تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءات في الصحافة الإسرائيلية .. هآرتس: استهداف المواقع العسكرية في سورية عملية بهلوانية

ترجمـــــــــــة
الأحد 12-5-2013
 إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة

استحوذ العدوان الإسرائيلي على بعض المواقع العسكرية السورية على تحليلات الصحف الإسرائيلية وأسهبت هذه التحليلات في عرض اهداف وابعاد والرسائل التي يحملها هذا العدوان،

غير أن ما اتفقت عليه هذه التحليلات بأن اسرائيل قد انخرطت بشكل مباشر في الازمة السورية ، على قاعدة ادراك المسؤولين السياسيين والعسكريين في الكيان الاسرائيلي استحالة اسقاط الدولة السورية وتماسك مؤسساتها وخاصة الجيش على ضوء الانجازات الميدانية التي يحققها مؤخرا .‏

وبعد أن بات واضحا بان المجموعات المسلحة داخل سورية اصبحت جزءا لايتجزأ من معسكر اعداء سورية على ضوء مباركة هذه المجموعات كل اعتداء اسرائيلي على سورية وبحسب اسرائيل اليوم: «عندنا انطباع في السياق السوري الحالي ايضا انه يوجد تقاطع حتى لو كان مؤقتا ونقطيا بين مصالح الولايات المتحدة واسرائيل. فالبيت الابيض لا يرى التدخل العسكري في سورية خيارا واقعيا لا لأن رواسب حربي فيتنام وافغانستان ماتزال في وعي باراك اوباما بل لأن ترتيب أولوياته الحالي يرفض التورط بتدخل بري باهظ الكلفة آخر. ومع ذلك وباعتباره رئيسا رفع راية الدفع قدما بقيم عامة وبحقوق الانسان بلا هوادة، لا يستطيع ان يبقى ساكنا مدة طويلة امام ما يجري في سورية. وبسبب هذه المعضلة وبإزاء العجز الذي يُظهره الغرب عن علاجه للجبهة السورية الى الآن، يمكن ان نرى عمليات اسرائيل بحسب ما نشرت الصحافة الاجنبية، الموجهة على منشآت ووسائل قتالية على ارض سورية بديلا ما - وإن يكن نقطيا ولحظيا - عن عمليات استراتيجية من قبل واشنطن ولندن وباريس تأخر وصولها. إن الحضور الجوي الاسرائيلي في الميدان كما أبلغت وسائل الاعلام الاجنبية، يتبين أنه التعبير العملي الأهم عن التحرش بالنظام في دمشق ومواجهته.إن مجرد دخول اسرائيل المكرر الى ميدان القتال يلائم تماما المصالح الامريكية والاوروبية (بل يخفف شيئا ما عن ضمائر الديمقراطيات الغربية)، وذلك بالطبع مع فرض وأمل ألا يفضي ذلك الى تصعيد والى توسيع مقدار العنف.‏

رسائل مباشرة‏

الرسائل التي يحملها هذا العدوان واضحة تمام الوضوح من وجهة التحليلات التي عالجت هذا العدوان على اعتبار ان سورية تمثل جزءا اساسيا من معسكر تعتبره الولايات المتحدة واسرائيل معاديا لهما ولمصالحهما وان الادعاء الاسرائيلي بان العدوان يستهدف ارساليات اسلحة سورية الى حزب الله يشكل مضمون هذه الرسالة وكما يقدر مراسل معاريف العسكري :«لكن المشكلة المركزية التي تقلق اسرائيل الآن ليست الكمية بل نوع القذائف الصاروخية والصواريخ. توجد مجموعة صواريخ في الجيش السوري لها قدرة دقة ومدى مئات الكيلومترات ورأس صاروخي ثقيل كثيرا يستطيع ان يحمل مواد كيميائية. والحديث عن صواريخ يمكن ان تكون اصابتها لمراكز استراتيجية اسرائيلية شديدة. وكانت صواريخ بهذه الخصائص في القافلة التي هوجمت بحسب التقارير في الولايات المتحدة.‏

