تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مخاضات اللحظة ..

نافذة على حدث
الثلاثاء 11-9-2018
فؤاد الوادي

يبدو المشهد بعناوينه الكبرى التي باتت راسخة وواضحة لجميع الاطراف، مرشحاً للخلاص من الإرهاب في أيّ لحظة وبتوقيت دمشق، خصوصاً في إدلب برغم كل المحاولات الحثيثة المتواصلة للولايات المتحدة وأدواتها لإجهاض كل الحلول والخيارات التي تجهد لاجتثاث الإرهاب من الجغرافيا السورية.

ملامح المرحلة المقبلة باتت واضحة جداً ولا تحتاج الى كثير عناء لاستنتاج ما سوف تفيض به مخاضات اللحظة الأخيرة التي أصبحت جاهزة بشكل كامل لاستقبال الحسم بكل مفرداته وارتداداته وتداعياته، سواء على منظومة الارهاب بشكل خاص أم على المشهد الكلي بشكل عام، وهذا ما سوف يشكل ضاغطاً إضافياً على تلك الأطراف التي لاتزال تكابر وتتجاهل المعادلات والقواعد المرتسمة على الأرض من أجل محاكاة عقلية وموضوعية ومنطقية يستحيل بعدها الاستمرار بنهج التصعيد والتحشيد والبحث عن حجج وذرائع ومبررات ومسرحيات كوميدية ساذجة لعرقلة محاربة الإرهاب والعودة بالأمور الى المربع الاول.‏

السلوك الأميركي الذي لايزال يشكل بوصلة لشركاء وحلفاء وأدوات واشنطن لجهة المناورة والخداع وشرار الوقت، بات رهناً بمخاضات اللحظة، رغم أنه بالتوازي ما يزال أسيراً للغرور والطموح الأميركي باستعادة زمام المبادرة سواء في الميدان السوري أم على المسرح الدولي بأيّ وسيلة وطريقة حتى لو كان ذلك باستحضار خيارات العدوان والجنون والذهاب بالجميع الى حافة الهاوية.‏

صحيح أن المعركة القادمة بغض النظر عن شكلها وحجمها سوف تدور رحاها في إدلب، إلا أن تداعياتها وارتداداتها سوف تطول بكل تأكيد المشهد الدولي برمته لجهة تعزيز وترسيخ القواعد والمعادلات المتجذرة في عمق الواقع، وهذا ما يجعل منها المعركة الأهم والأشرس لأنها سوف ترغم أطراف الحرب على سورية على مراجعة مواقفهم وحساباتهم وخياراتهم التي سوف تكون بوصلتها الوحيدة القرار والإرادة السورية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية