لغو الكلام
عين المجتمع الاثنين 9-11-2015 غصون سليمان صعدنا سوية «السرفيس» الذي يقلنا من ريف المدينة إلى العاصمة دمشق، وبعد دقائق من وقت الانطلاق يعلو الصوت بالسلام والاطمئنان وكيف الحال والأولاد والعمل، وما بينهما من تفاصيل لازمة وغير لازمة .
بالتأكيد ليست المشكلة بالسلام والكلام ،بل هي باضطرارنا ان نسمع وعلى مضض عبر الصوت العالي المتصاعد طرق البحث والاستفسار عن أشياء من الواجب والضرورة ألا تقال إلا بين الأشخاص أنفسهم أو في المجالس التي تجمع الأحباب والأصحاب والأصدقاء ..أكثر من نصف ساعة والحديث الهاتفي لما تنته حروفه وعباراته واستفساراته ،رغم حالات الامتعاض والتأفف التي أبداها من هم بداخل الحافلة..ومع ذلك لم يتحسس هذا الشخص المتطفل بصوته الجهوري على أسماع الآخرين ..كي يعلم أن للأمكنة العامة حرماتها ولاسيما وسائل النقل العامة التي تتلون أمزجة مرتاديها بين هادئ وعصبي بين متعلم وجاهل بين صاحب بال طويل وآخر عكس ذلك..
ماتقدم لاينطبق على شخص بعينه بل إن الكثيرين منا يمارس طقوس الحديث الجهوري في الشارع والمؤسسة وحيث يكون المرء، لكن يبقى للأماكن المكتظة بناسها وأهلها خصوصية الحديث وهدوء الصوت واختصار الكلام بما يتطلب من ضرورة وجوب وسرعة القول،دون إحراج وإزعاج للآخرين..خاصة إذا كان الكلام للاستعراض،ولغو بلغو لايغني ولايثمر بفائدة عند قليلي الإحساس براحة الآخرين..
|