الدور نصف النهائي هو المرحلة الأولى. نحن نسعى إلى ما بعد هذا الدور، نحن نريد الكأس! من خلال كلام نجم المنتخب باستيان شفاينشتايغر، يبدو واضحاً الوضع المعنوي للاعبي المانشافت قبل انطلاق المونديال! والحقيقة تقال إن شفاينشتايغر ولاعبي المنتخب الألماني وجمهوره مع المدرب يواكيم لوف، باتوا مقتنعين أن الوقت هو وقت الحصاد، بعد ستة أعوام على انطلاق المسيرة التصحيحية للكرة الألمانية عقب كارثة بطولة أوروبا 2004.
قد يقول البعض أن تشكيلة المنتخب ليست مثالية أو بعيدة عن التناسق، إلا أني أعرف أن كل واحد من هؤلاء اللاعبين، مستعد للتضحية لإيصال المانيا إلى هدفها! ويبدو أن المدرب لوف بدوره، قد بدأ رحلة الفوز الأول لألمانيا، منذ كأس مونديال ايطاليا 1990.اللقب الرابع هو حتماً هدفنا، وأعتقد أن فترة عشرين سنة هي طويلة لمنتخب عريق مثل المنتخب الألماني، وأظن أن الوقت حان لاستعادة مركزنا القيادي في أوروبا والعالم! وطموحات المدرب لوف تدعمها تواريخ ومحطات عدة، أولها أن المانيا هي عضو في الرباعي الذهبي للمونديالات (مع إيطاليا والبرازيل والأرجنتين)، اذ سبق لها إحراز الكأس ثلاث مرات، كما وصلت إلى المباراة النهائية أربع مرات أخرى! والتصفيات الأخيرة أثبتت أن الماكينة الأمانية عادت إلى العمل، إذ تصدرت مجموعتها من دون خسارة، علماً أن المدرب كان طوال تلك الفترة يجري تغييرات عدة في التشكيلات واللاعبين للوصول إلى التشكيلة المثالية. أعرف أنه من الخطر القيام بهذه الخطوة في التصفيات، لكن الأمر كان مثمراً، وبرز لدي العديد من اللاعبين الموهوبين الذين سيكونون عماد المنتخب في السنوات المقبلة.
والنجاح الذي حققه لوف مع المنتخب يعود بالدرجة الأولى إلى إعادته (الروح الألمانية) إلى أعضاء الفريق الذي أضاع هذه الروح بين 2000 و2004، واستعادها في مرحلة أولى مع المدرب يورغن كلينسمان، قبل أن يتسلم لوف المهمات عقب المونديال الألماني، وتكون خطوته الأولى بلوغ نهائي بطولة أمم أوروبا ال13 في 2008. اليوم يعرف المدرب أنه أمام منتخب جيد التنظيم، يقاتل لاعبوه حتى اللحظات الأخيرة، وهذه النفسية القتالية هي التي بنت الأمجاد الألمانية السابقة والمطلوب أن تعيدها اليوم.
ويتكل المدرب على نجومه المعهودين باستثناء قائد الفريق مايكل بالاك الغائب عن المونديال بسبب الإصابة ، أمثال فيليب لام ولوكاس بودولسكي وشفاينشتايغر، وجميعهم كان لهم الدور القوي في التصفيات. ومع أن لوف يقول بضعف خط هجومه وغياب رأس الحربة المميز، إلا أن ميروسلاف كلوزه كان نجم التصفيات اذ سجل 7 أهداف، وهو حتماً سيكون من الوجوه الثابتة في المونديال، إلا إذا قرر لوف المخاطرة بالجيل الجديد ومن بينهم مسعود أوزيل، التركي الأصل، والذي يعتبر الاكتشاف الجديد للمنتخب، إضافة إلى الوجوه الجديدة مثل مارسيل شافر، سيمون رولفس وكليمانس فريتز.
لكن المشكلة الكبرى التي يواجهها المدرب تكمن في مركز حراسة المرمى بعد الحادث المأسوي وانتحار روبرت أنكه، ثم إصابة رينيه أدلر (حارس باير ليفركوزن). ويبقى على المنتخب الألماني إثبات علو كعبه منذ البداية، لأن مجموعته ليست سهلة كما يتصور البعض، والمطلوب حسم التأهل باكراً للتأهل للدور الثاني، حيث قد يضطر لمواجهات حامية اشتاق إلى خوضها.