بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة رحب بنتيجة التصويت مؤكدا أن المجتمع الدولي سيساند العراق في جهوده لصياغة مستقبل آمن (ومزدهر) وأن المنظمة تتطلع للعمل بشكل وثيق مع قادة وشعب العراق لإيجاد سبل تعزيز المساعدة وفقاً لبنود القرار الجديد الذي صدر حوله ردود فعل كثيرة.
وقد أكد بان أن المنظمة ستلعب دور الوسيط من الآن فصاعدا في العراق بهدف تشجيع الحوار بشقيه الداخلي ومع الدول المجاورة في آن واحد.
وقد اعتبرت صحف خليجية أمس ان موافقة الامم المتحدة على توسيع دورها في العراق يعكس عجزا اميركيا عن معالجة الاوضاع في البلد الذي يمزقه العنف.
وكتبت صحيفة الرياض السعودية ان اميركا شعرت ان كل حلولها غرقت بنهري دجلة والفرات وان تحقيق مكسب سياسي ونفطي اوصل المغامرين في البيت الابيض والبنتاغون الى قناعة ان الخروج من المأزق المر فرضته وقائع لم تكن الاحتمالات الاميركية تضعها في حساباتها.
واضافت ان الامم المتحدة تحولت الى احتياطي سياسي يستدعى عند الحاجة قد تكون الاهداف الاميركية ان تجعل الغطاء الدولي ممرا لخروجها من العراق.
وختمت متسائلة عما ستفعله الامم المتحدة في بلد تهدم فيه كل شيء واستوطن فيه الارهاب والموت نيابة عن دول الاقليم والعالم?.
من جهتها رأت صحيفة البلاد السعودية ان الادارة الاميركية تسعى الى توسيع دور الامم المتحدة في العراق على ضوء الفشل العسكري الذريع للاحتلال.
واضافت ان دور المنظمة الدولية لن يخرج عن الاطار الانساني داخل العراق وتجاه اللاجئين لكن حتى هذه المهمة محفوفة بالمخاطر الامنية على ارض الواقع.
في قطر تساءلت الشرق بتهكم هل استشارت واشنطن ولندن الامم المتحدة عندما قررتا غزو العراق?.
بدورها ذكرت الراية القطرية انه مما لا شك فيه ان لجوء واشنطن ولندن الى مجلس الامن يؤكد فشلها في قضية العراق ولذلك فان تدخل الامم المتحدة يجب ان يكون واضحا ومحددا بصلاحيات كبيرة فحصر دورها بتقديم النصح والدعم غير مجد.
من جهتها كتبت صحيفة الخليج الاماراتية ان دور الامم المتحدة مطلوب بإلحاح لكن يجب ان يكون متحررا من اسر الاحتلال وان يتجه الى نجدة الشعب العراقي وليس لتشريع جديد يمدد للاحتلال سنوات اضافية.
إلى ذلك قال السفير العراقي لدى الامم المتحدة حميد البياتي ان بلاده تتطلع الى دور أكبر للامم المتحدة في العراق بعد القرار .1770
ونقلت ا ب عن البياتي قوله في تصريح صحفي تعليقا على قرار المجلس الذي يمنح دورا أوسع للامم المتحدة في العراق ان بلاده تدرك أن كل التحديات التي تواجهها هي من مسؤوليات الحكومة العراقية التي لا يمكنها تحمل هذه المسؤوليات بدون مساعدة المجتمع الدولي ممثلا بالامم المتحدة.
من جانبه قال السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي شوركين ان هذا القرار يتماشى مع دعوة روسيا خلال الاعوام القليلة الماضية بأكبر انخراط ممكن للامم المتحدة في تسوية النزاع في العراق.
وأضاف أن بلاده تريد رؤية استخدام امكانات التوسط المستقلة لدى الامم المتحدة للتغلب على الازمة السياسية والامنية في العراق وبغية دفع العملية السياسية الى الامام.
من جهته قال السفير الصيني لدى الامم المتحدة وانغ غوانغيا ان التاريخ أظهر ان لدى الامم المتحدة ميزة نسبية وخبرة وافرة لتحمل المسؤوليات الجديدة التي ألقيت على عاتقها بموج القرار الجديد وسيكون لديها الكثير لتفعله.
وحث وانغ الحكومة العراقية وقوات الاحتلال الاميركي على تزويد الامم المتحدة بالضمانات الامنية اللازمة للقيام بعملها.
من جانبه قال السفير الاميركي لدى الامم المتحدة زلماي خليل زاد السفير السابق في بغداد ان الولايات المتحدة ستتحمل قسطها من المسؤولية لضمان أمن الامم المتحدة في العراق دون إعطاء أية تفاصيل اضافية بهذا الشأن.
وأشار زاد الى أنه على الرغم من الخلافات مع المجتمع الدولي حول العراق فان تأييد القرار بهذا الشكل يظهر الاعتقاد بأن ما يحدث في هذا البلد يحمل معاني استراتيجية ليس فقط بالنسبة للمنطقة بل للعالم أجمع.