المضحك أن أوروبا تكمم أنفها خوفاً من وباء السلطان! وواشنطن تأخذ اللقاحات المضادة من مصل الاتفاقات معه!!
ثمة من يقول: إن الأوبئة والفيروسات التي تهدد العالم هي من تصنيع أو حقن أطباء غرف الاستخبارات الغربية لتحريك التجارة الدوائية والسياسية لدولها.. لا شك أن وباء أردوغان وجد لتحريك التجارة الإرهابية في المنطقة.. ماذا يعني زحفه على بطن حلمه العثماني في ضباب المرحلة إلى ليبيا وعينه على الصومال... بينما لايزال ينضح من ذيوله (النصرة وشقيقاتها) ما يسمم أجواء خفض التصعيد في ريف حلب وإدلب؟..
في الشمال السوري لم يعد اشتعال الميدان يحتمل برودة الطاولات السياسية... أردوغان يبتز الاتفاقات ثم يخرج ليرمي التهم مع القذائف على حد سواء.. يجيد العواء على خفض التصعيد و(نقاط المراقبة) التي باتت محاصرة.. ولكن.. لا مكان للمراهنة على حياة الاهالي واستغاثاتهم في عقائدية الجيش العربي السوري.. المدنيون ليسوا مساحة للعب السياسي.. قالتها الخارجية السورية للعالم.. وللسوريين: الموقف ثابت.. فالمعركة مفتوحة والانتصار سيكون كاسحاً حتى قتل آخر إرهابي..
تبشرنا معرة النعمان بأنها باتت تبصر نور التحرير بتقدم الجيش وهذا ما جناه أردوغان على مرتزقته.. قد يشير «السلطان» بالبنان لاستثمار لحظة خساراتهم بالهروب بأرواحهم إلى ليبيا... يتاجر بخساراته أيضاً.. يضغط بين الميدانين السوري والليبي على الاوروبيين اكثر.. يهدد بانتشار وبائه وعبوره بين غاز القارات ونفطها.. كيف يحارب صناع أردوغان جنون فيروسهم... إن هو خرج عن السيطرة؟.. تحتفظ واشنطن بالمقدرة على مكافحته وتتوجس منه القارة العجوز..
أردوغان ورقة للضغط بين الحلفاء كما الخصوم !! ورقة نسبية بما تحمله من لوثة الايدولوجيات المتطرفة التي يجيد ترامب اللعب عليها وإشعال الأزمات لفرد طاولات المحاصصة السياسية وجني الأرباح في المنطقة سواء من الخليج أو حتى من عيني الذاكرة الاستعمارية للعجوز الأوروبية.. غاب ترامب عن مناوشات مؤتمر برلين حول ليبيا... حضر بفزاعته الأردوغانية!! ثمة فزاعات أخرى لواشنطن ولكن أبرزها الآن أردوغان.. هو الأنسب للمرحلة ولتمرير صفقة القرن من وراء دخانه الإرهابي...
لن تنتفض أوروبا كثيراً في وجه «صفقة القرن» التي تفرد بها ترامب والتي سيعلنها عشية الانتخابات الإسرائيلية... لن تثرثر في موقفها المعدوم من الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وهي التي طالما التقطت الصور التذكارية لبيانات التعاطف مع الفلسطينين خجلاً من شعاراتها التحررية بينما تصافح إسرائيل... حتى نتنياهو لا يحتاجها في انتخاباته... ورقته الانتخابية الأخيرة مع ترامب وورقة ترامب معه... زعيم (أبيض أزرق) زحف للبيت الأبيض أيضاً عشية الانتخابات الإسرائيلية....
يضيع الدور الأوروبي... .فترامب لا يخشى غضب الحلفاء أو رضاهم..
لا يحسب التاجر الأميركي اليوم سوى جدوى الأرباح الانتخابية لصفقة القرن في صندوق ولايته ومدة صلاحية ذلك الإعلان على جدران اللوبي الصهيوني في واشنطن.. فهو يدرك كما (إسرائيل) أن صفقة القرن لن تمر من فلسطين ولا أي شبر محتل..
فالمقاومة اليوم.. ليست بياناً في الجامعة العربية.. بل هي محور كامل تناصره قطبيات عالمية... محور كامل العتاد والعزيمة والتفاهم السياسي.. فمن يهتف إصراراً ودماً لخروج أميركا من أرضه أو يهزم إرهابياً في سورية.. يقصد التصويب المباشر على قدمي إسرائيل في فلسطين والجولان السوري... .فانتظروا قتل فيروس أردوغان وكسر (قرن ترامب) مع كل شبر يطهر ويتحرر من الشمال السوري..