تعرض قناة dubai one برنامجا بعنوان ( صغار.. أغنياء.. ومشهورون ). باللغة الإنكليزية مترجماً إلى العربية . يتناول البرنامج حياة المراهقين الأغنياء في العالم مثل بريتني سبيرز وأبناء الرؤوساء مثل (جينا بوش)... أطفال نشأوا في نيويورك في قصور فخمة تحيط بها الخلجان والشواطئ الساحرة بحيث يحق لنا كمشاهدين أن نتساءل أليست هذه قطع من الفردوس الموعود?!ومما يتناوله البرنامج أيضاً التمييز بين هؤلاء الأثرياء, فمنهم من يصبح مليونيراً قبل بلوغ سن الاقتراع ومنهم من لا يعتمد على إرث ذويه ومنهم سبيرز كمغنية وهناك أيضاً عارضات الأزياء ونجوم كرة السلة وغيرهم , ومن الأفكار كذلك أن الأولاد الأثرياء يفقدون الاهتمام بأي شيء والعمل مفردة لا تندرج في قاموس حياتهم,
وفيما يتعلق بالمراهقين الذين يثرون فجأة فهنا تكمن الإثارة,غالباً ينقص هؤلاء الطموح والأحلام والدوافع وقد يدخل بعضهم المصحات للعلاج من إدمان العقاقير ! ثم يشير المقدمون إلى نقطة بالغة الأهمية: إن امتلاك المال يمنحك الخيارات?!وغير ذلك من الطروحات. أما برنامج ( عندي راي ) الذي يبث على قناة zee arabia التي تعني كما يقولون ( جيل الشباب ) فإن 80% أو أكثر من الحديث يقال باللغة الإنكليزية الممطوطة والباقي بلهجات محلية مختلفة حسب بلد منشأ كل من الشبان والشابات الذين يقدمون البرنامج ويكتب عنوانه بحروف إنكليزية أيضاً أي ( indi rai ) ولا يكتفون بذلك بل إن الشبان يبدون أكثر أنوثة من زميلاتهم وبدلاً من قولهم الشبان والشابات أو الشباب والصبايا أثناء الحديث يقولون ( الولاد والبنات ) !! ومن ذلك مثلاً ( إذا بدي اطلع مشوار أتصل مع ماي غيرل فريند! الولاد بيحبو القوة والتحدي!!سبحان الله يعني ذيس إز ذا واي وي آر!! بربكم هل هذا هو جيل الشباب ?! يتحدثون عن أفكار قيمة كالتحدي والمنافسة والصدق والإخلاص وهم يتمتعون بشعور طويلة تنسدل على الأكتاف وبوشم مفزع على الزنود غير المفتولة فهل نعيش عصر المخنثين?! أنتقل للحديث عن مسلسل ( لاغونا بيتش ) الذي تبثه قناة dubai one حيث طلاب وطالبات المرحلة الثانوية وهم على أبواب التخرج يعيشون علاقات عاطفية واسعة الطيف لا محظورات فيها تقريباً , هذا إلى جانب الثراء الفاحش بحيث يتطلب تبديل سيارة إحداهن بعض الدلال على والدها لتحصل عليها! شواطئ ساحرة وأحواض سباحة حالمة في فيلات فخمة وأجساد غضة في ( البيكيني ) وحفلات شواء وتسكع و(شوبينغ) ...
هذه البرامج والمسلسلات وكل ما يدور في فلكها تضعنا وجهاً لوجه أمام سؤال كبير وهام: لمن تبث?! لماذا وما الفائدة المرجوة منها? ما الأفكار التي تسعى لترويجها بين جيل الشباب في الوطن العربي? فإذا ما أضفنا إليها القنوات الدينية وفتاواها الهزيلة وتقزيم الدين في طقوس لا في قيم وسلوكات ! والقنوات الإباحية وما تسوق في مجتمع مهوّسٍ بالجنس وتوابعه! والفيديو كليبات ( وأكره أن أجمعها جمع مؤنث سالم! ) التي تبرر كل وسيلة وصولاً لأهدافها! وقنوات الجن الأزرق والأحمر وكل ألوان الطيف مجتمعة والسحر والشعوذة واللجوء إلى التمائم لحل المشكلات! بل الذهاب بعيداً بتحويل آيات القرآن الكريم إلى وصفات طبية كحقٍ يراد به باطل?! أي تحوّل إذاً تشهده مجتمعاتنا وإلى أين نمضي! هذا التحول التراكمي في كل مناحي الحياة إلى أين يفضي? هل تدعم الأموال العربية كل ذلك من أجل الربح المادي فقط? لعل القارئ الكريم يدرك الإجابة أفضل مني.
suzani@scs-net.org