ليس الاعتبار المركزي لتصديق الهجوم هو نجاح العملية فقط بل الكلفة والرد. يجب ان تكون خطة العمل في رأيي بحيث يستطيع العدو ان يُنكر وقوعها ولا يكون ملزما أن يرد. وهناك شرط ضروري آخر هو ألا يقع مس بمدنيين لا يستدعي ضررا سياسيا فقط بل يزيد في احتمال مواجهة عسكرية. وهناك سؤال آخر هو أي أنواع السلاح تُسوغ المخاطرة بمواجهة عسكرية، من اجل ذلك ايضا فإن الشرط الأعلى للمخطط العسكري هو معلومات استخبارية دقيقة في الوقت المناسب. وفي النهاية فإن الحالة الجوية هي عدو في حد ذاتها. قبل أكثر من ثلاث سنوات حينما نقلت سورية الى لبنان عددا قليلا من صواريخ «سكاد د» كانت اسرائيل توشك ان تهاجمها لكن الحالة الجوية منعت الهجوم».‏

عملية بهلوانية‏

وبرغم اسهاب تحليلات الصحف الاسرائيلية في اهداف وابعاد هذا العدوان وتداعياته الا ان هناك بعض المحللين الذين رأوا في هذا العدوان ليس اكثر من مجرد مغامرة فارغة من اي مضمون وانها جزء من استعراض العضلات التي يدأب في بعض الاحيان قادة اسرائيل على استخدامها لاغراض دعائية محضة، بل ان هناك من اعتبر هذا العدوان مجرد عملية بهلوانية وبحسب هارتس: «تسير اسرائيل هنا بصورة بهلوانية على حبل دقيق جدا: فهي تحاول الاصرار على الخطوط الحمراء التي رسمتها - وهي الاعتراض على نقل سلاح كيميائي ومنظومات سلاح متقدمة الى حزب الله - من غير ان تجعل المعركة السورية الداخلية مواجهة عسكرية بينها وبين سورية. ويبدو الى الآن ان الحذر النسبي نافع. كانت حكومة نتنياهو السابقة مع وزير دفاع آخر هو اهود باراك هي التي أصدرت بحسب الأنباء التي نشرت في الخارج (والاشارات الخفية الثخينة من اسرائيل) التوجيه الى سلاح الجو الاسرائيلي للهجوم على قافلة نقلت صواريخ مضادة للطائرات متقدمة من سورية الى حزب الله في كانون الثاني. ويبدو ان السياسة بقيت على حالها حتى بعد تولي وزير الدفاع الجديد موشيه يعلون عمله. وستضطر اسرائيل الى الاستمرار في تدبير أمورها في الشمال بحكمة كي لا تُجر الى خضم الهرج والمرج السوريين.‏

اسرائيل وراء تسرب‏

الأسلحة الكيماوية الى المسلحين‏

اذا كان الحديث عن التدخل الاسرائيلي المباشر في الازمة السورية بات حديثا عاديا لدى جميع الاوساط السياسية والامنية وحتى الاعلامية الاسرائيلية فإن هناك من يتحدث عن ابعد من ذلك فما نشرته هآرتس مؤخرا حول تقرير مصدره بعض الدوائر الاستخبارية الامريكية الذي يؤكد بان اسرائيل وراء تسرب الاسلحة الكيماوية للمسلحين في سورية:»يقول موظف رفيع المستوى سابق في ادارة الرئيس بوش كان يعمل رئيسا لمكتب وزير الخارجية آنذاك كولن باول انه قد تكون اسرائيل هي التي استعملت السلاح الكيميائي في سورية في اطار عملية احتيال ترمي الى «تأثيم» نظام الرئيس الاسد.‏

قال العقيد لورنس فلكرسون، الذي عمل رئيسا لمقر عمل باول في السنين 2002 - 2005 في مقابلة صحفية مع شبكة «كيرينت» إنه توجد أدلة ضعيفة فقط على ان الادارة السورية هي التي استعملت السلاح الكيميائي، وإنه قد يكون المتمردون هم الذين فعلوا ذلك - وهناك احتمال ان يكون الحديث عن «عملية راية مخطئة لاسرائيل».‏

وحينما سأله مُجري اللقاء لماذا تستعمل اسرائيل هذه العملية أجاب فلكرسون: «لأنه يتولى الحكم في اسرائيل نظام حكم عديم القدرات في المجال الجغرافي الاستراتيجي والجغرافي السياسي. وقد رأينا أدلة مذهلة على ذلك حينما كان يجب على الرئيس اوباما ان يقول لرئيس الوزراء نتنياهو - هاتِف أنقرة أيها الأحمق وأخرج نفسك من العزلة التي أنت موجود فيها الآن»‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية