ومن شهداء الوطن نتعلم الدروس ومعنى الإباء ، وما الشهيد البطل علي هيثم جبور إلا واحد من هؤلاء عندما لبى النداء وكان من الذين اجتمعت فيهم الرجولة والبطولة والشهامة والأخلاق الكريمة «علي هيثم جبور» ليكمل مسيرة حياته بشرف الشهادة التي حصل عليها من خلال قتاله وتصديه لأعداء الوطن ،
خلال المواجهات في مطار كويرس بحلب ،حيث استشهد في كمين الغام زرعه إرهابيو ومجرمو هذا العصر في وطني المقدس وجعلت منه نجما ًساطعا يشع ضوءاً ونورا في سماء الوطن الذي خرج من ترابه ،حيث لم يستمع لرفاقه الذين قالوا له إن ابنك الذي لم يتجاوز التسعة أشهر بانتظارك تراجع قليلاً ،لكنه لم يأبه كان مستعجلاً لينال الشهادة ونالها بالفعل هذا البطل المغوار الذين لم يرض الخنوع والذل واختار المقاومة في سبيل جلاء الوطن من رجسهم .
والدة الشهيد بديعة حنيفة ودموع الفرح والاعتزاز في عينيها رغم مرارة الفراق تقول: الابن غالٍ لكن الوطن أغلى وقد نجا من عدة ألغام ولكنها لم تثنه عن مواصلة ومواجهة هؤلاء الكفار الذين دمروا الوطن وظل في مقدمة المقاتلين ،ولكنها كانت الاخيرة فلقد انفجر فيه لغم وانهى حكاية المقاومة التي كان يتابع عليها أملاً بالنصر القريب , وتضيف هذه هي ثقافتهم التي اقتصرت على الغدر والقتل ،ولكنهم لن ولم ينالوا مرادهم في سورية وسنظل نقاومهم ونردعهم ولدي ابني الثاني ،وقد أصبح وحيداً وأقدمه فداءً للوطن أيضاً فابني حي والشهيد لايموت فهو باق في قلبي وروحي وختمت بالرحمة على روحه وروح الشهداء كلها .
والد الشهيد تحدث لنا عنه بكلمات تعج بالفخر وقال : لقد كان علي مميزا من بين أخوته وترك اثراً كبيراً في قلبي لفراقه لكن في الوقت نفسه اعتز وافخر بشهادته فهو ليس اول شهيد ،فسورية قدمت الكثير للوطن الذي بات أغلى مانملك ولاشي يعلو على حب الوطن، فهو يعلو ولا يعلا عليه فكل حبة تراب فيه هي مسؤوليتنا للحفاظ عليها .
شقيقة الشهيد سارة جبور قالت: لقد ترك علي فراغاً كبيراً في حياتي لكن رغم هذا الفراغ فقد ملأه بذكرياته الجميلة لأنه كان محبا للصغير قبل الكبير, حنوناً ومثالاً للعطف لقد بكى عليه الصغير قبل الكبير فله شعبية كبيرة بين الصغار ، تركنا جسداً لكنه باقٍ في الذاكرة والقلب .
زوجته السيدة جميلة المقداد والتي حدثتنا عنه قائلة أحببت فيه روح البطولة وأنا فخورة بشهادته واعتز بها ،فلقد اختارها بكل اخلاص كان مثالاً للرجولة , مؤكدة أنها ستربي ابنها الوحيد منه على نهج والده نهجه الذي سار عليه ليكون ابنه جديراً بحمل الرسالة والسير بها عندما يكبر وختمت بالرحمة على روحه الطاهرة .
يذكر بان الشهيد «علي هيثم جبور» من محافظة اللاذقية منطقة القرداحة قرية «عين العروس » نال شرف الشهادة بتاريخ 24/9/2015 يوم الخميس أول أيام عيد الاضحى المبارك في مطار كويرس بحلب وسجل بين لائحة الخالدين كباقي الشهداء وسام وشرف هذا الوطن ونعتز بها نحن الشعب السوري فشعبنا برهن عبر التاريخ ان عطاءه يزداد بازدياد التحدي ،رغم كل الألم الذي يشعر به كل فاقد لشهيد ،لكن كله في سبيل أمن واستقرار البلد يهون بدل الشهيد سنكون الف وكلنا مشروع شهداء كرمى للوطن وستستمر قوافل الشهداء حتى يتم تطهير بلادنا الحبيبة سورية من دنس هذا الارهاب .. دمت سورية عزيزة كريزة .