ولعل الأرقام الحقيقية عن قيمة ميزانية الاتحاد الرياضي العام، والتكتم (الغريب) عليها خير دليل على ما نقول، فالبعض (وهم من العارفين بحقيقة الأمور) يؤكدون أن قيمة هذه الميزانية تقارب نصف مليار ليرة سنويا،
ومع صدور قانون الاتحاد الرياضي العام بات أمام المنظمة الرياضية الأم مساحة أوسع في التحرك لناحية الصرف على تحضيرات فرقنا ومنتخباتنا بكافة الألعاب، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث، لتبقى رياضتنا معتمدة بشكل أساسي على الطفرات مع الاكتفاء بشرف المشاركة في الكثير من المسابقات الرسمية أو الودية، والعذر دائما هو أن الرياضة السورية تعاني ضائقة مالية، وأنها لا تمتلك ما يكفيها لتسيير النشاط الداخلي لبعض الألعاب، وهذا كلام عار عن الصحة، وذلك لأسباب كثيرة أهمها وأبرزها أن رياضتنا حاليا مقتصرة في نشاطها تقريبا على مسابقات كرة القدم، حيث يمكن اعتبار هذه اللعبة أنها الوحيدة التي تمثلنا خارجيا بشكل لا بأس به، وهو ما يعني أنها الوحيدة التي قد تحتاج لإنفاق وصرف، علما أن لاتحاد الكرة مساعدات مالية مجمدة من الاتحادين الآسيوي والدولي بسبب العقوبات المفروضة على سورية، ويمكن ببساطة تحريك المياه الراكدة في هذا الموضوع إن تم الكشف عن قيمة الفوائد التي يقبضها بعض قادة رياضتنا نتيجة تجميد هذه المبالغ المسجلة باسم كرتنا في البنوك الخارجية، دون أن يحركوا أي ساكن للاستفادة من الوضع الراهن.
بطاقات الطيران
أول المظاهر التي يتم من خلالها إهدار المال العام يتمثل في حجوزات الطيران،ففي الوقت الذي قد تستغرق فيه رحلة لأحد منتخباتنا بالظروف الطبيعية حوالي خمس ساعات، نجد أن هذا المنتخب أو ذاك يضطر لقضاء حوالي عشرين ساعة في رحلته والسبب يتمثل في اعتماد خط سير أطول لبعض الرحلات مقابل شراء البطاقات بأسعار أرخص، بينما يتم تقييدها بأعلى سعر وفقا لما ألمحت إليه بعض المصادر و التي سافرت مع منتخباتنا خارج القطر، وبالتالي فإن قيمة التلاعب في كل بطاقة لا تقل عن ثلاث مائة دولار، ولنا أن نحسب إذا تم حجز آلاف التذاكر سنويا، لنكتشف قيمة المبالغ التي يتم تبييضها، وهذا كله طبعا على حساب راحة اللاعبين والمدربين،علما أن مكتب الحجز يتعامل مع مكاتب طيران محددة دون أن يكون ملزم بذلك.
التجهيزات حكاية أخرى
وما يقال عن بطاقات الطيران يقال أيضا عن موضوع شراء التجهيزات للاعبينا، إذ لا يمكن اعتبار الاعتماد على شركة واحدة محض صدفة، كما أن تجاهل العروض التي تقدمها شركات أخرى من مواد ذات جودة أعلى وبأسعار أقل يضعنا أمام لغز،علما أن هناك شركات من الممكن أن تقوم بتجهيز منتخباتنا مجانا بهدف الدعاية فقط، ومع ذلك يتم تجاهلها!.
المنامة والإطعام
أخيرا فإن فواتير المنامة والإطعام تشكل لغزا كبيرا في ماهية عمل الاتحاد الرياضي، ففي الوقت الذي يمكن فيه إقامة تجمع ما لانتقاء احد المنتخبات بكلفة لا تتجاوز عشرين مليون، يصر القائمون على رياضتنا على اعتماد أسلوب المعسكرات وهو أسلوب مكلف جدا لأن كل منتخب يحتاج انتقاؤه لحوالي عشرة معسكرات وكل معسكر يضم حوالي ثلاثين لاعبا ولمدة لا تقل عن أسبوع، وهنا لنا أن نتخيل الفرق بين الأسلوبين ولاسيما على المستوى المادي، ولكن طالما أن مساحة التلاعب في قيمة فواتير المنامة والإطعام أكبر - كما يؤكد البعض- فإن الاعتماد على أسلوب المعسكرات سيبقى دارجا إلى ما شاء الله.