لكن من غير المؤكد أن تكون الرسائل التالية سلمية، فهل يغادر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بسلام؟
بحسب ضابط رفيع المستوى من قوى الحشد الشعبي: فقد أقسم العراقيون على الانتقام لسيادة العراق وعملية اغتيال الجنرالات في مطار بغداد مؤخراً، فالهجوم الأميركي كان بمثابة ضربة لسيادة العراق ومحاولة للتحرش بإيران.
ليس غريباً رغم فظاعة ما حدث .. فكما يبدو أطلقت أميركا حرباً مفتوحة ضد إيران في هذا التوقيت وهي على أبواب انتخابات رئاسية لاسيما وأن ترامب يستعد لإطلاق حملته الانتخابية، ولم يكن يتوقع أحد هذا الخطأ في حكم الولايات المتحدة على نتائج الضربة التي قد تؤدي إلى حرب شاملة.
قامت إيران بتقييم الوضع وهي تجيد حساب الخسائر ومستعدة الآن لجعل أميركا لا تنسى نتيجة عملها -باغتيال سليماني ورفاقه - لسنوات عديدة، وبحال لمست المقاومة العراقية أي دليل على تورط الولايات المتحدة لمحاولة إشعال النار في المؤسسات الحكومية فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي.
بالنسبة للقوات الأميركية، ما هي الخيارات المتاحة أمامها؟ وما هي ردة فعل العراقيين إزاء الوجود العسكري الأميركي الذي على وشك تحديده كقوة محتلة، الأمر الذي يشرع أي هجوم عسكري للمقاومة ضد الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهل إيران تجري استعداداتها للقيام (بحرب عبر حلفائها).
في الحقيقة، الخيارات واضحة: سواءً ظلت القوات الأميركية في العراق وبالتالي ستتعرض للهجوم، أم بحال انسحبت وهذا أفضل، فلا يمكن أن تظل القوات الأميركية، لفترة قصيرة في الأنبار على مقربة من الحدود السورية، أو تنتقل إلى إقليم كردستان العراقي.
القواعد الأميركية في كردستان ليست بمنأى عن الانتقام الإيراني المحتمل، فقد وكان القصف الإيراني للقواعد الأميركية في عين الأسد وفي أربيل رسالة تؤكد لترامب أنه لا يوجد قاعدة مضمونة في العراق، فإيران لديها أصدقاء وحلفاء ما يجعل حياة القوات الأميركية قاسية.
وأي محاولة من الجانب الأميركي لفصل كردستان عن العراق سيهيج ردات فعل عنيفة من الجانب التركي والإيراني، وأمر كهذا سيدفع بالعراق لإيقاف الإمدادات المالية للمنطقة وستشعر بذلك منطقة كركوك الغنية بالنفط وهي التي تخضع لسيطرة القوات الحكومية العراقية والتي لن تكون بعد ذلك جزءاً من إقليم كردستان.
تخضع جميع القواعد العسكرية في العراق لقوتين منفصلتين: جزء منها يخضع لسيطرة القوات العراقية والجزء الآخر يخضع لسيطرة القوات الأميركية، وبهذا ليس أمام رئيس الوزراء العراقي خيار سوى الطلب من القوات العراقية الانسحاب من القواعد التي تتمركز فيها القوات الأميركية المحتلة باعتبار أنها ترفض الانسحاب، وبذلك يتيح للمقاومة العراقية مهاجمة القواعد دون خطر تعريض العراقيين للإصابة.
عدا ذلك، أصبح من الآن فصاعداً من الخطر على الولايات المتحدة متابعة برنامج تدريباتها العسكرية، حيث ستتعرض هذه القوات للهجوم أثناء جلسات التدريب من الجانب العراقي فأصدقاء أعضاء اللواء ٤٥ و ٤٦ الذين هاجمتهم الولايات المتحدة على الحدود العراقية-السورية، وهؤلاء المخلصون لقائدهم أبو مهدي لن يترددوا لحظة للثأر من العناصر الأميركية عند أول فرصة.
ولا يمكن أن تبقى في العراق أي شركة بترول أميركية مطلقاً، لأن الموظفين الأميركيين سيكونون أهدافاً أيضاً، فلا يوجد أي قوة تحميهم، ولن يعجز العراق باستبدال الشركات الأميركية بأخرى صينية لاسيما وأن الصين أبدت رغبتها بالحلول محل الشركات الأجنبية التي ستغادر الأراضي العراقية، فالاستهداف سيكون له نتائج مرعبة على الولايات المتحدة عموماً.
قدمت إيران صواريخ ذات دقة عالية للعراقيين بهدف طرد الأميركيين، حيث أنها لا ترغب أكثر من ملء المستودعات العراقية بالصواريخ الدقيقة ورؤية عدد الضحايا الأميركيين يرتفع قبيل بدء الحملة الانتخابية الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، بحيث لا يتسنى لترامب الأمل في الفوز أمام أعداد جنوده القتلى والجرحى في سورية والعراق.
هذا وتتمركز القوات الأميركية في سورية حول حقول النفط .
وقال ترامب أنه ليس بحاجة لنفط منطقة الشرق الأوسط، واعترف أن هدفه في البقاء على هذه الأراضي هو إرضاء إسرائيل.
فإسرائيل تستفيد من الوجود الأميركي في التنف وشمال شرق سورية لمهاجمة أهداف في سورية منتهكة الأجواء العراقية، فهي تختبئ خلف الوجود الأميركي لضرب محور المقاومة وتعطيله عن الانتقام لمئات الهجمات ضده في السنوات الأخيرة.
وسيواجه ترامب صعوبة في تبريره للخسائر في صفوف جنوده بهدف سرقته للنفط السوري، فالاحتلال الأميركي على الأراضي السورية يشرع لسورية طرد القوات المحتلة التي تأخذ النفط السوري بالقوة دون محاربتها لداعش حسب ما كانت تزعم.
إذ أن حلفاء العراق داخل محور المقاومة مستعدون أيضاً للتدخل، وستدرك الولايات المتحدة نتائج عمليات الاغتيال وانتهاكاتها السيادة العراق وتصريحاتها للحرب ضد إيران.
تم وضع جدول الأعمال، ترامب وإيران يخوضان حرباً غير معلنة، والقوات الأميركية تحتل أراضٍ تعرفها إيران وحلفاؤها بشكل جيد بحيث تستطيع التحرك فيها أكثر من القوات الأميركية.