وتقرر إجلاء قسم من موظفيها أيضا مع بقائها على حالة التأهب والاستعداد لحماية مصالحها في الشمال الإفريقي عند الضرورة ؛ يأتي ذلك في ظل غياب المشهد السياسي وتفاقم الوضع الليبي جراء المخاطر والفوضى الأمنية وانتشار خطر المسلحين بكثرة .
ومن هنا أكدت وزارة الخارجية الاميركية أول أمس مغادرة عدد قليل من الموظفين ليبيا مشيرة الى ان السفارة مفتوحة وتعمل وذلك اثر تدهور أمن العاصمة الليبية في أعقاب محاصرة مجموعات مسلحة لوزارتي العدل والخارجية .
وكانت لندن أعلنت أول أمس أنها أجلت مؤقتا جزءاً صغيراً من طاقمها العامل في السفارة البريطانية في طرابلس بسبب اعتبارات أمنية مرتبطة بحالة الضبابية السياسية الحالية ،كما أعلن المركز الثقافي البريطاني على صفحته على موقع فيسبوك انه سيغلق حتى 16 أيار الحالي .
وكانت باريس قلصت عدد موظفيها أيضا بعد الهجوم الذي استهدف سفارتها الشهر الماضي لكنها تواصل العمل في المبنى نفسه الذي تضرر كثيرا بينما أغلقت المدرسة الفرنسية في طرابلس أبوابها حتى ضمان الأمن حول المبنى بحسب إدارتها في حين أغلقت السفارة الألمانية أبوابها وقلصت عدد موظفيها ووضع من بقي منهم في مجمع مشدد الحراسة في طرابلس وفقاً لمصدر غربي .
في سياق آخر حاول مئات المتظاهرين الذين احتشدوا مساء أول أمس أمام مقر وزارة الخارجية الليبية في طرابلس فك الطوق الذي يفرضه عليه منذ نحو أسبوعين عناصر ميليشيات مسلحة وطالب المتظاهرون بتفعيل دور الجيش والشرطة في البلاد .
ويحاصر وزارتي الخارجية والعدل منذ عشرة أيام مسلحون طالبوا بتبني قانون العزل السياسي لكنهم أعلنوا لاحقاً بعدما تبني المؤتمر الليبي العام قانون العزل أنهم يطالبون أيضا باستقالة رئيس الحكومة علي زيدان وبفتح مكتب لهم ضمن وزارة الخارجية.
والوضع الليبي الحالي دفع واشنطن الى حالة من التأهب والاستنفار لحماية مصالحها معلنة عن وجود قوة أمريكية تابعة لمشاة البحرية تتمتع بجاهزية قتالية موجودة في جنوبي اسبانيا تحسباً لاحتمال إرسالها الى ليبيا خلال الأيام القليلة المقبلة بذريعة المساعدة على إجلاء رعاياها و أن القوة من أجل الاستجابة لحالات الطوارئ والتدخل السريع في شمال أفريقيا والتي قد يطلب إليها التحرك نحو اقرب نقطة استعدادا للتدخل وتنفيذ الإجلاء عند الضرورة حسبما أكد مصدر عسكري أميركي ،موضحا أن قوة أخرى من وحدات العمليات الخاصة وضعت في حالة تأهب بألمانيا تحت نفس الذريعة لافتا الى أن بلاده التي أجلت عدداً من عامليها ، قد تضطر للجوء الى الخيار العسكري من أجل إجلاء سائر العاملين في حال تدهور الأوضاع وعجزهم عن الوصول الى المطار بسبب إغلاق مسلحين لأجزاء من المدينة .