وليس أحد طرفي الصراع على خطأ بالضرورة.. الواقع يفرض احيانا الصراع كسيرورة حياتية,وطرفاه على صواب نسبي ..بل إن إختفاء معالم الصراع بين المصالح في مجتمع فعال حركي يعني أنه يعيش حركة خلبية, فالدنيا مصالح...والمصالح لا تأتلف بالضرورة... ومن خطأ القول ان مصلحة المجتمع هي مجموعة مصالح أبنائه ...بل إن مصلحة المجتمع هي توازن مجموعة مصالح أبنائه وفقا للقانون والضرورات وشروط الأفضل والأكثر عطاء.
في المجتمع السوري اليوم, اعني هذه الحقبة والتي تمتد رجوعا الى بداية هذا القرن وتمتد مستقبلا الى مالا حدود منظورة له... هي بصراحة فترة ما بعد الاشتراكية أو ما يعرف ب( الشمولية) ,في المجتمع اليوم قوى فاعلة ذات مصالح ولابد أن تتناقض مصالحها في موقع ما ...تحت ظرف ما ...هذا تناقض مقبول,أوصراع من علامات الحيوية والحركة.. ولن يكون طرفاه في النار,لانهما لن يستخدما السيف... ونسميه صراعا سليما مهما بلغ الحرج فيه....
لا بد ان يكون هناك اليوم صراع بين التجار والصناعيين...
لا بد ان يكون هناك صراع بين هذين والمصارف...
لا بد ان يكون صراع بين القرار الحكومي ومجموعة المصالح الخاصة... يجب أن نتوقع صراعات كثيرة لكنها لا تحتاج التدخل لحسمها لصالح اي طرف...بل يجب أن تبقى لاسيما اذا كان تدخل الحسم تدخلا إكراهيا...
في إطار ذلك,ارى ان صوت القطاع الخاص قد قوي في الآونة الأخيرة... او في الحقبة التي حددتها... وشكل ذلك نوعا من التصادم...دعنا نقول الهادىء...المسالم... اي شيء... مع الحكومة ومع القرار الحكومي ....وقد اتصف هذا الصراع...برؤية حكومية تقول القرار من عندنا ونحن الذين نحدد كل المسارات...
واتصفت رؤية الخاص بالتقدم الحذر... صوت يعلو احيانا وينخفض... لكنه كان في ارتفاع مستمر... وشهدت قوى القطاع الخاص ايضا تطورا وتطويرا في صراعاتها البينية...ربما يشكل احد منها صراعها مع القرار الحكومي.
اعود لأقول :هذه ظاهرة صحية بل هي ظاهرة الحراك الإداري الإقتصادي الأهم. ويجب ان تستمر كي لا يكبح صوت صوتا آخر....
قرأت اليوم خبرا عن توزيع مكاتب قيادة غرفة صناعة حلب....وعندما نقول :غرفة صناعة حلب... فنحن أمام المعقل الأول والأهم للعمل الصناعي الاقتصادي في سورية وهذا متفق عليه.... ونص الخبر: أن السيد محمد كامل الشرباتي تولى أمور رئاسة الغرفةو السيد غسان كريم تولى أمور نائب الرئيس ..والرجلان صاحبا صوت ما توقف عن الحوار..ولم يتوان هذا الصوت عن احداث الصخب في حواره... مع القرار الحكومي ...ومع تنفيذ القرار الحكومي... ووصوله الى رئاسة غرفة صناعة حلب ليس جديدا بالكامل...هما كانا هنا...انما يشكل هذا القدوم وسط ظروف ارتفعت حرارة المواجهة فيها... قدوما ذا معنى .
طبعاً لن أمتدح أياً منهما..وكلاهما صديقي.وأنا بصراحة لا أخاف إتهامي با (القبض)..وانصح كل اعلامي أن لايخاف..لأن حسابات من هذا النوع ستقعدنا بلا عمل أو نعمل على توافه الأمور..قلت لمسؤول منذأيام حدثني عن الموضوع..اعدل عن الوصف المنقول..الى الكلام المكتوب..فأنت لايمكنك أن تصل الى بيان صادق من قبض ومن لم يقبض.. بل يمكنك تقييم ما يكتب وما ينشر واستشفاف كل شيء منه فقط..
المهم..الأخ (أبو كامل شرباتي) اليوم في رئاسة غرفة صناعة حلب.. وخلفه يقف الأخ غسان كريم..ورغم قلة الجديد في ذلك نحن ننتظر جديداً..وإلا كان ثمة تقصير..في المؤتمر الصناعي الاول..نادى الصناعيون:
قلمك أخضر..
هي شكوى وهي إرادة, شكوى من وجود القرار لدى صاحب الحبر الاخضر وهي إرادة أن يكون الصناعيون شركاء في القرار..
فهل سيمتثل رؤساء غرف الصناعة في كل سورية الى شعار: قلمك أخضر..وبشكل خاص منها غرفتا صناعة حلب ودمشق..?!
لن نقبل..سيد شرباتي..سيد غريواتي..لن نقبل أبداً بحجة أن الحكومة صاحبة القرار..و(مادخلنا)..الحكومة تحتاج كثيراً تحتاج..مشاركتكم القرار..هل يعقل أن قراراً اقتصادياً في اقتصاد سوق يبتعد عن اصحاب السوق..?
أنا مبدئياً لاأمانع..لأنني مازلت اشتراكي التوجه..لكنني أمانع جداً? إذ لايجوز أن أعمل بفكر وأدوات الاشتراكية لإقامة مجتمع رأسمالي حركة واقتصاد سوق..
وبالتالي الدولة تحتاج رأي أصحاب السوق..الصناعيين منهم تحديداً..والمنبع يجب أن يكون تنظيماتهم الأهلية أي غرف الصناعة والتجارة..فإن لم يصل الرأي الى القرار..لن تكون مسؤولية الحكومة لوحدها..بل هي وبالتأكيد مسؤولية الصناعيين والتجار ممثلين بغرف التجارة والصناعة..
أخ (أبو كامل) مبارك..لك وللجميع..
وأعلم أنك لم تهدأ خلال السنين التي مضت..
وأن صوتك كان واضحاً..
لكن..
نريد أن نعرف كل مايجري..وفي ظل غياب مؤسسات التحقيق ومكاتب الدراسات القادرة, وبنوك المعلومات العارفة, والتكتم كثيراً على ما لدى القطاع الخاص..لابد أن تكون غرف الصناعة والتجارة وفي طليعتها غرفتكم منبع معلومات مستمر.. ومصدر رأي ومشاركة في الرأي..وفي السوق كل الألوان مقبولة وليس الأخضر لوحده .