تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مصارف خاصة..جداً !!

اقتصاد
الثلاثاء20/12/2005م
منير الوادي

تفاءلنا خيرا مع بداية عام 2004 عند انطلاقة عمل المصارف الخاصة بعد غيابها عقوداً عدة.

ومع هذا التفاؤل كان الفرح والتهليل والندوات والمؤتمرات ولكن ماذا عن هذه المصارف بعد عامين?‏

التقييم العام أنها اصبحت مثل المصارف العامة لا بل يمكن القول ان المصارف العامة تطورت اكثر..‏

فالخاصة نرى فيها الديكورات الجميلة وابتسامة المستقبلين وفتح الخزنة لقبول الودائع وعدة اجهزة حاسب تكمل المنظر الحضاري.‏

اما العامة فما زالت تتمتع بزحمة الموظفين وعبوس المستقبلين والاتمتة التي لا تزال في بدايتها وغياب المظاهر البراقة الجميلة ووجود خزائن للاقراض..‏

المصارف الخاصة بدأت برأسمال عدة اشخاص او هيئات وطرحت باقي الاسهم للاكتتاب وخلال عامها الاول فاضت خزائنها بالايداعات وبدؤوا يصرخون بأنهم سيخسرون اذا لم يتعاملوا مع القطاع العام لانهم يدفعون الفوائد دون عمل والسبب انهم وعدوا بالكثير من الخدمات المصرفية الحديثة التي تفتقر اليها السوق السورية ولكهنم لم يقدموا شيئا وانحصرت قروضهم في فئات محددة من المستثمرين وقضايا الحوالات والصرف لتتحول الى(دكاكين مالية) بدل ان تأخذ دورها في التنمية.‏

واذا كانت هذه المصارف في عامها الاول لم تقدم على الاقراض بسبب استقبال الودائع فإن العام الثاني لم يكن لهم ما يبرر عدم تقديم الخدمات.‏

وان كان الخوف من موضوع المخاطر او عدم قدرتهم على استيعاب اعداد كبيرة من المواطنين الذين ينتظرون خدماتهم فنقول ما حاجتنا لهم اذا?‏

واذا اردنا القبول بالحد الادنى وهو الثقافة المصرفية التي كان يفترض ان تقوم بها المصارف الخاصة فإننا ايضا نجدها مقصرة في هذا المجال مع انه غير مكلف.‏

المصارف الخاصة لم تأت لسورية لمجرد (البروظة) بل لحاجة السوق لخدمات جديدة واعتقد ان الجهات المشرفة عليها مثل البنك المركزي ومجلس النقد والتسليف لا بد ان تبحث معها طرح خدماتها للمواطنين وتقديم العديد من القروض المتنوعة لانه من غير المعقول ان تبقى هذه المصارف حكرا على قطاع خاص جدا ويبقى الجهد الاكبر على المصارف العامة.‏

الموضوع ليس بفتح فروع وواجهات واعلانات بل بتواجد حقيقي وفعال في السوق المصرفية السورية لم نلحظه الى الآن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية