تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل طفلك عدواني ؟؟

مجتمع
الأحد 5-1-2013
 أيمن الحرفي

لا يولد الطفل محباً للأذى و العداء و لكنه يتعرض لتجارب يصبح بعدها طفلاً مؤذياً , و إن وجدت قسوة لدى طفل فهي جزء لا بد منه في عملية نموه ... ولكن القسوة تكون إشعاراً بوجود مشكلات سلوكية و علينا الانتباه لذلك .

في حياتنا نتعرض لمشاهد و نماذج عدة فقد نرى طفلاً يتشاجر مع رفيقه , أو قد يستبد آخر في معاملة طفل آخر في الصف هذا لا يعني بالضرورة أن الطفل أو الطفلة عدوانيان ولا يعني أنهما سيظلان كذلك طوال حياتهما فالغضب و العداء هما صفتان موجودتان بين جميع الناس و في كل الأعمار و لكن بالنظر إلى أن الطفل يفتقد الوسيلة للتحكم الذاتي في عواطفه و مشاعره أو لا يدري كيف يأتي بوسيلة أخرى فإننا نراه يعبر عن مشاعره بإبداء هذه الدوافع العدائية فنرى هذا القدر المعين من القسوة عند الطفل مرادفاً لعملية النمو .‏

قد تكون القسوة بين طفل و آخر أو سوء تصرف يمكن أن يكون عابراً و الدليل أنك ترى الاثنين قد تصالحا و عادا أصدقاء .‏

ولكن متى تكون القسوة خطيرة ؟ إذا كان من طبع الطفل انعدام الاحساس تجاه مشاعر غيره من الأطفال أو إذا كان يسر بإيذاء غيره على الدوام ويمنعه من التمتع بحياته فإن ذلك قد يكون إشارة إلى مشكلات عنيفة في السلوك بل و قد يكون مصاباً بمرض عقلي .‏

من الطبيعي أن يقسو الطفل على أخيه الرضيع أو أخته الرضيعة فالطفل في هذا السن لا يستطيع أن يدرك أن الأم قادرة على أن تحب الطفلين في وقت واحد و لذلك يقع ضحية الغيرة من هذا المخلوق الصغير الذي جاء إلى الأسرة بغتة و بدون انتظار.ولكن إذا كان الطفلان كبيرين و ظل الابن في الخامسة عشرة من عمره دائم التهديد و الوعيد لأخته التي تصغره بسنوات قليلة فهذا شيء آخر لا ينبغي تجاهله أو الاستخفاف به .‏

خلال الأعوام القليلة الأولى من حياة الطفل لايحس بالأفراد من حوله إلا بمقدار حاجته إليهم والأطفال في مثل هذه السن المبكرة لا ينتظر منهم أن يقدروا مشاعر الآخرين و الطفل دون العام الثاني من عمره إذا تألم فإنه لا يستطيع تحديد مكان الألم أو التعرف إلى سبب الغضب و الاحباط .‏

و مع نمو إدراكهم بمن حولهم فإنهم يأخذون في تعلم كيفية التعبير عن غضبهم بطريقة مأمونة كمحاولة إيذاء القطة , و عندما يدنو الطفل من السنة الثالثة نجد أن معظم الأطفال يتولد عندهم الاحساس بالأفراد الآخرين من حولهم بأنهم هؤلاء أيضاً لهم حاجاتهم الخاصة و يزداد هذا الشعور نقاءً بمرور السنين .‏

إن الطريقة التي يعالج بها الآباء و الأمهات هذه العلامات المبكرة الدالة على السلوك العدواني تؤدي في كثير من الأحيان إلى تفادي المشكلات المستقبلية ويحسن الوالدان صنعاً لو بصراه بنتيجة عمله مع تحذير من تكرار العمل .‏

و يزداد إدراك الأطفال مع زيادة عمرهم وخوضهم تجارب الحياة و عندها يستطيعون تصحيح و تعديل أساليب معاملتهم .‏

و يؤكد الخبراء أن الصغار بين الثانية و سن البلوغ أقل عرضة للتعبير عن مشاعرهم السلبية نحو الأطفال بوسائل جسمانية و هذا لا يعني بالطبع أنهم معصومون عن المشاجرات , انهم يتشاجرون بالطبع و لا سيما الصبية منهم و لكنهم يستخدمون وسائل أخرى للقسوة مثل الشتم أو الزجر أو ترويج الإشاعات ,.... و لا ينبغي للوالدين أن يقلقا بسبب سلوك طفلهما إلا إذا كان ذلك قد أصبح عادة متأصلة .‏

وهناك ظاهرة يعرفها الآباء و الأمهات و هي أن الفتاة إذا عادت فتاة أخرى فإنهما تتبادلان كراهية فظيعة .‏

ويسأل الكثير من الآباء و الأمهات عن القصاص أو العقوبة العادلة و الملائمة , يجيب الخبراء أن إذكاء لغة المناقشة و الحوار يمكن أن يرسخ تقويماً رادعاً عند بعض الأطفال .‏

وينبه أحدهم إلى نقطة مهمة جداً و هي أن الأطفال يحسنون تقليد والديهم بل إنهم يلجؤون إلى ذلك و يفعلون ما يحدث في البيت متخذين آباءهم وأمهاتهم نماذج للسلوك فلا تكونوا منعكساً سلبياً لهم, حتى أن بعضهم يشجع طفله على القسوة متعمداً عدم فض شجار بينه و بين الآخرين ... و هناك فئة من الأطفال تعد القسوة عندهم عادة متأصلة و مرد ذلك إلى مشاعر الحسد و المنافسة و الرغبة في جلب الانتباه أو الحصول على محبة الآباء و الأمهات ويأتي دور الوالدين في عدم إذكاء هذه المشاعر .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية