تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خبزنا من قمحنا وأكلنا من زرعنا وضوء الشمس يكفينا

مجتمع
الأحد 5-1-2013
غـانـم مـحـمـد

أضأنا الشموع وتبادلنا الأمنيات والتهاني بالعام الجديد الذي أصبح حقيقة بعد أن كان انتظاراً وترقباً.. قرأتُ في رسالة صديق ما يشبه الاعتذار دون أن أعلم أن قدماً منه زلّت أو خطوة لديه تعثّرت، ولم يشعر أحد بذلك، قال لي معتذراً:

«اعتقدتُ لوهلةٍ أن ثورة حقيقية قد انفجرت في سورية وستحقق لنا كل ما تمنيناه وكل ما أعلنّا وأضمرنا، ولكن ما هي إلا أيام حتى انجلى كل شيء لمن به نظر لكن معظمنا كان بين نارين وما زال قسم منّا وأنا منهم - والقول لصاحب الرسالة- محاصر بخوفه من انتقام من لا يعرف الرحمة فلا نجرؤ على فضح مشاعرنا الوطنية» وقد حمّلني صاحب الرسالة أمانة كبيرة وهي أن أشهد له بوطنيته وبحبه لبلده سورية إن طالته يد الغدر وقضى صامتاً لأنه يخشى أن يُحسب صمته وقوفاً على التلة أو هروباً إلى الضفة الأخرى...‏

لا أعرف لماذا وجدتُ نفسي محاصراً بهذه الرسالة دون غيرها ولماذا هطلت عليَ برداً وسلاماً لأنها لاتخصّ مرسلها فقط بل الكثيرين ممن وجدوا أنفسهم مكرهين على سلوك غير قناعاتهم وإظهار ما لا تضجّ به قلوبهم وهذا ما يجعلنا أكثر ثقة بما تقدم عليه الدولة السورية من عفو ومصالحة وتسامح وما تصرّ عليه من مواقف منحازة لأبنائها حتى من ضلّ منهم من دون قصد أو تحت الضغط والإكراه...‏‏

كثيرة هي الأسئلة ونعتقد أنه من غير المجدي طرح المزيد منها الآن وعلينا أن ننطلق إلى الأجوبة المفيدة والبناءة دون إضاعة المزيد من الوقت في الجدل وتبادل الاتهامات فلا نريد أن نزرع « لو» حتى لا نحصد « ياريت » وثلاثة أعوام تكاد تنقضي من عمر المعاناة كافية لنضع عقولنا في رؤوسنا ونتلمس طريق مصلحتنا ومصلحة بلدنا والذي لن نجد سماء غيره تتسع لأحلامنا وتطلعاتنا..‏‏

العبور الآمن إلى الجديد الإيجابي في حياتنا يجب أن يبدأ بمحاسبة كل من تسلّق على الأزمة واستغلها في لقمة عيشنا وفي جزئيات حياتنا ومساءلة من كان قادراً على مساعدتنا كمواطنين بسطاء ولم يفعل ذلك وهو الذي استفاد كثيراً من خيرات وثروات بلدنا التي هي خيراتنا وثرواتنا، ويتطلب أيضاً غيرة كبيرة على كل ما هو سوريّ وإعادة صياغة الكثير من القوانين التي أثبتت تطورات الأحداث أنها عاجزة عن حماية مصالحنا..‏‏

من غير اللائق بنا كسوريين أن نطلب من دولتنا معاملة الآخرين مثل معاملتهم لنا وإلا أصبحنا مثلهم لكن هذا لا يمنع أن نطالب دولتنا بإعادة النظر ببعض التفاصيل التي لا يستحقها البعض..‏‏

حاولت في سهرة رأس السنة أن أتنقّل بين شاشة وأخرى لأسمع ما لا أطيق سماعه في الحالة العادية وهو “توقعات” العام الجديد، وللأسف حتى هذه التوقعات ارتدت مواقفاً سياسية تناسب سياسة تلك القنوات، وللأسف أيضاً فإن بعضنا ما زال يصدّق هذه الترهات والعلم كله لله الواحد الأحد..‏‏

لا أعتقد أن كثيراً من السوريين معنيون بما قاله المنجمّون أو بما تنقله التصريحات حول جنيف2 أو جنيف3 أو غير ذلك لأنهم وضعوا كل ثقتهم بتعاضد الشعب مع الجيش والقيادة حيث يعمل هذا الثالوث لصالح سورية وما عدا ذلك كل يعمل لمصلحته، ولأنهم يثقون أيضاً أن خبزنا من قمحنا وأكلنا من زرعنا ولبسنا من نسجنا وضوء الشمس يكفينا..‏‏

عام 2014 هو عام الخلاص بإذن الله بغض النظر عن التوقعات التي هدّأت توترنا أو تلك التي زادت هذا التوتر، نقرأ ذلك في عيون مقاتل أطلّ من خلف بندقيته وأرسل تحيته إلى أهله وأحبته في الضيعة رصاصة تقطع طريقاً على إرهابي أو تمنع الموت عن طفل لايعرفه..‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية