وحذر التقرير وهو دليل ارشادي للشركات التجارية والمستثمرين من إن الإنتاج العالمي من السلع الأساسية من الإسمنت إلى القمح سبب اضرارا بلغت قيمتها 7.3 تريليون دولار سنويا إذا تم تقييم تكلفة التلوث والمياه وانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري والنفايات بما يعكس الآثار على المدى الطويل.
اشيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة معلقا على الأرقام الواردة في التقرير أكد أنها تبرز حاجة كل الاقتصادات الملحة وأيضا الفرص المتاحة في التحول إلى اقتصاد صديق للبيئة .
الكهرباء والماشية أولا
ووفقا للتقرير فإن توليد الكهرباء عن طريق الفحم في آسيا خاصة الصين يأتي في المقدمة إذ بلغت إيراداتها منه 443 مليار دولار سنويا لكنه يسبب أضرارا للطبيعة بلغت قيمتها 452 مليار دولار خاصة بسبب غازات الاحتباس الحراري التي أدت إلى التغير المناخي والتلوث الذي أضر بصحة الناس.
واحتل نشاط تربية الماشية في أميركا الجنوبية خاصة في المنطقة التي أزيلت منها الغابات في الأمازون المرتبة الثانية من حيث الأضرار التي قدرت قيمتها بنحو 353 مليار دولار وذلك بسبب الاستنزاف الجائر لإمدادات المياه وإزالة الغابات وهي أضرار فاقت كثيرا الإيرادات التي بلغت 16.6 مليار دولار.
وجاء في التقرير أن توليد الكهرباء عن طريق الفحم في أميركا الشمالية احتل المرتبة الثالثة في التسبب بخسائر في «رأس المال الطبيعي» وذلك قبل زراعة القمح والأرز في جنوب شرق آسيا.
تقصر عمر الانسان
ومن جانب آخر توصلت دراسة أعدها 200 خبير إلى أن النيتروجين التفاعلي يتسبب بتلوث الهواء ويعتبر عاملا من مسببات التغير المناخي ويؤدي إلى تقصير عمر الإنسان بمعدل ستة شهور، وأشارت إلى أن مزارع الحيوانات هي أحد أهم أسباب هذا النوع من التلوث ودعت إلى تغييرات في المزارع ومراقبة أشد لصناعة السيارات.
ويكلف التلوث النيتروجيني الذي تتسبب به السيارات والمزارع ومعالجة المخلفات الصناعية 280 مليار جنيه استرليني (نحو 320 مليار يورو) في دول الاتحاد الأوروبي.
واستدرك التقرير الذي أعده خبراء من 21 دولة و89 منظمة قائلا :إن استخدام الأسمدة النيتروجينية ضروري ولكنه بالمقابل يلوم المزارعين لسوء استخدامهم لها مما يتسبب بالتلوث النيتروجيني وبنسبة انبعاث 70 %من النيتروجين المؤكسد في أوروبا.وسيجري سن قوانين جديدة للحد من انبعاثه العام القادم.
وأوصى خبراء البيئة بتقليل الاعتماد على الأسمدة في الزراعة مؤكدين أن هذا سيفيد المزارعين بتقليل نفقات الزراعة ويساهم في جهود الحد من التغير المناخي من خلال تقليل استخدام الطاقة في صناعة الأسمدة.
وشكوك ليست بريئة ..
وشكك بعض الخبراء في الافتراضات والأرقام الواردة في التقرير وقال أحد خبراء مؤسسة تروكوست ومقرها بريطانيا «هناك أمور غير مؤكدة».
وقال خبير آخر على سبيل المثال ان طنا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تكلف 106 دولارات استنادا إلى دراسة أجريت عام 2006 عن تكلفة التغير المناخي أعدها نيكولاس ستيرن كبير الخبراء الاقتصاديين السابق في البنك الدولي.
ويبدو أن مجموعة بوما الألمانية للملابس الرياضية أول شركة كبرى تعترف بمسؤوليتها الأخلاقية عن تدهور البيئة وتلتزم بمبدأ (الملوث يدفع ) ولهذا تقوم بحساب الأرباح والخسائر البيئية واعترفت أنها سببت خسائر قيمتها 145 مليون يورو (190 مليون دولار) للطبيعة عام 2010. وهذه التكلفة لا تضاف إلى أسعار مبيعات المنتجات وتهدف إلى إرشاد المستهلكين.