في حين استأنفت حكومة «حزب العدالة والتنمية» حربها ضد حزب العمال الكردستاني وشنت عليه ضربات حيث فرضت حالة الطوارئ في المدن التركية.
إن تصاعد الأزمة السياسية في تركيا كان سببا رئيسيا في تصاعد الأزمة الاقتصادية والمالية في تركيا، وقبل خمسة أشهر سابقة كان اردوغان وحزب العدالة قد فقد أغلبيته في الانتخابات البرلمانية.
والنتائج غير المتوقعة في الانتخابات هي استعادة أغلبية حزب العدالة في البرلمان، وهذا الفوز لايحل أيا من الأزمات والتناقضات في تركيا، بل يبشر بمرحلة من الصراع الطبقي والصراع السياسي العنيف، وبهذا سيسعى حزب العدالة والتنمية التركي الى استخدام سيطرته على أجهزة الدولة لاقامة نظام استبدادي والهجوم بشكل مباشر على الطبقة العاملة، وفقط التدخل المستقل من قبل الطبقة العاملة يمكن أن يمنع تركيا والمنطقة بأسرها من الغرق في دوامة الحرب الأهلية والديكتاتورية.
إن حكومة أردوغان وحزبه هي مرحلة الأزمات والحروب التي قامت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها الإمبريالية ضد أفغانستان والعراق وليبيا وسورية وتحطيم البنى الاجتماعية والسياسية في المنطقة بأسرها.
إن الشرق الأوسط مثل دول البلقان قبل الحرب العالمية الأولى، أصبحت ساحة اقتتال للقوى العظمى التي تحارب بعضها البعض من أجل النفط، ومناطق النفوذ والميزة الجيوسياسية.
حزب العدالة والتنمية كان قادرا على الفوز فقط بسبب إفلاس خصومه السياسيين. ووسط تصاعد العنف في الحملة الانتخابية،حيث أنه قدم نفسه على أنه عامل من عوامل الاستقرار والوحدة الوطنية، وجذب الناخبين القوميين.
إن الانتخابات التركية تسلط الضوء على الطابع الرجعي للحكومة التركية البرجوازية، حيث إنها وعبر التاريخ لم تكن قادرة على اقامة جو ديمقراطي حقيقي، في حين قضت تركيا فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في ظل الإمبريالية الأميركية وحلف شمال الأطلسي، وهي تحول مرارا وتكرارا إلى الديكتاتوريات العسكرية والعنف الفاشي لقمع الطبقة العاملة.