وبحسب كشتو فإن هذه المحاصيل تسوق بسهولة نظراً للطلب الخارجي عليها، وسواء ارتفع سعرها داخلياً أو انخفض فلا يتأثر به المستهلك لأنها مواد لا تطلب يومياً منه ، مبيناً أن زراعتها نشطت خلال السنوات الثلاث الأخيرة وازداد إنتاجها كثيراً
وأمّنت القطع الأجنبي لخزينة الدولة تبعاً لتصديرها مؤكداً أن اتحاد غرف الزراعة يؤيد زراعتها والتوسع فيها حتى في مرحلة ما بعد الأزمة نظراً لربحيتها وازدياد الطلب عليها داخلياً والأكثر خارجياً ، لافتاً إلى أن أسواق النباتات الطبية والعطرية السورية تتركز بشكل رئيسي في أوروبا والخليج وشرق أسيا.
تنوع بيئي ومناخي
وعما اتخذ من إجراءات لتنشيط قطاع النباتات الطبية والعطرية وزيادة مردوده قال كشتو إن هذا المحصول يحتاج إلى دعم في مرحلتي الإنتاج والتسويق، فبالنسبة لمرحلة الإنتاج أسهم التنوع المناخي والجغرافي الذي تتمتع به سورية في زيادة التنوع الحيوي النباتي إذ أكدت بعض الإحصاءات أن عدد أنواع النباتات الطبية في سورية يتجاوز الألف نوع، وبالتالي تقوم إمكانية نجاح هذه الزراعات بشكل جيد في كافة المناطق السورية إضافة للمواصفات العالية لها بسبب الظروف الطبيعية المناسبة، مع إمكانية الانتقال من مرحلة جمع النباتات الطبية إلى الزراعة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الإنتاج والحفاظ على البيئة، لجهة أن زراعة هذه النباتات لا تتطلب تشغيل يد عاملة كثيرة مع ارتفاع عائدية المحصول وبالتالي سيدخل منتجين جدد إلى العملية الإنتاجية سواء في الزراعة أم التجميع، معتبراً أن هذا القطاع بحاجة إلى بعض القوانين والتشريعات لتنظيم العمل به وخاصة تنظيم الجمع من البراري ضماناً لاستدامة المحصول للأعوام القادمة والحفاظ على البيئة ورفع الوعي لدي الجامعين مما سيؤدي إلى زيادة الإنتاج والإنتاجية.
أما عن مرحلة التصدير فقال كشتو بوجوب التعريف بالخصائص والمواصفات الجيدة عالمياً مثل الوردة الشامية واليانسون والغار إضافة لما سبق من نباتات طبية وعطرية مع تحسين سلسلة القيمة بتصدير خلاصة النباتات الطبية والعطرية مثل الكريمات والزيوت بدلاً من تصدير منتجات أولية غير معالجة، بالتوازي مع تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة للاستثمار في مجال النباتات الطبية والعطرية واستخدام التقنيات الحديثة وفتح أسواق تصديرية جديدة، معتبراً أنه من الضرورة بمكان دعم هذه المنتجات وتحسين شروط بيئة الأعمال وتطوير خدمات الإرشاد الزراعي و تشجيع المشاركة في المعارض الدولية للترويج لها.
التقنيات الحديثة
رئيس اتحاد غرف الزراعة أكد أن دعم منتجات النباتات الطبية والعطرية في مرحلة الإنتاج أو التصدير سينعكس إيجاباً على جميع المعنيين بهذا المنتج وبالأخص في توليد دخول جديدة لشريحة واسعة من الأشخاص وخاصة نساء الأرياف والأشخاص الذين لا يملكون آراض زراعية وإنما يعتمدون على جمع النباتات من البراري وزيادة غلة الهكتار والتوفير في استخدام المياه اللازمة للزراعة، وكذلك زيادة الإنتاج والمساهمة بشكل اكبر في السوق العالمية، لافتاً إلى أهمية استخدام التقنيات الحديثة وفتح أسواق تصديرية جديدة.
معايير الجودة العالمية
كشتو اقترح في هذا السياق على مستوى المنتجين والجامعين خلق مجموعات إنتاجية على مستوى المزارع الكبيرة، ورفع الوعي فيما يخص معايير الجودة العالمية، إضافة إلى تدريب الجامعين لتطوير تقنيات الجمع والحصاد، وتقديم الخبرة اللازمة للمزارعين ورفع مهاراتهم في مجال زراعة وحصاد النباتات الطبية والعطرية بغية زيادة الإنتاج واستدامته، أما على مستوى المصنعين فاقترح زيادة التدريب والوعي على مستوى التجفيف والفرز والتوضيب، وتقليل فاقد وخسارة ما بعد الحصاد، مع أهمية إبرام عقود طويلة الأمد مع الحاصدين والجامعين أو مباشرة مع المزارعين، بالتوازي مع تحسين عمليات التعبئة والتغليف والاسم التجاري للمنتجات المصنعة، وبالتالي الحصول على شهادات الجودة العالمية، في حين اقترح على مستوى السلطات المعنية تحسين شروط بيئة الأعمال، وتطوير خدمات الإرشاد الزراعي حول كيفية إنتاج ومعالجة وجمع النباتات الطبية، وتقديم البنى التحتية اللازمة مثل المخابر ومراقبة المنتج النهائي، إضافة إلى تسهيل الوصول إلى مدخلات الإنتاج بشكل اكبر مثل البذور والآلات، وتشجيع المشاركة في المعارض الدولية، والترويج لسورية من خلال هذه المنتجات.