والحكام الجدد في ليبيا لخلق الفوضى وتغييب الدولة، ليظهر هشاشة الدولة وهيمنة هذا التنظيم الذي بدأ بالاتساع والتنامي في الفترة الأخيرة بشكل مضطرد، وهو ما أزعج النخبة العلمانية التي تخشى من قيامهم بفرض رؤيتهم ما يؤدي في النهاية الى تقويض الحرية في البلاد، حيث اثارت السلوكيات العنيفة من لدن السلفيين مؤخرا بالاعتداءات جدلاً واسعاً داخل الشعب التونسي، وقد كشفت صحيفة الشروق التونسية عن أدلة جديدة تثبت ضلوع مجموعات ارهابية من تنظيم القاعدة في ما يسمى «الثورة» في تونس وقيامها بعدد من النشاطات بهدف خلق الفوضى وتغييب الدولة عبر تدمير البنى التحتية وقتل مواطنين تونسيين وخلق أحداث نهب وعنف وترويج المخدرات بين صفوف الشبان لاستدراجهم الى أعمال عنف بتواطؤ من أطراف تونسية نافذة سياسياً أو ادارياً بدعم أجنبي وخليجي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها: «ان حقائق مذهلة ومدوية ستظهر قريباً حول وقوف جماعات تابعة لتنظيم القاعدة وراء احراق العشرات من المقرات الامنية والمحاكم وقنص التونسيين بمساعدة أطراف داخلية ودول أجنبية بغية خلق الفوضى وتغييب الدولة حتى يتمكن من فرض نمط حياة معين على التونسيين على غرار ما قام به سابقاً في أفغانستان والصومال ومالي وغيرها من الدول.
وأضافت المصادر.. ان غرباء وملثمين ينتمون الى تنظيم القاعدة ثبت وجودهم بالفعل بشهادات سكان وأهالي المناطق التي عاثوا فيها خراباً وأنهم هم من هاجموا مقرات أمنية حكومية خلال ساعات الليل في عدد من الولايات الحدودية مثل الكاف وجندوبة والقصرين وقفصة وهم مجموعات ليسوا من سكان تلك الولايات وهذه حقيقة يقر بها كل من عاش تلك الاحداث عن قريب.
وأكدت المصادر أن تنظيم القاعدة وتنظيمات جهادية قريبة منه وموالية له ضالعة في حرق المقرات الامنية التونسية بمساعدة دول أجنبية وخليجية وبتواطؤ من أطراف داخلية اذ ان هذه التنظيمات وفرت القناصة الذين قاموا بقتل شهداء مدينتي تالة والقصرين كما أن هناك أطرافاً داخلية عملت على اخفاء هؤلاء العناصر وزعمت أنها ضبطت قناصة فوق الابنية وسط العاصمة بعد تاريخ 14 كانون الثاني 2011 حيث لم يتم ايقاف أي واحد منهم وذلك بعد أخذ صور لهم في مشاهد فوق تلك الابنية لتختفي حقيقتهم لاحقاً.
وأوضحت المصادر أن التنظيمات الارهابية واصلت التحرك في مناطق مختلفة من تونس مدمرة البنى التحتية من مقرات حكومية ومحاكم وهي تعتمد استراتيجية خلق الرعب والفوضى بين التونسيين عبر خلق أحداث نهب وعنف وفرض قوانين تنظيم القاعدة على المناطق التي يغيب فيها الامن بصفة تدريجية.
وأشارت المصادر الى أن تنظيم القاعدة يعتمد تكتيكاً اخر وهو ضخ المخدرات وما يعرف بحبوب الهلوسة وترويجها بين صفوف الاف الشبان الذين يسهل استدراجهم الى أعمال العنف.
وأوضحت المصادر أن بروز هذا التنظيم من جديد الى العلن كان انطلاقا من شهر اذار الماضي وهو ما يترافق مع بداية موسم تسويق الدولة وانهاء اللمسات الاخيرة للإعداد للموسم السياحي اذ قام تنظيم القاعدة والتيارات الجهادية بدفع الامور للتأزم بغاية افشال هذا الموسم.
وفي السياق ذاته أكدت صحيفة التونسية أن فرقة مكافحة الارهاب التابعة للحرس الوطني التونسي في ثكنة العوينة بالعاصمة التونسية تمكنت من القبض على أحد الافراد المساهمين والمتورطين في ما عرف بجهاد النصرة في سورية دون ان تسمى الشخص المعني.
وقالت الصحيفة ان هذه القضية شغلت حيزاً مهماً من اهتمامات وسائل الاعلام المحلية والاجنبية وبعض الجمعيات بعد أن تعالت أصوات عائلات الشبان الارهابيين التونسيين الذين تم ترحيلهم بمساندة بعض الاطراف للجهاد في سورية.
وأضافت الصحيفة ان المحكمة الابتدائية في تونس حققت مع الموقوف وأصدرت بشأنه بطاقة ايداع بسجن المرناقية بتهم الانضمام الى تنظيم اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أهدافه وأغراضه خارج تراب الجمهورية التونسية وتلقى تدريبات عسكرية وانتداب أشخاص للقيام باعتداءات وأعمال ارهابية وتخريبية في بلد اخر ضد مواطنيه.