تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أول الكلام...القريب والبعيد

ملحق ثقافي
2018/9/4
عقبة زيدان

تقوم معظم الأنطولوجيات العربية على مفهوم القريب والبعيد. بمعنى أن الدارس الذي يريد أن يكتب موسوعة عن الشعر العربي في مرحلة ما، يضمنها من هم المقربين إليه، وينكر البعيدين؛

وبهذا فإن هذه الأنطولوجيات تكون ناقصة بشكل مخز، وليس فيها أي مجهود حقيقي ولا يمكن اعتمادها مرجعاً لحركة الرواية أو الشعر العربيين.‏

حصل هذا سابقاً، كثيراً، ويبدو أن سيستمر، وذلك لأن لا شيء تغير في عقلية الكتاب، وما زالت المصالح واحدة أو متقاربة.‏

شاعت لفترة أنطولوجيات الشعر العربي، فكنت تقرأ أسماء لم تسمع بها من قبل، ولا تجد في المقطع الشعري الموضوع في الموسوعة أي ملمح شعري، أو صورة مميزة... وفي المقابل لا تجد شاعراً مكرساً، وكأن العلاقة بين الناقد والمبدع هي المعيار الرئيسي، ولا شيء آخر.‏

أما في الرواية فقد اجتهد كثيرون، وروجوا لأسماء، أثبتت أنها لا علاقة لها بالرواية، وإن شئت، ولا بالكتابة أيضاً.‏

على هؤلاء الذين يتعبون أنفسهم في الأرشفة، ألا يضعوا عناوين كبيرة وبراقة كـ “موسوعة الشعر العربي” أو “الرواية العربية في القرن الواحد والعشرين”، أو، أو، أو..إلخ. والأفضل لهم أن يقوموا بدراسة مختارات من الرواية أو الشعر أو المسرح.. على هواهم، وهكذا فقد يتحاشون النقد واتهامات عدم النزاهة.‏

أنا أدرك تماماً أن أي عمل موسوعي أرشيفي، سيكون بلا معنى، وبلا مصداقية، إذا أهمل أي أحد، وخصوصاً أصحاب التجارب الكبيرة، وبالتالي فإن هذا العمل لن يجد له مكاناً إلا في مكتبة صاحبه، والمكتبات الشخصية للذين كتب عنهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية