منذ توليه السلطة حيث تصاعدت حملته الأمنية الشرسة ضدهم بحجة منافستهم للأميركيين على الوظائف وتهديدهم لسوق العمالة، وعلى عكس ذلك أكد الباحثون أن منع المهاجرين من العمل قد يحمل تداعيات مدمرة ويتسبب بخسارة الوظائف وخفض الأجور ورفع أسعار الخدمات، بالنسبة للأميركيين.
وفي هذا الإطار أغلق مخبز كون باين راستك بريدز آند كافيه في سان دييغو أبوابه هذا الشهر بعد 20 عاما على افتتاحه بعد كشف السلطات الأميركية أن مهاجرين يعملون فيه بشكل غير شرعي.
وفي نيسان الماضي، خسرت بلدة صغيرة في نبراسكا مصنعا لمعالجة البطاطس غداة عملية دهم نفذتها السلطات واستهدفت المهاجرين في المنشأة.
ويشير المزارعون إلى أنهم خفضوا الكميات التي يزرعونها وفكروا في التخلي عن عملهم بالكامل لأنهم لم يتمكنوا من العثور على ما يكفي من العمال المهاجرين.
وفي وقت يتراجع معدل المواليد ويزداد النقص في العمالة سوءا، قد تتسبب حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأمنية ضد المهاجرين بتدهور الوضع بالنسبة لهذا النوع من الأعمال التجارية.
وفي السياق ذاته أشار ترامب وغيره ممن يفضلون تشديد الضوابط على الهجرة إلى أن العمال المهاجرين من ذوي المهارات المحدودة ينافسون الأميركيين على الوظائف ويتسببون بخفض أجور جميع العاملين.
لكن أبحاثا كثيرة ومتزايدة أشارت إلى عكس ذلك، إذ ترى أن منع عمل المهاجرين قد يحمل تداعيات مدمرة ويتسبب بخسارة الوظائف وخفض الأجور وإلغاء استثمارات ورفع أسعار الخدمات، حتى بالنسبة للأميركيين.
ويعمل نحو 7,6 ملايين مهاجر بلا تصريح في الولايات المتحدة، وهو عدد يشكل نحو 4,6 بالمئة من القوة العاملة، بحسب مركز بيو للأبحاث، وتتراجع هذه النسبة رغم وجود طلب كبير على العمالة.
ويعمل المهاجرون في صناعات رئيسية على غرار تصنيع الأغذية والزراعة وقطاع الفنادق إلى جانب الأعمال التجارية الصغيرة.
وكان تحليل أجرته أكاديمية العلوم الوطنية سنة 2016 أظهر أنه لا توجد أدلة كثيرة تشير إلى أن المهاجرين يؤثرون على نسب التوظيف الإجمالية للمولودين في الولايات المتحدة.
بدورها، اطلعت خبيرة الاقتصاد لدى مصرف أتلانتا الاحتياطي الفدرالي على سجلات الموظفين والأجور في ولاية جورجيا وتوصلت إلى أن الشركات التي توظف عمالاً غير مصرّح لهم بالعمل تدفع لموظفيها المصرّح لهم أجوراً أعلى وتبقيهم في عملهم لفترات أطول.
ويصر أرباب العمل في الولايات المتحدة مرارا على أن الأميركيين لا يقومون بنفس الوظائف التي قد يقوم بها العمال المهاجرون.