على اعتبار أن كلمة مشكل هي مصطلح غامض ينطبق على العديد من الأطفال لأسباب عديدة مختلفة، إذ يعتقد العديد من علماء النفس أن السلوك المشكل ماهو إلااستراتيجيات غير ناجحة لمطالب الحياة.
فمن هو الطفل المشكل؟ ومن أين تنبع صعوبة التعامل معه؟ خاصة وأن كلمة مشكل مصطلح غامض ينطبق على العديد من الأطفال لأسباب عديدة مختلفة.
شكل الأسئلة
الأستاذ الدكتور محمد الشيخ حمود من كلية التربية جامعة دمشق يشير في بحث له حول طرائق تعامل جليسة الأطفال مع الطفل المشكل إلى مجموعة ملاحظات موجهة للأم والمربية لتحديد إن كان الطفل بحاجة إلى مساعدة تربوية أم لا. ومن جملة هذه الملاحظات التي يجب أن توجه على شكل أسئلة كمعرفة هل يتناسب السلوك التكيفي للطفل مع عمره وذكائه ووضعه الاجتماعي، هل تقوم البيئة بإشباع حاجات الطفل الأساسية ضمن حدود المعقول؟ وماهي النتائج السلبية والإيجابية المترتبة على سلوك هذا النوع من الأطفال وسماتهم الشخصية؟ أيضاً هل أسلوبهم في الحياة عموماً، أو انفعالاتهم وسلوكياتهم الخاصة تمنعهم من ممارسة حياة سعيدة تساعدهم على النمو السليم؟.
ماتقدم هي المحكمات التقويمية التي حددها الدكتور حمود يمكن تشخيص سلوك الطفل من خلالها.
البحث أوضح عدداً من المشكلات السلوكية لدى الطفل ويأتي في مقدمتها نوبات الغضب، ونوبة الغضب هي انفجار عنيف للغضب ويتجلى الغضب الشديد في فقدان السيطرة التام الذي يلاحظ في الصراخ والشتم وتكسير الأشياء والتدحرج على الأرض، في حين تنتشر نوبات الغضب بين الأطفال وتكون أكثر شيوعاً في عمر 2إلى 4 سنوات، عندما يظهر الأطفال لأول مرة سلبية واستقلالية، ومع تقدم العمر مابين 5و12 سنة تميل نوبات الغضب إلى التناقص.
ويبين الدكتور حمود بأن نوبة الغضب تتطور عادة خلال مراحل مختلفة، تبدأ بمرحلة التذمر والدمدمة حيث يظهر على الطفل النكد وهنا لاشيء قد يرضيه، طالما هو متوتر ومنزعج ومزاجه سيىء وبالتالي قد تنفجر نوبة الغضب لديه عند أدنى درجة من الاستفزاز أو النقد من قبل والديه، عندها يصرخ الطفل ويحطم الأشياء.
بعد هذه الاضطرابات المشار إليها تبدأ نوبة الغضب بالهدوء تدريجياً بعد هذه المرحلة ويحل الاكتئاب محل العدوان. بمعنى «اتركني وحدي» حيث يصبح الطفل حزيناً وهادئاً،وتأتي المرحلة الأخيرة وهي مرحلة بقايا نوبة الغضب أو مابعد نوبة الغضب يكون الطفل متعباً بعض الشيء، ومستعداً لمتابعة نشاطاته العادية وربما يتصرف وكأن شيئاً لم يحدث.
ماهي الأسباب؟
ولكن هل تساءلت أيتها الأم أيتها المربية عن أسباب نوبات الغضب؟
جواب الدكتور حمود يؤكد على أن السبب فيما تقدم هو رد فعل غريزي للإحباط أو التعرض للهجوم أو لعدم تلبية التوقعات، والأمر الآخر يبدو وجود نموذج في البيت من الراشدين يقوم بنوبات غضب بسهولة، أو عدم قدرة الأطفال على إدراك متى يشعرون بالانزعاج أو الإحباط،،وبالتالي لايكون بإمكانهم نقل هذه المشاعر للآخرين إلا بعد أن ينفجروا في نوبة غضب شاملة.
كيفية التصرف
وحول كيفية التصرف للوقاية من هذه النوبات، لابد من اعتماد النموذج الأبوي المناسب حسب ملاحظات الدكتور حمود الذي يبتعد عن القيام بنوبات غضب كهذه، لافتاً هنا إلى أن حالة التعب والجوع وكذلك عدم اللعب كفاية خارج المنزل كحالات فيسيولوجية يزيد من احتمال حدوث انفجارات الغضب عندهم. لذلك كله يجب عدم مطالبة الطفل بالكثير أو تقيده أيضاًفالغضب هو رد فعل طبيعي لكلمة توقف.
يأتي بعدها التحذيرات المبكرة، حيث يتم تشجيع الطفل على التعبير عن الانزعاج البسيط بطريقة مقبولة اجتماعياً وذلك عندما يبدأ الطفل بمرحلة الدمدمة والتذمر، وقد يبدو متجهاً للانفجار في نوبة الغضب، مايساعد التفهم الأبوي والاهتمام في خفض المشاعر غير السارة عند الأطفال حتى لو لم يلب الأب رغبة الطفل الفورية« كأن يقول على سبيل المثال يبدو لي أن شيئاً مايزعجك، وإنني أريد مساعدتك».
ويضيف الدكتور حمود من خلال بحثه أنه خلال مرحلة التدريب على الاسترخاء يجب تعليم الطفل كيف يقوم بالاسترخاء الجسدي والعقلي حيث يزيد وعي الطفل للتوتر العضلي والعقلي وكيفية إمكانية خفض هذا التوتر باستخدام أسلوب الاسترخاء.
نصائح
في ظل ماتقدم لابد من بعض النصائح التي تساعد برأي الدكتور حمود في التغلب على نوبات الغضب وأهم هذه النصائح هو موضوع التجاهل، أي تجاهل متعمد لسلوك نوبات الغضب، وإن كان من المحتمل أن يحطم الطفل الأشياء أو يؤذي شخصاً ما جسدياً أثناء نوبة الغضب، فيجب وضع الطفل في غرفة آمنة وعزله فيها فترة قبل القيام بتجاهل نوبة الغضب.
الأمر الثاني هو تجنب القسوة في عقاب الطفل كي لايقود إلى العناد والمزيد من الغضب لدى الطفل ففي هذه الحالة التي تعطي النموذج السلبي للطفل، هذا يتطلب الثبات في المعاملة وعدم التذبذب في معاملة الطفل.
ومن النصائح التي أشار إليها الدكتور حمود هو موضوع التفريغ العضلي، فعندما يعجز الطفل عن الكلام بسبب غضبه الشديد يتم تشجيعه على تفريغ غضبه عن طريق نشاطات جسدية مثل الركض أو تشكيل أي شيء كالمعجون أو الرقص، فيما الأمر المهم المكافآت أي تقديم حافز إيجابي لسلوك الطفل الذي يخلو من نوبات الغضب، مع توفير جو آمن للطفل ومساعدته على تأكيد ذاته وعدم نقده بشكل قاس، وضرورة التعاون بين المنزل والروضة والمدرسة في التخلص من سلوك الطفل المتمثل بنوبات الغضب العنيفة.
أما جملة الاشكالات الأخرى التي يتعرض لها الطفل أو يقوم بها والتي سنعرض لها لاحقاً فهي موضوع السلوك العدواني، وقضم الأظافر ومص الأصابع واضطراب الكلام والخوف والخجل واضطراب النوم وغيرها من العناوين الأخرى..