|
( آدم )..صحافة صفراء على mbc فضائيات وهي تدافع عن حق المرأة بالعمل وكفاءتها, مقابل استخفاف مذيع البرنامج وإصراره على التهكم على عمل المرأة خارج البيت, والمفارقة أن النقاش كان مدعما بأرقام واحصائيات في أسفل الشاشة تثبت ازدياد دخول المرأة في قوة العمل, ومقدار مساهمتها بالاقتصاد الوطني ودخل الأسرة نفسها, إلا أن السؤال هنا لا يوجه الى كفاءة المذيع أو جديته, وانما الى البرنامج برمته والسياسية الاعلامية للمحطة التي تبثه, وكأن الهدف منه المسايرة وانتاج برامج عن مواضيع حيوية معاصرة تهم وتمس مجتمعاتنا العربية, ولكن بعقلية قديمة وتقليدية وتكرس المواقف السلبية من عمل المرأة.
و لا ينتهي الأمر عند هذا الحد, ففي الحلقة ذاتها يستضيف البرنامج شيخاً كان في فترة سابقة مفتيا في جامع الأزهر,مع أستاذ من كلية الشريعة بجامعة الاسكندرية لمناقشة موضوع حق الفتاة بإجراء عملية ترقيع غشاء البكارة قبل الزواج, ورغم المكانة العلمية والدينية للضيفين الا أن الفقرة لم تخرج من اطار الصحافة الصفراء التي تثير مواضيع لها حساسية عند الناس وتناقش بطريقة تحاكي غرائز صانعيها, وعلى نحو يلاءم كفاءة المذيع المحدودة الذي كان يتدخل بين جملة وأخرى ليحرك جانبا لايغني ولايفيد الموضوع, وعلى ذلك انتهى النقاش دون تقديم معلومة علمية عن هذا الجزء من جسد الفتاة, ودون توضيح سبب اثارة هكذا موضوع, ولأنه ليس من المعقول أن يظهر شيخ وأستاذ جامعة ويطالبا بعدم العفة, اتفق المتحاوران على هذه النقطة, ولكنهما دخلا سجالاً حول فكرة قالها الأستاذ أنه ليس من حق الخاطب أن يسأل خطيبته عن حياتها قبل معرفته لها, في حين اعتبر الشيخ أن هذا بمثابة دعوة للتخلي عن مكارم الأخلاق. بالمجمل كان اختيار معدي برنامج (آدم) لهذين الموضوعين والطريقة التي عولجا بها يعكس موقفا رجعياً من المرأة, ويؤكد أن هذه المحطة, على تنوعها, لم تتعد ببرامجها مرحلة سد الفراغ بأي كلام, وهي بذلك إن لم نقل تتعمد ايذاء المشاهد العربي فانها تؤذيه لغياب سياسة بث واضحة مترافقة مع ساعات بثها الطويل.
|