تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أبو خليل القباني.. 180 عاماً على ميلاده و110 سنوات على رحيله

ثقافة
الأحد 12-5-2013
بمناسبة مرور 180 عاماً على ميلاد رائد المسرح الغنائي العربي أبو خليل القباني و110 سنوات على رحيله أقامت وزارة الثقافة في مكتبة الأسد بدمشق ندوة ثقافية

وذلك بمشاركة الدكتور خليل موسى والفنان الملحن سهيل عرفة والإعلامي عدنان بكرو وأدار الندوة وشارك فيها الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة الذي أكد في مداخلته (أبو خليل القباني في مصر) على الدور الكبير للقباني في وضع أسس المسرح الغنائي العربي, حيث نقل الأغنية من التخت الشرقي لكي يضعها فوق المسرح التمثيلي فأصبحت الأغنية العربية بذلك جزءاً أساسياً من العرض المسرحي.‏

كما أشار القيم إلى مرحلة غنية من حياة القباني في مصر التي استقبلته بحفاوة, فقدم فيها عروضاً باتت كنماذج أدبية رصينة وصورة للأوبريت العربي واجه بها العروض الأجنبية من جهة, والعربية المعتمدة على نصوص مترجمة من جهة أخرى, وكان بذلك يحارب المستعمر الإنكليزي الذي فرض اللغة الإنكليزية على التعليم في مصر وكانت مسرحية «أنس الجليس» نواة لهذا المسرح, ثم كانت «عفة المحبين» المسرحية الثانية للقباني في مصر وتدور أحداثها حول الحب العفيف بين الشاعرة ولادة بنت المستكفي والوزير الشاعر ابن زيدون, ومن مسرحياته التي عرضها في مصر أيضاً «عنترة» التي رصدت أحداثاً عن هذا الشاعر بعد أن أصبح حراً وزوجاً لعبلة ومسرحية «ناكر الجميل» و«الأمير محمود نجل شاه العجم» وغيرها.‏

وأضاف القيم بأن القباني بقي في مصر 17 عاماً استقى منه نخبة من كبار الفنانين والموسيقيين المصريين فن الغناء والمسرح الشامي وعاد إلى دمشق أواخر عام 1900 واقتصر نشاطه على إقامة الحفلات الموسيقية الغنائية حتى وافاه الأجل في شهر نيسان عام 1903م.‏

واختتم بالقول: المسرح لدى القباني يعلم الحوار الديمقراطي وحرية الكلمة والشجاعة في الرأي وهو معلم الأخلاق الفاضلة وملطف الطباع القاسية وموقظ الهمم ويبعث على الحزم والكرم ويسهل تناوله لمن له بهذا الفن النبيل أدنى إلمام.‏

بدوره د.خليل موسى تحدث في مداخلته عن ماتمتع به القباني من أخلاق حميدة ومواهب مختلفة وجديدة جمعها لتكون عوناً له في مسيرته الفنية ومغامرته الفريدة, مؤكداً أن مصادر ثقافته المسرحية موزعة بين التراث المهيمن عليه كعروض خيال الظل والغناء العربي والحداثي الذي كان عاملاً مساعداً على قيام مسرحه والمتمثل في عروض بعض الفرق الأجنبية واللبنانية لأعمالها في مدرسة العازرية في دمشق.‏

وقال: أبا خليل اشتغل على ما يزيد على ستين مسرحية من تأليفه وتأليف سواه بدأها ب «ناكر الجميل» سنة 1868 ونالت إقبالاً منقطع النظير وتابعها بالكثير من الأعمال المأخوذ بعضها من التراث مع إعداد يتناسب والأخلاق والقيم العربية لإيمان القباني بأن المسرح وسيلة تنويرية ولذلك التفّ حوله تلاميذه في أي مكان حلّ فيه.‏

الملحن سهيل عرفة أشار إلى تردد القباني على حلقات الموسيقا والإنشاد والموالد فضلاً عن حضوره للكثير من المسرحيات في مدرسة العازرية بباب توما والتي تقدمها بعض الفرق المسرحية اللبنانية على مسارح دمشق مؤكداً أن أول مسرحية مثلها أبو خليل مع فرقته كانت في بيت جده عام 1871 وشاهدها والي دمشق صبحي باشا فشجعه على تأسيس فرقة مسرحية وتقديم العروض خارج البيوت.‏

وقال: بعد أن أسس القباني فرقته المسرحية زار حمص وحلب التي أخذ فيها عن الكبار والموشحات والأوزان ورقص السماح, ثم زار القاهرة حيث منحه الخديوي توفيق مسرح دار الأوبرا لمدة شهر لعرض مسرحياته ووهب له أرضاً في القبة الخضراء ليبني عليها مسرحه الخاص, مضيفاً انه في عام 1900 أحرق منافسوه في الفن مسرحه الخاص لإيقافه عن العمل بعد نجاحه الكبير الذي امتد إلى شيكاغو التي زارها مع عشرين ممثلاً عارضاً مسرحياته لأبناء الجالية العربية فيها مدة ستة أشهر خلال العام 1892.‏

واختتم عرفة: ينسب إلى القباني 25 موشحاً وبعض الأغاني الشعبية منها «يا طيرة طيري.. يا مال الشام.. صيد العصاري.. يا مسعدك صبحية ولم يزل إنتاجه في الذاكرة العربية رغم مرور 110 سنوات على وفاته.‏

أما الإعلامي عدنان بكرو فقد تناول في مداخلته أربعة محاور تحدث من خلالهم حول سيرة أبو خليل الموسيقية منذ ميله الطفولي للموسيقا مروراً بنهل علومها من كبار معاصريه مروراً بمؤلفاته الموسيقية والغنائية بما تشمله من موشحات وأغان شعبية وألحان مسرحية وكيف استطاع تفعيل الفرقة الموسيقية وتوظيف الأغنيات ورقص السماح في خدمة النص الأدبي والمسرحي.‏

وقال بكرو: إن الموشحات عند القباني تقسم إلى ثلاثة أقسام الأول: ويضم الموشحات المثبت أنها من ألحان القباني وأشهرها «بزغت شمس الكمال.. آه من جور الغوالي.. راق أنسي..» والقسم الثاني: يتضمن الموشحات المنسوبة إليه ويرجح أنها من تلحينه مثل «يا غصن نقا مكللا بالذهب.. أدر راحاتي.. رقص البان وغنى..» أما القسم الثالث: فيضم الموشحات التي يحتمل أن تكون من ألحانه والتي سمعها تلميذه الفنان كامل الخلعي منه وهي «يا نسيمات الصبا.. حلو الشمايل.. العيون النرجسية.. بالذي أسكر من عرف اللمى..»‏

وفي الختام تم عرض الفيلم الوثائقي (القباني الرائد) إعداد الزميل أحمد بوبس, إخراج الفنان عدنان أبو سرّية, وقد تناول الفيلم ثلاث مراحل هامة لمسيرة القباني, مرحلة دمشق - القاهرة - زيارته التاريخية إلى شيكاغو والعروض التي قدمها هناك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية