سارع السفير الأميركي لدى الكيان الصهيوني ديفيد فريدمان إلى طمأنة متزعمين صهاينة بأن الفلسطينيين لن يحصلوا على دولتهم قريباً حتى إذا وافقوا على شروط الصفقة المشؤومة، في تأكيد جديد على النيات الأميركية التي باتت مكشوفة، لجهة المساعي الحثيثة لشطب فلسطين التاريخية عن الخريطة السياسية والجغرافية في المستقبل القريب، هذا في وقت لا تزال تتفاعل فيه المواقف الدولية الرافضة، والتي تؤكد على ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية ذات الشأن.
وفي التفاصيل: اعتبرت الخارجية الروسية في تعليقها على «صفقة القرن» الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، أن الكلمة الفصل في التوصل لتسوية دائمة وعادلة في الشرق الأوسط، يجب أن تكون للجانبين الفلسطيني و»الإسرائيلي» وحدهما..
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاراوفا أمس في مؤتمر صحفي: قبل كل شيء أود أن أقول إن الكلمة الفصل في مسائل التسوية العادلة والدائمة يجب أن تكون للفلسطينيين والإسرائيليين أنفسهم، لأن ذلك يتعلق بمستقبلهم.
وأعربت عن استعداد موسكو لمواصلة العمل البناء في إطار الجهود الجماعية الرامية إلى التوصل لتسوية شاملة «للصراع العربي الإسرائيلي»، إضافة إلى استعدادها للتنسيق الوثيق مع الشركاء الفلسطينيين والإسرائيليين، ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والرباعية الدولية، وجميع الأطراف المعنية في تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.
وأشارت زاخاروفا إلى أن موسكو تتابع عن كثب ردود أفعال الدول العربية على المقترحات الواردة في الخطة الأميركية المسماة «صفقة القرن».
وقالت: «نراقب عن كثب رد الفعل من العواصم العربية على المبادرة الأميركية، وحتى الآن فإن التقييمات متشائمة وسلبية على الأرجح».
من جانبه أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن موسكو ستواصل دراسة «صفقة القرن» بعد اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال بيسكوف رداً على سؤال عما إذا كان الرئيس الروسي قد وافق على المبادرة الأميركية التي تسمى بـ»صفقة القرن»: «نواصل الدراسة».
وفي طهران اعتبر علي أكبر ولايتي، مستشار قائد الثورة الإيرانية، أن ما يسمى بـ»صفقة القرن» خطوة استراتيجية أميركية تهدف لزعزعة الاستقرار في غرب آسيا، وأكد أن هذه الصفقة لن تؤتي أكلها أبداً.
وذكرت وكالة «مهر» للأنباء أن مستشار قائد الثورة للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أدان في بيان له ما سمي بـ»صفقة القرن» وسماها «خدعة القرن» وقال إن: «ما سمي بصفقة القرن هو محاولة استراتيجية أميركية لزعزعة الأمن في منطقة غرب آسيا، والتي تحمل بين طياتها رسائل خطيرة من ضمنها نقض قرارات مجلس الأمن الدولي والقوانين الدولية، وتعتبر خطراً صريحا لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وجاء في البيان الصادر عن ولايتي: صفقة القرن لن تؤتي أكلها أبدا، فمثلها كمثل التصريحات السابقة التي أدلى بها ترامب ولم تجن ثمارها على أرض الواقع، كالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، والاعتراف بالجولان السوري المحتل كأراض تابعة للعدو الصهيوني.
من جانبه أكد سفير جمهورية الصين الشعبية في لبنان وانغ كاجيان أن أي حل للقضية الفلسطينية يجب أن يراعي المبادئ والقرارات الدولية مع ضمان تطبيق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقال كاجيان بعد لقائه أمس رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب: إننا «نؤكد أن القضية الفلسطينية يجب أن تحل وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وأيضاً المبادئ المتفق عليها هذه المبادئ والقرارات تضمن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها الحق في إقامة دولة مستقلة وحق العودة للاجئين الفلسطينين».
وكانت وزارة الخارجية الصينية وتعليقاً على ما تسمى «صفقة القرن» التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أمس أكدت أن أي حل للقضية الفلسطينية يجب أن يكون «عادلاً وشاملاً» ويلقى إجماعاً دولياً ومبنياً على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفي تأكيد جديد على أن الولايات المتحدة تسعى من وراء الصفقة المشبوهة إلى إنهاء الوجود الفلسطيني، رغم ادعاءاتها ببعض الوعود الكاذبة، نقلت مصادر عن سفير واشنطن لدى الكيان الصهيوني ديفيد فريدمان «تطمينه» متزعمين صهاينة بأن الفلسطينيين لن يحصلوا على دولتهم قريباً حتى إذا وافقوا على شروط «صفقة القرن».
وأكدت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أمس نقلاً عن مصادر حضرت موجزاً مغلقا غير رسمي عقده فريدمان مع أكثر من 20 متزعماً صهيونياً عقب نشر البيت الأبيض بنود الصفقة المشبوهة، أن السفير قال: إن قيام الدولة الفلسطينية لن يأتي على أي حال في المستقبل المنظور، وذلك رغم أن هذه الخطة تزعم أنها تستند إلى مبدأ حل الدولتين.
وقال مسؤول أميركي حضر الموجز للصحيفة: قال السفير فريدمان إن الفلسطينيين سيحتاجون إلى مقدار ملموس من الوقت لبناء المؤسسات المطلوبة لإقامة دولة صالحة تماماً للحياة، مشيراً إلى أن هذا هو أحد أسباب إدخال بند في «صفقة القرن» ينص على تجميد الأنشطة الاستيطانية لمدة أربع سنوات في المناطق المخصصة للدولة الفلسطينية المسقبلية.
وأوضحت مصادر الصحيفة أن الموجز عقد لتوضيح نقاط غامضة في «صفقة القرن»، لاسيما مسألة القدس، بعد أن أثار الرئيس دونالد ترامب كثيراً من التساؤلات عندما أعلن أن هذه المدينة ستكون «عاصمة غير مقسمة للكيان الصهيوني»، ثم قال بعد ثوان إن عاصمة الدولة الفلسطينية المتسقبلية ستكون في القدس الشرقية.