تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإستراتيجية السورية ترسم معادلات النصر.. تحرير إدلب يسعّر العويل الغربي.. واشنطن تتعلق بحبال «الكيماوي» وأردوغان يترنح على عكاز الخيبة

الثورة - رصد وتحليل
أخبــــــــــار
الثلاثاء 11-9-2018
في متوالية الأحداث الجارية على الخريطة السورية نجد لهاثاً أمريكياً وتركياً محموماً وتسعيراً متصاعداً لتلغيم المشهد في ادلب سواء عبر أكاذيب يجري اختلاقها وتعويمها لتبرير عدوان سافر هو وسيلة الفاشل الوضيع لعرقلة تقدم الجيش العربي السوري لتحرير إدلب المختطفة من الارهابيين،

فعين أطماع واشنطن مازالت منصبة على شرق الفرات، ونفخها في رماد الإرهاب يتواصل، ودعمها لميليشيات الانفصال لم ينقطع، ولعاب رئيس النظام التركي أردوغان مازال يسيل لاقتطاع أجزاء من الأراضي السورية سواء عن طريق عدوانه على الشمال السوري أم تحت ستار «آستنة» لتوفير مظلة حماية لإرهابييه في إدلب.‏

فمجدداً تطفو على سطح السياسة الغربية زوبعة من افتراءات مع اقتراب معركة تحرير ادلب، ويواصل متزعمو الغرب الضالع بالحرب على سورية من امريكا وبريطانيا وفرنسا لتنضم ألمانيا الى جوقة العدوان ايضا، وكلهم يواصلون اللعب على حبال أباطيلهم وامتطاء موجة «الإنسانية» وسيلة لشرعنة اعتداءاتهم السافرة وتدخلهم غير المشروع في الشأن السوري، وذلك بتناوب على الفجور في التصريحات والاتهامات العدائية لسورية، فالتباكي البهلواني على «الانسانية» والسعي المحموم لحماية السوريين هي الشعارات الاكثر رواجاً في سوق العربدة الدولية, والأكثر ريعاً للاستثمار الاستعماري ما يفسر تكالبهم «الانساني» الخبيث.‏

ولا شك أن صفعات الانتصار السوري المتتابعة كانت موجعة لدرجة أدخلت رعاة الإرهاب في حالة هستيرية ونفق مظلم لن يبصروا من خلاله ضوء قلب معادلات المواجهة على الارض بعد أن ضيق الجيش العربي السوري الخناق على إرهابيي إدلب وقطع دابر الارهاب في اماكن واسعة على مساحة الجغرافية السورية ممسكاً زمام الحسم بكل اقتدار في أي معركة يخوضها، وما بين ما تريده واشنطن ومن لف لفيفها الاستعماري في ادلب وبين معطيات الواقع الميداني في المعركة القادمة في ادلب تبقى الكلمة الفصل لإصرار السوريين على دحر الإرهاب عن كامل ترابهم وصون وحدة وسيادة وطنهم مهما استطال وهم الرهان الغربي التركي ومهما غالى رعاة الارهاب في بث زيف اتهاماتهم وفبركاتهم على خشبة المزاودة الدولية.‏

فالجيش العربي السوري وحده من يرسم معادلة النصر في كل مكان يحرره، فقرار الحسم قد اتخذته الدولة السورية، وكما تحرر الجنوب وقبلها حلب ودير الزور والغوطة الشرقية وغيرها من الجغرافيا السورية، عقد العزم على استئصال جذور الارهاب من ادلب وطي ملف التنظيمات الارهابية فيها إما بالتسوية وإما بالخيار العسكري.‏

ومع اقتراب الأزمة في سورية من مراحلها الأخيرة، ترتسم الخطوط العريضة لملف تسوية الكثير من الملفات، وذلك في ظل خريطة طريق جديدة لتشكيل توازنات إقليمية ودولية جديدة، رسمتها انتصارات الجيش العربي السوري وفرضتها واقعاً في حربها على الارهاب.‏

الدور الفاعل الذي انشأته الدولة السورية في مساري المعارك والتسويات فاضت من جعب الجنوب لتعطي أمراً مماثلاً يرسم على الخريطة الشمالية ولا سيما في إدلب الامر الذي بات يفرض كأمر واقع على من أراد الغوص في مستنقعات الفوضى من جديد.. لذلك ارتفع سعار متزعمي التنظيمات الارهابية ومشغليهم امتداداً من أميركا والغرب وتركيا وصولاً الى مشيخات النفط.‏

وانطلاقاً من ذلك ايضاً فقد أثارت التطورات الأخيرة في سورية، قلق تركيا بشكل خاص بشأن ما حققت في شمال سورية، وإمكانية إجبارها على مغادرة مناطق تمركزها هناك، أو فرض تسويات تجعلها تقبل بأقل من طموحاتها الوهمية في المنطقة، حيث أن أردوغان المأزوم بدأ بالمضي في محاولات تدوير فشله باتجاهات مختلفة والاستفادة من أوهام خوض غمار شوط اضافي للولوج في مساعي دعم ارهابييه في ادلب الذين باتوا على موعد اندحارهم من معقلهم الاخير.‏

وعلى الصعيد الداخلي التركي لم يكن الاخواني اردوغان بأحسن حال من وضعه الخارجي ولاسيما أن رسائل النصر الذي يقودها الجيش العربي السوري قد تخطت حدود أوهامه وأحلامه العثمانية، وقد وقفت على تلك التطورات أحزاب المعارضة في الداخل التركي، حيث طالب زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كليجدار أوغلو، رئيس النظام التركي بالعدول عن أوهامه بعد أن بات النصر السوري أمراً محتوماً لا يمكن تغييره.‏

وفي تطورات المشهد القادم من الميادين السورية وما يقوم به الجيش العربي السوري وحلفاؤه في ضرب الارهاب المدعوم أميركياً وغربياً جعل من معركة ادلب أن تقترب أكثر من إعلان بدئها على الرغم من بدء تطبيق العمليات التمهيدية التي يقوم بها الجيش العربي السوري بالتعاون مع حلفائه.‏

فالتحضيرات لعملية تحرير إدلب من الارهابيين تجري بعناية فائقة وفق ما اكده نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، مع مراعاة الجوانب الإنسانية، وفي ذلك بحسب مراقبين دحض كل تلك الاخبار التي يروج لها الغرب وأميركا عن «الازمة الانسانية» التي ستتمخض عن معركة ادلب فيما اذا أقدم الجيش العربي السوري على القيام بها، ويؤكد رغبة اميركا وحلفائها بمنع قيام الجيش العربي السوري بالقضاء على آخر بؤر الارهاب.‏

تلك التحضيرات المتسارعة لعمليات الجيش السوري في ادلب يبدو أنها شكلت ضربة موجعة لمشغلي الارهاب، الامر الذي دفع بهم الى التوجه الى فبركة مسرحية جديدة يراد بها أغراض سياسية أبعد من عرقلة تقدم الجيش السوري في المحافظة ، فبدأت التحضيرات تمهيداً لفبركة فيلم جديد حول استخدام الأسلحة الكيماوية وإلصاق التهمة بالجيش العربي السوري، وهي اجراءات جاءت لافتعال سيناريو شبيه بذلك الذي حصل في العام 2013، وآخر في الغوطة الشرقية وأكدت المصادر أن الدولة السورية وحلفاؤها يراقبون عن كثب هذه التحركات وهم أعلنوا عن ذلك أكثر من مرة في مجلس الأمن وأحاطوا منظمة حظر الأسلحة الكيماوية علما بهذه المعلومات.‏

الى ذلك تدخل المانيا على خط الفبركات وتلتحق بركب المشعوذين في التسويق لمشاهد العمل الكيماوي وذلك في تماه واضح مع اجندات الغرب وأميركا الاستعمارية.‏

وعلى عكس ما يحضر ويذاع فقد اظهرت معلومات أن الإرهابيين في سورية باتوا يمتلكون القدرة على انتاج الاسلحة الكيميائية ويتلقون الدعم المادي والتقني من الخارج.‏

المسرحية الهوليوودية لم تكن حالة منفردة بل اخذت معها حالات الزيف الانساني التي تتذرع به الولايات المتحدة الاميركية ومعها تركيا والغرب وفضحت تباكيها الكاذب على الانسانية المذبوحة بسكين ارهابهم، وذلك في إطار تعاطيها مع مشهد ادلب، بعد أن فضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان أصدره مدير مركز حميميم للمصالحة في سورية، الفريق فلاديمير سافتشينكو، باستخدام المقاتلات الاميركية غارات واعتداءات بالذخائر الفوسفورية الحارقة المحرمة دولياً وذلك على المدنيين في بلدة هجين في محافظة دير الزور يوم 8 أيلول 2018.على الصعيد الميداني استهدفت وحدات من الجيش العربي السوري بسلاحي المدفعية والصواريخ أوكار وتجمعات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المنضوية تحت زعامته وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد في عدد من البلدات المنتشرة على الحدود الإدارية لمحافظتي حماة وإدلب.‏

قد تختلط الاوراق وتتبعثر سواء على الصعيد الميداني أو صعيد التحركات السياسية والدبلوماسية المنصبة على الملف السوري، وتتلون الطروحات الاستعمارية بشأن حلول مفترضة للأزمة في سورية, لكن تبقى انتصارات الدولة السورية وحسمها الميداني باستئصال بؤر الارهاب من التراب السوري وسد الطرق على المشاريع الاستعمارية, الاستراتيجية الاكثر فعالية وصوابية للحفاظ على وحدة الاراضي السورية بمواجهة المخططات الشيطانية التركية الغربية والصهيو أميركية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية