|
من يفرض النجم الجمهور أم شركات الإنتاج أم .. ? فنون والتعريفات المختلفة هناك مسألة أخرى أكثر أهمية وهي كيف يصل الممثل لدرجة يحقق من خلالها شعبية كبيرة لدى الجمهور وما مقومات نجاحه ليقال أنه ممثل ناجح أو (نجم) , وبالتالي كيف يُصنع النجم (أو) كيف يُفرض ? فهل يفرض نفسه من خلال عمله فقط ? أيكون قادراً من خلال موهبته ودراسته ومعرفته الوصول إلى هذا اللقب ? أم أن هناك أيادي أخرى قد تلعب لعبتها ليصل ? وأين هو دور العلاقات الشخصية والمحسوبيات ? هل يصل بعرق جبينه أم لأن هناك شركة إنتاج أرادت فرضه وزجه في اللعبة والقول انه (نجم) ?.. تساؤلات توجهنا بها إلى عدد من الفنانين والحصيلة نرصدها عبر السطور التالية : حسام عيد : ليس لدينا في سورية نجم
تحدث الفنان حسام عيد مفرقاً بين (النجم) و(الشعبية الجماهيرية) قائلاً : ليس لدينا في سورية نجم وإنما هناك ممثل له شعبية فمقومات النجم غير موجودة لدينا , وهناك فرق بين الشعبية والنجومية فقد يلمع ممثل من خلال عمل ما ويحبه الجمهور ولكن قد يختفي حضور هذا الممثل بعد سنتين .. فهل هو نجم??. النجم الحقيقي لا يختفي لكن هذا ما حدث مع عدد من زملائنا فبعد أن حققوا شعبية قوية لم يعد لهم حضور على الساحة لا بل باتوا يفتشون عن فرص عمل لدور ثالث ورابع , فأين هو النجم ?? . وأعتقد أنه حتى في الوطن العربي ليس هناك ممثلون نجوم فالممثلون الذين اكتسحوا السينما المصرية بوقت من الأوقات يبحث عدد منهم اليوم عن دور صغير ليعملوا من خلاله . وبالتالي ليس هناك نجوم في الوطن العربي وإنما هناك ممثل له شعبية قد تستمر أو تنتهي أو تمر بفترات تزداد بها أو تنقص , بينما في الغناء الأمر مختلف فهناك نجوم حتى أن هناك مطربين قد لا يعملون لسنوات ولكنهم يبقون نجوماً على الصعيد المادي والجماهيري .صفاء رقماني : هناك من يصبح نجماً خلال عامين فقط !! الفنانة صفاء رقماني تحدثت عن كيفية وصول الفنان لدرجة النجومية ومن يصنف الفنان على أنه أصبح نجماً من الصف الأول وأين دور الشركات المنتجة في ذلك كله , قالت :
هناك من يعتقد أن النجم هو الذي تجده في كل الأعمال كيفما فتشت بين المحطات الفضائية , ولكن أرى أن النجومية ليست كلمة تقال فهي أولاً إنشاد الاحترام حتى قبل المحبة فالنجم بتواضعه وتواصله مع الناس وبحفاظه على مستوى أدائه وتطوره .. النجومية باختزال هي الاستمرارية والأدوار الجيدة هي التي تضمن لك الاستمرارية . هناك من يدخل الوسط ويصبح نجماً خلال عامين فقط ولكن لكل ظروفه وأسلوبه وهذا الأمر لا يتحقق معي فأنا أريد أن أصل دون أية خسائر وأن أصل كما أريد وأن أحقق كل ما أريد وأرتقي إلى المستوى الذي أرغب , فأنا على استعداد أن أفني نفسي في العمل لأصل من خلال عملي وهذا بحاجة إلى وقت وليس لدي مشكلة مع الوقت. وتضيف الفنانة صفاء حول دور الشركات الإنتاجية قائلة : الفنان هو من يصنع نفسه لكن لا ننكر أن الشركات تساعده وتظهر له هذا الجانب , فإن كان نجماً في داخله ولديه هم حقيقي يحتاج لوقت كي يصل لكن هذا الوقت قد يُختصر إن ساعدته الشركات الإنتاجية . عبير شمس الدين : التنازل عن الأجر لقاء كلمة (نجم) !
الفنانة عبير شمس الدين تحدثت حول من يفرض النجم ومتى نقول عن فنان أنه نجم فقالت: أرى أن اللقب لا يعبر عنك وإنما تعبك وعملك هو ما يعبر عنك , كل من يعمل في هذا المجال هو فنان فمدير الإضاءة والمصور كلهم فنانون في عملهم .. لكن قصة النجومية فيها مشكلة فكلهم أصبحوا نجوما في التمثيل والغناء .. لا بل بتنا نتساءل ماذا سيخترعون لقبا بعد كلمة نجم , ووصل الأمر أنك فنان تكتب عقدا مع شركة إنتاج قد تتنازل عن جزء من أجرك مقابل أن يُكتب قبل اسمك كلمة نجم .. فأي نجومية هذه .. لذلك أنا لا أؤمن بالألقاب . ليليا الأطرش : ليس كل من ظهر بمسلسل أو اثنين أصبح فناناً
كيف للجمهور أن يميز بين الغث والسمين ضمن زحمة الأعمال , وبالتالي كيف يمكن اكتشاف الفنان الحقيقي رغم كثرة الأدوار التي قد يؤديها ? ومن يصنع النجم, الجمهور أم الشركة المنتجة ?.. تحدثت الفنانة ليليا الأطرش قائلة : كِلا الاحتمالين صحيح , فهناك مشاهدون تعودوا على الوجوه التي تقدم لهم عبر الإعلام ولكن بالمقابل هناك مشاهدون هم مراقبون دقيقين ولديهم حس فني عالي المستوى ويستطيعون التمييز بين الجيد وبين فقاعات الصابون التي لا تلبث أن تتلاشى في الهواء . ينبغي القول إنه ليس كل ممثلة ظهرت بعمل أو عملين وأجرت لقاءات صحفية فمعنى ذلك أنها أصبحت فنانة حقيقية فأنا أعتبر أن الفنانة الحقيقية هي تلك التي تدرس الشخصية بشكل جيد وتغوص إلى تفاصيلها , والمفارقة أنك قد ترى ممثلة تؤدي دور الزوجة الحزينة على وفاة زوجها لكنها تظهر بكامل مكياجها أو أنها تصور مشهد استيقاظها من النوم وشعرها مصفف بأبهى صوره .. فالهم الأكبر عندها هو أن تظهر جميلة على الشاشة بغض النظر عن الدور ومجريات الأحداث وأرى أن مثل هذه الفنانة تكون مزيفة ولن تبقى أكثر من عام أو اثنين في الوسط الفني , لكن الناس يحبون الفنان الذي يلامس شخصيته التي يؤديها بواقعية دون رياء والفنان الحقيقي هو الذي يعطي لكل شخصية حقها ويلون في أدواره ويقدم المختلف دائماً ولا يكرر نفسه . فعلى سبيل المثال رغم أنني غالباً ما أجسد دور الفتاة الشفافة إلا أنني أسعى في ألا تشبه الأدوار بعضها البعض وأن يكون لكل منها خصوصيته المتفردة . عموماً فكرة النجم موجودة في السينما بشكل أكبر من خلال ما يسمى شباك التذاكر أي (نجم شباك) وهو الذي يأتي الجمهور خصيصاً لرؤيته وبالتالي تساهم السينما في صناعة النجم وتكريسه أكثر ولكن للأسف ليس لدينا سينما .
|