وفي هذا الاطار ننوه الى ان كتبا هامة قد صدرت عن المجمع، سواء في علم المصطلح ام الشخصيات اللغوية والفكرية التي كان لها دور هام في تأسيس المجمع ومن ثم النهوض به، والعمل على اعادة النضارة الى لغتنا العربية.
نقف اليوم عند اصدارين قدمهما المجمع، الاول بعنوان: الاشتقاق والتعريب، تأليف عبد القادر المغربي، راجعه وعلق عليه: د. عبد الاله نبهان، وهو كتاب في غاية الاهمية،ويقدم اضاءات هامة على هذا الجانب الذي نرى اننا كمتابعين بحاجة الى المزيد من الدراسات حوله لنكتشف الكثير من جوانبه، وتاريخه، ويقدم بالوقت نفسه اشارات على تطور دلالات المفردة، والمراحل التي عبرتها حتى وصلتنا هكذا، يقع الكتاب في 520صفحة من القطع الكبير، ولايتسع المجال الان للاشارة الى بعض ما جاء فيه، ولكن كلمة حق تقال: انه كتاب هام جدا وضروري، وقد سد ثغرة هامة في هذا المجال.
الكتاب الثاني حمل عنوان:خبايا الزوايا فيما في الرجال من بقايا، تأليف شهاب الدين احمد بن محمد بن عمر الخفاجي،
تحقيق ودراسة د. محمد مسعود ازكين، اعتنى به محمد اديب الجادر، الكتاب سفر من الورق الذي يبلغ ال900صفحة من القطع الكبير، يبحر في الابداع الادبي في العصر العثماني كما جاء في مقدمته، ويترجم للادباء والشعراء، بلغة تكاد تجعلك تسأل: هل من الضرورة بمكان ان يشغل المجمع نفسه بهذا الركام من المحسنات البديعية والطلاسم، افتح الكتاب على أي شخصية فستجد انك امام لغة هي من التزلف والنفاق ما يكفي لان يجعلك تقول: انه ليس كتاب توثيق ولا دراسات انما عمل اراد مؤلفه منه الكسب المالي، لاشك ان ثمة جهدا بذل في لملمة هذا الشتات، وارى انه كان من الاجدر ان يصدر في بضع نسخ تحفظ في المكتبة للدارسين والباحثين، لا ان يطبع منه الف نسخة، تكفي لاصدارعشرة كتب اخرى هامة، وكل كتاب بمئة صفحة، جهد كبير لكن ليس وقته، ولن يقدم قيمة مضافة للغتنا العربية، الا من باب التوثيق، وهذا جانب كان يمكن ان ينظر اليه من جانب اخر، بكل الاحوال، اصدارات نعتز بها، ونتمنى ان تبقى في اطار يخدم لغتنا، لغة الحياة، وقد حان لنا ان نرى كتبا تعنى بلغتنا اليوم، لا ما كانت عليه ذات يوم، وفي الكثير منه كانت يباسا، كما في هذا السفر الورقي.