وأشار سيرومولوتوف في حديث لوكالة «سبوتنيك» إلى امتلاك الإرهابيين في سورية والعراق وثائق علمية تقنية لإنتاج الأسلحة الكيميائية ومنشآت ومعدات كيميائية.. وبالطبع هم يتلقون دعما ماديا وتقنيا محددا من الخارج، مضيفا: أنا لا أريد التكهن بشأن المشاركة المحتملة للأفراد أو الكيانات القانونية من الدول الغربية في توريد المواد الكيميائية إلى الإرهابيين في سورية.
ولفت المسؤول الروسي إلى أن معلومات ميدانية ترد بشكل متواصل حول إعداد الإرهابيين لاستفزازات باستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية كما أن الجانب السوري ينقل بانتظام معلومات دقيقة جدا بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن الدولي و منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.
وكشفت وزارة الدفاع الروسية قبل يومين عن معلومات موثوقة تؤكد استكمال التنظيمات الإرهابية في ادلب جميع التجهيزات لتصوير مسرحية كيميائية جديدة بغية اتهام الجيش العربي السوري.
وكانت سورية وجهت قبل أيام رسالة رسمية إلى أعضاء مجلس الأمن تتضمن معلومات دقيقة وعالية المصداقية حول تحضيرات المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب وريفي اللاذقية وحلب لاستخدام المواد الكيميائية السامة ضد المدنيين وعلى نطاق واسع بهدف عرقلة العملية العسكرية ضد الإرهاب في تلك المناطق.
وأوضح سيرومولوتوف أن الممثلية الدائمة لدى الأمم المتحدة أبلغت رسميا في الـ 17 من آب الماضي مجلس الأمن عن تسليم عدة حاويات من الكلور إلى معسكر للمسلحين بالقرب من قرية حلوز في محافظة إدلب، مضيفا إنه ليس من باب المصادفة أن يعمد ممثلو بعض الدول الغربية وتحديدا منذ بضعة أسابيع إلى إطلاق التهديدات بتنفيذ عدوان جديد على سورية في حال وقوع هجوم كيميائي في إدلب.
وحول جهود مكافحة الإرهابيين في إدلب قال سيرومولوتوف إنه بموجب معايير عمليات مكافحة الإرهاب في إدلب وكقاعدة عامة يجري التحضير لهذه العمليات بعناية وسرية بمشاركة جميع الأطراف مع مراعاة الجوانب الإنسانية.
وتابع سيرومولوتوف إن هناك عصابة إرهابية تستغل إنشاء منطقة خفض التوتر في إدلب وتتحصن بها حيث يقوم إرهابيوها بتعزيز صفوفهم ويغيرون على المدنيين ويقومون بضرب نقاط تمركز القوات المسلحة الروسية.. وروسيا لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي وألا ترد على جرائمهم.
ولفت إلى أن مسؤولي النظام التركي طلبوا في الاجتماعات الثنائية من روسيا عدم «استخدام القوة» لتحرير إدلب من الإرهابيين.
وحول تقليص عديد القوات الروسية الموجودة في سورية في إطار جهود مكافحة الإرهاب قال سيرومولوتوف إن «تقليص الوجود العسكري الروسي في سورية مستمر ومرتبط بالنجاح في التخلص من بقايا الإرهابيين على الأرض وتعزيز القوات المسلحة السورية.
وبشأن إمكانية تنفيذ الفكرة الأميركية المتعلقة بتكوين حلف استراتيجي ضد الإرهاب في الشرق الأوسط قال سيرومولوتوف إن الجانب الروسي يشكك في إمكانية تنفيذها، مشددا على أن ضخ المزيد من الأسلحة والمعدات الأميركية إلى المنطقة لن يسهم في تعزيز السلام وحسن الجوار والتنمية المستدامة بل سيشكل خطرا جسيما بحد ذاته.
وأضاف سيرومولوتوف: في الظروف الحالية هناك حاجة لعمل جماعي لإنشاء نظام متكامل للأمن الجماعي والتعاون في المنطقة على أساس التعاون المتكافئ وتدابير بناء الثقة الفعالة.
من جهته أكد عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانز كلينتسفيتش أن ذريعة أي عدوان أمريكي على سورية ستكون «مفتعلة» مشددا على أن الجيش السوري لا يستخدم الأسلحة الكيميائية في مواجهة الإرهابيين.
وتزداد المؤشرات والمعطيات يوما بعد آخر حول الاعداد لسيناريو مسرحية كيميائية من قبل التنظيمات الإرهابية بالتعاون مع جماعة «الخوذ البيضاء» ذراع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وتخطيط من المخابرات البريطانية ومعها الأمريكية والتركية لاستجرار عدوان غربي على سورية بعد اتهام الجيش العربي السوري بتنفيذ الهجوم.
وردا على ما نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أمس نقلا عن مسؤولين أمريكيين لم تكشف هويتهم بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفكر فيما إذا كانت القوات الأمريكية ستضرب القوات العسكرية الروسية في سورية وماذا يمكن أن تكون الذريعة لذلك، قال كلينتسيفيتش للصحفيين أمس في موسكو: ليس لدي أدنى شك في أن هناك أخبارا مزيفة أخرى.. والصحيفة تحاول على الأرجح تصعيد الوضع من خلال تنفيذ مهمة مطلوبة معينة وأنا بالتأكيد لا أعتبر ترامب رئيسا مثاليا ولكن بحكم موقعه يجب أن يدرك أن الضربة ضد القوات الروسية في سورية محفوفة بعواقب غير متوقعة.
وأضاف كلينتسيفيتش: الحرب هي الحرب وكل شيء ممكن فيها فالقوات الروسية في سورية مستعدة لأي تطورات للأحداث.
بالتوازي أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف أنه سيجري والوفد الدبلوماسي المرافق سلسلة من اللقاءات حول سورية في جنيف اليوم معرباً عن تفاؤله بنتائج هذه اللقاءات.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا دعا دبلوماسيين من الدول الثلاث الضامنة لمسار آستنة «روسيا وإيران والنظام التركي» إلى جنيف لإجراء مشاورات معهم وسيشارك من الطرف الروسي فيها إضافة إلى لافرينتييف نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافرينتييف قوله في مطار جنيف أمس الأول إن اللقاءات ستجري على كلا المستويين الرسمي وغير الرسمي يومي 10 و11 أيلول.
وردا على سؤال من الصحفيين أشار لافرينتييف إلى أن الحديث عن قرارات من مشاورات وفد الدبلوماسيين الروس مع دي ميستورا سابق لأوانه.
وكان البيان المشترك لقمة الدول الضامنة لمسار آستنة الذي عقد في طهران يوم الجمعة الماضي أكد الالتزام بوحدة وسيادة الأراضي السورية والاستمرار في محاربة الإرهاب وبأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
روسيا تقترح اجتماعا لمجلس الأمن الدولي حول نتائج قمة طهران الثلاثية بشأن سورية
اقترحت ممثلية روسيا الدائمة لدى الأمم المتحدة عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء لمناقشة نتائج القمة الثلاثية للدول الضامنة لمسار أستانا روسيا وإيران وتركيا والتي انعقدت في طهران يوم الجمعة الماضي.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن رئيس المكتب الصحفي للممثلية الروسية الدائمة في الأمم المتحدة فيودور سترجيجوفسكي قوله: إن روسيا طلبت عقد اجتماع مفتوح لمجلس الأمن الدولي مع مراعاة الاهتمام الذي أبداه بعض أعضاء المجلس لنتائج القمة.
وكان البيان المشترك لقمة الدول الضامنة لمسار أستانا أكد الالتزام بوحدة وسيادة الأراضي السورية والاستمرار في محاربة الإرهاب فيها بينما اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن المشاركين في القمة لا يمكنهم تحمل مسؤولية الإرهابيين والمعارضة المسلحة التي لا تشارك في الحوار والمباحثات للحل السياسي للازمة في سورية.
الجيش يستهدف محاور تحرك وتحصينات للإرهابيين ريفي حماة وإدلب
وفي الميدان استهدفت وحدات من الجيش العربي السوري بسلاحي المدفعية والصواريخ أوكار وتجمعات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المنضوية تحت زعامته وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد في عدد من البلدات المنتشرة على الحدود الإدارية لمحافظتي حماة وإدلب.
وأفاد مراسل سانا في حماة بأن وحدة من الجيش نفذت رمايات مدفعية على محور تحرك مجموعة إرهابية تم رصدها تتحرك على الطريق الواصل بين قلعة المضيق وجبل شحشبو أقصى الريف الشمالي الغربي لحماة ما أسفر عن إيقاع أفراد المجموعة قتلى ومصابين وعرف من القتلى «خالد الحسين» الملقب بـ «أبو وليد».
ولفت المراسل إلى أن رمايات مدفعية وصليات صاروخية على تحصينات الإرهابيين في بلدتي اللطامنة وكفرزيتا بالريف الشمالي لحماة أسفرت عن تدمير أوكار ومنصات إطلاق قذائف صاروخية لهم كانوا يستخدمونها للاعتداء على الأهالي في المناطق الآمنة حيث ارتقى يوم الجمعة الماضي 9 مدنيين بينهم أطفال ونساء وأصيب 20 آخرون جراء اعتداءات إرهابية نفذتها التنظيمات الإرهابية على المنازل السكنية في مدينة محردة.
وفي الريف الجنوبي لمحافظة إدلب بين المراسل أن خسائر بالأفراد والعتاد تكبدتها المجموعات الإرهابية في بلدة الهبيط في منطقة خان شيخون نتيجة لعمليات نوعية لوحدات الجيش على نقاط تحصنهم ومناطق انتشارهم.
ودمرت وحدات من الجيش أمس الأول آلية مصفحة ومستودع ذخيرة ومنصات لإطلاق القذائف لإرهابيي ما تسمى «كتائب العزة» في تل الصياد شمال بلدة كفرزيتا وأوقعت 5 قتلى بين صفوفهم عند أطراف البلدة التي تعد من أبرز معاقل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي شمال مدينة حماة بنحو 38 كم.
وينتشر آلاف الإرهابيين والمرتزقة في بعض قرى ريف حماة الشمالي ومدينة إدلب وريفها منهم من تسلل من الأراضي التركية بدعم ومساعدة أنظمة إقليمية وغربية إضافة إلى مئات الإرهابيين الذين رفضوا التسويات بعد إحكام الجيش العربي السوري السيطرة على المنطقة الجنوبية والوسطى وريف دمشق وغيرها وتم نقلهم إلى إدلب.
الإرهابيون يستهدفون بالقذائف المطار العسكري وقرية أرزة وحديقة المعلمين في حماة
من جهة ثانية استهدفت المجموعات الإرهابية مساء أمس بالقذائف الصاروخية المطار العسكري وقرية ارزة وحديقة المعلمين بمدينة حماة.
وذكر مصدر عسكري أن المجموعات الإرهابية المنتشرة في بلدتي اللطامنة وكفر زيتا بريف حماة الشمالي استهدفت مطار حماة العسكري بصاروخين من نوع غراد ما اسفر عن وقوع اضرار مادية.
إلى ذلك لفت مراسل سانا في حماة إلى سقوط قذيفتين صاروخيتين اطلقتهما المجموعات الإرهابية في محيط قرية أرزة بالريف الشمالي وصاروخ في حديقة المعلمين بمدينة حماة ما تسبب بإلحاق اضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة دون وقوع اصابات بين المدنيين.
واصيب امس الأول 3 مدنيين بجروح جراء استهداف المجموعات الإرهابية بقذيفتين صاروخيتين الاحياء السكنية في مدينة السقيلبية بريف حماة الشمالي.
واشار المراسل إلى ان وحدة من الجيش العربي السوري ردت على مصادر اطلاق القذائف والحقت بالإرهابيين خسائر بالعتاد والافراد.
وينتشر في عدد من القرى والبلدات الممتدة قرب الحدود الادارية لمحافظتي حماة وادلب إرهابيون ينتمي اغلبهم إلى تنظيم جبهة النصرة وما يسمى الحزب التركستاني ويستهدفون أهالي المناطق المجاورة بالقذائف الصاروخية والهاون ويقع ضحيتها العديد من المواطنين أغلبهم من الاطفال والنساء.