المعلوم أن الإنسان معرض أثناء مسيرة حياته الطبيعية إلى المصاعب على اختلاف أنواعها وأشكالها إيجابية كانت أم سلبية, فإما أن يجتازها ويُنهيها وإما أن يستسلم لها.
وبالطبع عملية اجتياز المصاعب مركبة ومعقدة لدرجة تنوعها وتنوع طباع الإنسان في درجات تحملها, واكبر عائق لها هو الاستسلام أو عدم المقدرة على فهم معطياتها التي تتحول إلى عبء ثقيل, فإن لم يؤمن بالمحاولة أصابته الإحباطات التي تؤدي إلى الإخفاقات.
حين نبحث في قدرات السوريين ومدى تحملهم للمصاعب, ندرك مقدار المعاناة و الصعّاب التي اجتازها السوريون, فالشعب السوري بأصالته الحضارية ووعيه الفطري الذي أفرزته تجاربه السابقة مع الحركات الاستعمارية وحركات التآمر الدولي لن يجد صعوبة في اجتياز أزمته الحالية...
ومن هنا فالخروج من الأزمة يحتاج للتمعن في التفاصيل وللبصيرة والرأي الصائب الذي يزيد القوة والاندفاع لاجتياز المصاعب الذاتية والجماعية التي تخص مجتمعنا ووطننا, فالكل مدعو للإسهام (شباب - مثقفين - نساء...الخ) بتضافر الجهود للخروج مما نحن فيه, والحل لا يكون منفردا،إنما جماعياً وذلك للوصول إلى ما تربينا عليه من ثقافة الحوار والحب والصبر وهكذا ننتهي من الأزمة التي ألقيت علينا والتي نحن على أبواب الانتهاء منها.
فهل من سلام ووئام يمكن أن يسود المجتمع بغير ثقافة الحوار؟ أو ثقافة الحب ؟
إن هذه الثقافات هي وسيلة لتقييم القضايا موضوعياً، ووسيلة لتسليط الضوء على الأبعاد المختلفة للإشكالية التي نحن بصددها ومعالجتها, بالإضافة إلى أنها خطوة لبلورة المواقف ولتحديد المهام المشتركة وآليات تفعيلها.
وهذا ما نحن فاعلون حقاً !!
ammaralnameh@hotmial.com