فأميركا تعترف بتدمير كل شيء في أوضح تصريح يصدر عن مسؤول أميركي «كبير» في الإدارة الحالية تربط بين اجتياح العراق قبل عقد من الزمن ومحاولة تكرار السيناريو ذاته في سورية مع التردد عن هذه الخطوة هذه المرة نظراً للصخرة الكبيرة المقاومة التي تقف في وجه عراق واشنطن الثاني.
نطق المتخبط الأميركي ليعترف (بخطئه الصغير) أنه دمر كل شيئ.. شعب آمن تم تمزيقه اجتماعياً وجغرافياً وقتل أحلامه.. وكل ذلك كان بالخطأ.. الحجة كيماوية كاذبة والغزو وحساباته على الأرض خالفت توقعات السيد المتغطرس والنتيجة كارثة أفرزت تدمير بلد وعمليات قتل ممنهجة بالجملة و الشبح الأسود الذي اغتال الإنسانية في أبو غريب لايزال يسرح ويمرح في شوارع العراق.
بايدن حلق بعيداً وعاد ليصطدم بالأرض ويا ليته ظل صامتاً فماذا قال.. قال لا نريد تخريب وتدمير كل شيء مثلما فعلت إدارة بوش في العراق.. تصريحات بايدن هذه ولو بعد مرور عقد من الزمن على غزو العراق قاسية جداً ومهينة لأمة تستباح ولا تحرك ساكناً اللهم إلا في ما يضرها ويخدم أعداءها، فهي التصريحات الأوقح التي تصدر عن مسؤول أميركي كبير في إدارة الرئيس باراك أوباما..هذه الإدارة الحالية التي تربط بين تدمير العراق بخطأ نتج عن كذبة وتخبط واشنطن في الأزمة في سورية ومحاولة إيجاد مخرج لهذا التخبط .
فالحذر الأميركي في الأزمة التي افتعلتها واشنطن للسوريين وتوضيح بايدن لهذا الحذر مرده إلى الأخطاء التي ارتكبتها في العراق ،وبالطبع ليس الحذر نابعاً من الحرص على مصلحة سورية وشعبها بل خوف أمريكا من محور المقاومة ولحسابات تتعلق بمصالحها ومستقبل إسرائيل في المنطقة ومحاولة للخروج من عنق الزجاجة .
وهذا بالتأكيد ما دفع وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل المتوجس من محور المقاومة للتناغم مع بايدن والإقرار أن الحلول لمشاكل الشرق الأوسط سياسية وليست عسكرية وخصوصاً في سورية كاشفاً طمع بلاده في المنطقة حين وصفها بالمتناقضة والواعدة في الوقت نفسه.