تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التقارب الروسي الأميركي... واختبار النيات

شؤون سياسية
الأحد 12-5-2013
 محرز العلي

نتائج المحادثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بشأن الأزمة في سورية والدعوة إلى عقد مؤتمردولي لحل الأزمة سلمياً وعبر الحوار

تشكل خطوة جيدة باتجاه وقف عنف الجماعات الإرهابية المسلحة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتنظيم القاعدة الإرهابي إذا صدقت النيات الأميركية وبالتالي حقن الدماء السورية ومنع انتشار العنف والفوضى إلى الدول المجاورة والمنطقة بشكل عام.‏

التقارب بين الطرفين الروسي والأميركي والذي يستند إلى ضرورة حل الأزمة وفق بيان جنيف يشكل تغييراً وتبدلاً في الموقف الأميركي من الأزمة في سورية باعتبار أن الموقف الروسي ثابت منذ بدء الأزمة المفتعلة ونأمل أن يكون التبدل الأميركي هو الأخيرلمصلحة الحل السلمي وعبر الحوار وبما يحقق تطلعات السوريين الذين يشككون في المواقف الأميركية لأنها تتغير بين لحظة وأخرى وينتابهم بعض الشكوك أن يكون هناك توزيع للأدوار بين المسؤولين الأميركيين من أجل عدم الوصول إلى النتيجة التي تخدم مصالح الشعب السوري وبالتالي فإن مصداقية الإدارة الأميركية بشأن الاتفاق الروسي الأميركي يكمن في بناء جسور الثقة عبر وقف دعم المجموعات الإرهابية المسلحة والضغط على بعض الدول العربية والإقليمية التي تمول الإرهابيين وتوفر لهم الملاذ الآمن وتعمل على استقدام المرتزقة من شتى أصقاع العالم لارتكاب الجرائم في سورية وذلك من أجل وقف وتجفيف منابع الإرهاب كخطوة تعبر عن جدية الإدارة الأميركية في مساعيها لحل الأزمة عبر الحوار وبما يحقق تطلعات الشعب السوري في بناء مستقبلهم بسواعد أبنائهم واحترام خياراتهم بعيداً عن أي تدخل خارجي.‏

الخطوة الروسية الأميركية التي من شأنها إيجاد الآليات المناسبة لحقن الدم السوري ووقف العنف وبالتالي حل الأزمة عبر الحوار كانت محل ترحيب من أحرار العالم الذي يتعلمون علم اليقين أن هناك دولاً غربية وإقليمية تقف خلف الإرهاب الذي تقوم بها الجماعات الإرهابية وأيضاً كانت محل ترحيب من القيادة السورية انطلاقاًمن ملاقاتها لأي جهود دولية صادقة تسهم في حل الأزمة في سورية بعيداً عن أي تدخل يمس بالسيادة الوطنية وفي هذا السياق قالت وزارة الخارجية السورية في معرض ترحيبها بالتقارب الأميركي الروسي إن الجمهورية العربية السورية ترحب بالتقارب الذي برز خلال محادثات وزيري الخارجية الأميركي والروسي بتاريخ 7/5/2013 انطلاقاً من قناعتها بثبات الموقف الروسي المستند إلى ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي ولاسيما مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية ومبدأ عدم التهديد بالقوة واستعمالها ضد سلامة الأراضي والاستقلال السياسي لأي دولة.‏

إن حل الأزمة في سورية عبر الحوار هاجس وسعي سوري عبرت عنه القيادة السورية منذ بدء الأحداث المفتعلة في سورية وقد خطت القيادة بالتعاون مع الأحزاب الوطنية خطوات متقدمة باتجاه الحوار الوطني وتوجت بالبرنامج السياسي الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد والذي يعتمد على الشعب في مراحله وبالتالي فإن مساهمة أي جهة دولية في حل الأزمة وبما يحفظ وحدة سورية أرضاً وشعباً وعدم المساس بالسيادة الوطنية والقرار الوطني المستقل هي موضع تقدير وترحيب من الشعب السوري الذي أعلن مراراً أن الحل في سورية لن يكون إلاعبر الحوار وأن يكون سورياً بامتياز وهذاما يأمل تحقيقه من التقارب الأميركي الروسي بشأن المساهمة في حل الأزمة.‏

إن عقد مؤتمر دولي في نهاية الشهر الجاري حيث بدأت التحضيرات الروسية الأميركية بالتعاون مع القوى الفاعلة سيكون محطة هامة لجهة كشف النيات الحقيقية للجانب الأميركي وبالتالي تحديد المسار الذي ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة ولاسيما وأن الأزمة في سورية بدأت تترك آثارهاوتداعياتهاعلى المنطقة وربما ستنتقل إذا ظلت الأمور على ماهي عليه الآن إلى دول العالم أجمع لأن الإرهاب ليس له دين أو وطن ومن يدعم الإرهاب ويحتضنه لابدأن يكتوي بناره عاجلاً أم آجلاً وبالتالي فإن تطويق إرهاب التكفيريين والمساهمة بحل الأزمة بما يحقق تطلعات الشعب السوري سيكون له تأثير إيجابي على الأمن والسلم الدوليين ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط.‏

السوريون وأحرار العالم يتطلعون إلى إنهاء العنف عبر الضغط على الدول الداعمة للإرهاب وإجبارها على وقف تمويلها للإرهابيين والتسترعلى جرائمهم التي ترتكب دون رادع أخلاقي أو وازع من ضمير وبالتالي على الولايات المتحدة الأميركية إذا كانت فعلاً تريد المساهمة في حل الأزمة في سورية بالتعاون مع الجانب الروسي الذي دعا مراراً للتعاون في هذا الشأن أن تثبت حسن النية عبر وقف تدفق السلاح والمال من الدول التي تدور في فلك سياساتها من أمراء ومشايخ النفط وحكومة العدالة والتنمية المتورطين بسفك الدم السوري وبالتالي إيجاد آليات مناسبة لحل الأزمة وبما يتفق وتطلعات السوريين وبغير ذلك فإن الأمور ستزداد تعقيداً والشعب السوري الذي يؤمن أن النصر سيكون بالتفافه حول جيشه البطل سوف يواصل التصدي للمؤامرة حتى إفشالها وتحقيق النصر الذي بات يلوح في الأفق القريب ولاسيما بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري على الإرهابيين أينما وجدوا على الأرض السورية.‏

">mohrzali@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية