم يهاجرون إلى دول الشمال الغنية؟ ولماذا يهجرون أوطانهم؟ لكي يعملوا في نوادي ومطاعم وبلديات تلك الدول في الخدمات التي يأنف أبناء تلك الدول عن القيام بها. وهل سيتوقف سيلهم الجارف؟ جواب ذلك صعب للغاية، وهل هناك من يدرك معاناتهم؟ ليس غير القريبين منهم وذويهم. هذا موضوع رواية للأديب الأريتيري أبي بكر حامد كهال الصادرة حديثاً عن دار الساقي