فربيعنا العربي كان موسماً وفير الثمار لبائعي الأوهام .. و على خارطة توقعاتهم ارتسمت دول عربية و أولها سورية في أحداث مصيرية تحمل طابع « الأكشن » و الإثارة .. و لأن كل يغني على ليلاه تباينت التوقعات و تلونت كما الكواكب و الأبراج .. فحضر الكسوف و الخسوف حتى الأبراج الصينية .. فمن متفائل بانتهاء أزمتنا في ربيع تحمل اسمه .. إلى متشائم بفشل جنيف 2 ليكون هناك ثالث و رابع و حلول غائبة على مدى منظور ..
الوطن العربي كان حلبة لتنبؤاتهم .. تقسيم و تدويل .. و ربيع الثورات يتنقل على هواهم .. ممالك و إمارات إلى زوال .. اجتياح لدول جوار .. بلدان العالم منها ما سيختفي و دول جديدة ستطفو على سطح كرة أرضية ملت من الحروب و الصراعات ..
قد تخال نفسك تتابع محللاً سياسياً طويل الباع في التحليلات .. ولكنه من طراز خاص يلم بالاقتصاد و الصحة و البيئة كما الاغتيالات .. عالم الغيب على غموضه حاضر كمارد مصباح علاء الدين بدليل الحدس والإحساس أو بحسب لغة الكواكب و النجوم أو الأرقام ..
تحذير من عارض صحي لشخصية فنية أو سياسية .. أو تنبيه من تفجيرات إرهابية .. و توقعات لتدهور أسعار الذهب عالمياً .. و من انخفاض يتأرجح بين ليرة و دولار ..
جنوح جنوني غريب نحو عالم الماورائيات و الخوارق .. و السبب تصفيق و تهليل و ترويج تمارسه معظم الفضائيات .. تغذيه من خلال ربط توقعات أصابت بأحداث على الساحة لترسخ معتقدات بوجود شخصيات خارقة تعلم الغيب دون استحضار الجن أو الأرواح .. فهل تصدق توقعاتهم لنكون أسرى لمنجمين مهما صدقوا هم كاذبون .. أم أنهم القشة التي نتعلق بها خوفاً من الغرق في بحور اليأس ؟