انطلاقاً من رغبة الرئيس التاجر باستثمار الجزئيات والتفاصيل، حيث يرسم ويخطط ويملي أوامره، ويحرّض على العدوان والاعتداءات ودعم الإرهاب، وما على الأدوات والوكلاء إلا التنفيذ دون أي اعتراض، متجاهلاً أنه بلغ السيل الزبى، وأنه يدفع المنطقة إلى منحدر خطير.
فكلما حقق محور المقاومة انتصارات جديدة على الإرهاب الأميركي الصهيوني العثماني المنظم، فتح دونالد ترامب وإدارته الداعمة لـ«إسرائيل» جروحاً وندوباً أكثر، لإلهاء المتضررين من مشاريعهم العدوانية بأوجاعها، لظنّهم أن «الصفقات» الاستعمارية التي يبرمونها مع كيان الاحتلال وأنظمة الأعراب يمكن تمريرها بسهولة، وبذات الوقت يُشغلون جبهة المقاومة عن حربها ضد التطرف والتكفير.
وكلاء أميركا وعلى رأسهم تركيا لم يكتفوا بالصفعات التي تلقوها، نتيجة هزائم إرهابييهم في الميدان، والتي تؤكدها كرة الحسم التدريجي يومياً، وكان آخرها معرة النعمان وما حولها، ولم يقتنعوا بعد بأن هزائم جديدة بانتظارهم، إذا لم يجمعوا قطعانهم وحثالاتهم من المناطق التي يتكوّرون ويختبئون فيها، ويعودون بها من حيث أتت، ولهذا يواصل رئيس النظام التركي رمي انكساراته وإخفاقاته وتنصّله من الالتزامات والاتفاقات على شركاء آستنة وسوتشي، ويدفع بالمزيد من الأسلحة والعناصر إلى الحدود، متناسياً أن نهاية مرتزقته باتت وشيكة، مهما قدم لهم من دعم وإمكانات، وأن الصبر السوري قد نفذ، والجيش يواصل مهامه بالقضاء عليهم بحزم ورباطة جأش.
الخارطة السياسية التي أرادت أميركا رسمها في المنطقة، لن يكتب لها العرض أو الظهور، وستبقى مجرد فكرة في أذهان ساستها الواهمين بتطبيقها، حتى أنه لم يبق هناك يد تحمل تلك الخارطة أصلاً، بعد أن شلّتها البندقية السورية، وكبلتها بالصمود والمقاومة والحنكة الدبلوماسية، كما أن صورة المشهد باتت أكثر وضوحاً ونقاءً، ولن يكون أي التباس في كيفية القضاء على الإرهاب، لأن رسالة إنهائه بشكل كامل وتحجيم داعميه توجهت في نسخها المتعددة لأعداء سورية، وخاصة أن أولئك الأعداء جربوا كل الأسلحة العسكرية والإعلامية والسياسية والاقتصادية، واستخدموا الكذب والفبركة والخداع، والتشويه والحصار والضغط ولم يحققوا أيّاً من أهدافهم، ولن يحققوا.