تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دمشق .. في تلك الليلة

مجتمع
الأحد 5-1-2013
فاطمة حسين

المعايدات هذا العام اتخذت شكلا مختلفا عن الأعوام السابقة فقد كان الحديث في تبادل عبارات العيد المعتادة يشوبه الحزن والألم ولاسيما بعد أن أمطرت سماء دمشق قذائف الهاون الإجرامية العمياء لتغطي سماء دمشق ....

أقدم مدن العالم... بسحابة سوداء حاملة معها الموت والخراب والتي فاق عددها في تلك الليلة أكثر من الأيام الماضية لتحرم السوريين من الاستمتاع بالأعياد المجيدة التي هي مصدر هام للفرح والبهجة في حياتهم الهانئة بعكس بلدان العالم الأخرى التي شكلت الألعاب النارية المختلفة الألوان والأشكال عطاء ولا أجمل ...ناشرة التفاؤل والمرح على الناس في استقبال عامهم الجديد في منتصف تلك الليلة ..ليلة رأس السنة ......‏

إن الإرهاب جعل تلك المدينة الطاهرة .. في استقبالها لرأس السنة تختلف عن المناسبات الماضية التقليدية حيث كنا نستقبلها في السابق بأجمل الألوان والتي تشع من الألعاب النارية التي كانت تنطلق من جبل قاسيون ذلك الجبل الشامخ .. ابتهاجا في العام الجديد ..انه الإرهاب الذي دمر كل جمال... وكل فرح.... محا الابتسامة عن الوجوه ولون رأس السنة هذا العام بلون الدماء والقتل التي حملتها قذائفهم العمياء ..‏‏

في وداع تلك السنة المقيتة بكل ما فيها من أحداث ..كان السوريون في منتصف الليل يستقبلون شهداء جددا في عدة مناطق من دمشق...‏‏

وأيضا في دمشق الناس استقبلته في البيوت بدل أن كانت تحتفي فيه بالطرقات والأماكن العامة مع الأصحاب والأحباب ...‏‏

وهم يتساءلون عن كنه هذه السنة ...فهل هذه السنة ستسحق كل آلام السنوات السابقة وستتمكن من إزالة كل الحزن عن وجوه الكبار والصغار وتكون أكثر لطفا... وأكثر حلما على السوريين....؟ نرجو ذلك ...ونحن متفائلون بهمة جيشنا الباسل الشجاع وصبر شعبنا الذي لا حدود له وحكمة قيادتنا المعطاءة ...نحن متفائلون رغم كل الجراح العميقة التي غطت كل أنحاء سورية ولم يبق منزل إلا وفيه شهيد... وجرح نازف وحزن عميق .. ومن اجل كل الدماء الطاهرة التي روت تراب الوطن ... لابد من الانتصار على هؤلاء الإرهابيين الجدد ولو تطلب ذلك كل قطرة من دمنا ...‏‏

سورية غالية علينا جميعا... ومستعدون لتقديم أرواحنا رخيصة لها ...فهي تستحق منا الكثير والكثير ..لتظل دمشق بلد الياسمين... و الحضارة مهما تكالبت عليها القوى الظلامية والتكفيرية ...ولابد للأيام الجميلة التي افتقدناها...أن تعود ...وأجمل من قبل .. بإذن الله ..‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية