تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كلام نواعم أم (علقة) نسوان

ثقافة
الأربعاء 14/9/2005
لينا هويان الحسن

بدون كأنهن ,تشاجرن على تنظيف الدرج.. للتو.. اتقنّ فن المماحكة الملحة غير المبررة وغير الموضوعية ...

فالباحثة فوزية لم يسمح لها بالتكلم إلا عرضاً..‏

والمقدمة رانيا برغوت بدت رائعة بثيابها الجميلة وبالغت في اطمئنانها الهادئ تارة وتارة اخرى شنت حملة من الاستفسارات الطويلة والآراء الشخصية والفنانة فرح بسيسو بذلت جهداً في فرملة الاقلاع الانفعالي للضيفة رانيا الباز..‏

وما ادراكم برانيا الباز.. هي مذيعة عربية حدث وان تعرضت للضرب المبرح.. من زوجها وتداولت الصحف وجهها المليء بالكدمات.. وفي ليلة وضحاها تحولت الى (فهيمة) في قضايا المرأة.. وتمت استضافتها في جلسة النواعم الاخيرة وتم تداول فكرة مهمة وخطيرة بشأن المرأة العربية وتناولن ما قالته اوبرا وينفري في برنامجها بهذا الشأن كذلك ما صرحت به احدى بنات عائلة بن لادن للمقدمة الشهيرة بربارة والترز..‏

استغرب كيف لم يحدث وان خطر في بال القائمين على البرنامج ان مثل هذا الموضوع لا يحتمل ( طق الحنك) ابداً وانه يفترض ان يدرس ملياً قبل أن تتنطح له رانيا الباز وتنشر كامل غسيلها بل وتضيق الحبال.. بحكايتها مع زوجها...- رغم انني كنت من المتعاطفات جداًً مع وجه رانيا وهو مملوء بالكدمات بسبب تجني زوجها عليها لكن بعد طريقتها في النقاش التي شاهدناها واذهلتنا بها.. بطل العجب?!‏

فقد انفردت السيدة باز بعرض مشكلتنا الشخصية وحولتها الى قضية مشربكة لا طائل من ان توجع رؤوسنا بذلك الكم الهائل من الشكوى.. اما بقية (النواعم ) فقد بدت كل واحدة منهن ترتجل حلاً سريعاً مرتبكاً بعد ان ارغمن مثل كل المشاهدين ..على سماع تفاصيل ملفات الشتائم التي كالتها الباز على طريقتها.. واصرت على شرح وجهة نظرها عبر حركات يديها وايماءات وجهها بطريقة ( المعلمة) في الافلام المصرية القديمة اي بشكل لا يشبه فن الاذاعة او التقديم لا من قريب ولا من بعيد بل وكادت ان تلكم احدى ( الناعمات) عندما حاولت انقاذ الموقف قليلاً وردع الضيفة عن المزيد من الجرأة المفتعلة.. لكن معظم محاولات فض الاشتباك لم تفلح في تهدئة الوضع..?!‏

أؤكد لكم ان الطريقة التي دار بها النقاش حول ما قالته اوبرا كانت مخزية بحق .. لماذا ?!‏

لأن ( الناعمات) لم يستندن الى حجة قوية.. ذكية... مدروسة يمكن ان تفحم حجة اوبرا بشأن ما ذكرته عن المرأة العربية.. وزاد الطين بلة ان النقاش كان مشادة... بامتياز..?!‏

اي بكل الاحوال اوبرا لن تفهم شيئاً من الحديث الذي دار حتى لو وجدت مترجماً حاذقاً يترجم لها المشادة التي حصلت ..‏

ألم يخطر ببال احد ان شخصية مثل اوبرا تحتاج الى حجة بليغة, واثقة تناقش بها وأنه ليس من الضروري ان نثبت للعالم بين الحين والاخر ان معظم نساء العرب هن (نسوان) وما زلن يتقن المناقشة على طريقة ( الحريم ) وتقاذف الاتهامات من وراء المشربيات والردح على مبدأ ( اللي ما يشتري يتفرج ) الحوار الذي دار او الاصح ( تم علكه) بين الناعمات اثبت اننا لم نستطع تقديم محاور او مقدمة لبرامج يعرف (على الاقل) : متى يسكت? ومتى يتكلم? متى يمدح? وما هي الموضوعية?!‏

أليس مجدياً ان نفكر . . في ان الوقت داهمنا وعلينا ان نشرع في تأريخ لحظة حاسمة في اعادة انتاج آلية تقديم البرامج التي لا تفترض ( سوبرجميلة) او (ستار راقصة)?!‏

ربما لهذا لم يستغرب - تقريباً - احد في عالمنا العربي ا ن تتحول معظم المذيعات الى موهوبات..‏

هذا يعني ببساطة انهن لم يحملن قط مؤهل التقديم الافتراضي:‏

الثقافة.. ثقافة الدماغ لا ثقافة الخصر.. وشطارة التقليد.‏

يحق للمذيعات ان يرتدين ازياء جميلة واكسسوارات اجمل لكن لا يحق لهن ولا للذين نصبوهن وراء الميكروفونات الاستهتار بوجعنا الحضاري الراهن.. ربما لا اجد كلمة اكثر من ( وجع) يمكن ان تعبر عن المشاعر المرة التي تستبيحنا طوال اليوم على مدار نشرات الاخبار..‏

اشياء كثيرة تحدث حولنا تقنعنا انه من المعيب ان نجاح اوبرا وينفري بالطناجر..‏

نعم الطناجر.. فبعد ان سقط بأيدي الناعمات .. تخيلنا كيف انه لم يبق امامهن سوى وسيلة دفاع واحدة.. ادوات المطبخ .. المطبخ الذي توليه فضائياتنا اهتماماً اكثر من كل ما يحدث معنا, ولنا . .‏

هل قدر المشاهد العربي ان يقبع امام الفضائيات متبنيا نظرية ( الحياد الايجابي ).. امام ما فرض عليه تحت مسمى او عبارة ( ذائقة دارجة) ..‏

هل سمعتم بما قيل عن ( ايمان بالعقل في عقر الحياة) ?‏

متى نغتبط بفضائيات العرب وهي تقتنع انه (توجد اشياء لا تستحق ان نضحك منها)?!‏

الحكمة تكتفي بقدر قليل من ( التنكيت)..‏

التراجيديا المحيطة بنا تهزأ من نقيق الضفادع..‏

البرامج الناجحة بالمقياس الحضاري الحقيقي لاتحتاج الى طرزانات الكلام ..‏

السيليكون وحقن البوتكس والثياب قليلة الحشمة لا تصنع اعلاماً.‏

بربكم تبصروا قليلاًَ .. اين اصبحنا ?!‏

كفانا ( سرنمة) ...كفانا استجداء لاعلام منطقي ومتابع عالمياً.. الهرطقات لم تعد تثمر...‏

من ناحيتي يكفيني يقيني بأنه ( ليس في هذه الصحراء من يسمع) وستستمر الأكاديميات الجديدة بانتاج النجوم المعلبة . المهضومة ويكفيني عزاء ( كل مجدي اني حاولت )..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية