وفي قضية استملاك حي الحمراوي التي انقضى عليها زهاء \53\ عاماً فتلك مفارقة يجب التوقف عندها.. لان قرار الاستملاك وقع والفعل لم يتم وحيثياته انتفت مع انفصال دولة الوحدة حينها.. ولان المحافظة وعلى مدى اكثر من خمسة عقود لم تستطع ايجاد صيغة استثمارية ملائمة للتنفيذ..
ومع ان الحي يقع في قلب دمشق القديمة وبسبب الطبيعة العمرانية وتجميد العقارات على الوضع الراهن طيلة هذه المدة فالخسارة هنا مزدوجة للمالكين حيث لا يمكن الترميم وتجميل العقارات وبالتالي تحولها الى شبه خرابات آيلة للسقوط.. وخسارة عامة لان المحافظة تغاضت عن قصد او غيره في تنفيذ فعل الاستملاك على مدى خمسة عقود انقضت مع انه كان بالامكان تحويله الى متاحف متخصصة او مراكز للمهن الشرقية والتراثيات المهددة بالانقراض ونقله الى عامل جذب واستثمار سياحي عوضا عن تركه يتحول الى ابنية مهجورة مهددة بالانهيار..
ومع عدم تحقيق أي غاية من قرار الاستملاك والعودة حاليا الى نقطة البداية وبعيدا عن الحسابات الضيقة, لماذا لم تعمد المحافظة الى اعتماد صيغة تشاركية مع المالكين للاستثمار تحقق مصلحة طرفي المعادلة عوضا عن البحث في نتائج خاطئة لقرار خاطئ.