تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في حوار مع المدير العام لحوض اليرموك18... ألف هكتار تحولت للري الحديث وتسوية أوضاع 1290 بئراً مخالفة

مراسلون وتحقيقات
الأربعاء 14/9/2005
سلامة دحدل

بعد تراجع غزارات الينابيع في منطقة حوض اليرموك, بسبب شح الأمطار والجفاف الذي ساد المنطقة في السنوات الأخيرة, تراجعت كفاءة مشاريع الري التي تتغذى من تلك الينابيع, وأصبحت غير قادرة على تأمين مياه الري اللازمة للمشاريع الزراعية والمساحات المقررة لها.

وقد زاد في عجز هذه المشاريع عن تأدية مهامها ترهل الأقنية وشبكات الري المقامة عليها وقدمها بالإضافة إلى تحويل كميات كبيرة من مياه الري إلى مياه الشرب.‏

ولمواجهة خطر هذه المشكلة والتغيرات الطارئة على وضع مياه الري في محافظة درعا والحفاظ على المساحات المروية كان لابد من تحديث مشاريع الري القائمة وتوفير امكانية استخدام تقنيات الري الحديث عليها وغير ذلك من الخطوات الضرورية.‏

وبالفعل فقد تصدت المديرية العامة لحوض اليرموك لهذه المهام وقامت بتنفيذ مجموعة كبيرة من الاجراءات وما زالت تقوم ببعض الخطوات الأخرى في هذا الإطار وتنفق ملايين الليرات سنوياً على هذه الاجراءات:‏

وسنحاول في هذا الموضوع التعرف على الخطوات التي قامت بها مديرية حوض اليرموك بدرعا, والنتائج التي تمخضت عنها, وهل نجحت في تحويل مساحات كبيرة للري الحديث بالمحافظة..? فإلى التفاصيل..‏

تحديث مشاريع الري‏

يقول الدكتور عرسان عرسان المدير العام لحوض اليرموك: إن رفع كفاءة مشاريع الري وتحسين ادائها وتمكينها من توفير المياه اللازمة لسقاية المساحات المقررة لها يتطلب تحديث هذه المشاريع وتطبيق تقنيات الري الحديث عليها.‏

ومن هنا تحركت المديرية العامة لحوض اليرموك منذ سنوات عديدة باتجاه تحقيق تلك المهام الكبيرة.‏

وكانت البداية القيام بتطوير وتحديث مشاريع الري القائمة في المنطقة الجنوبية, وتتضمن أعمال التحديث التي نفذتها المديرية: استبدال الشبكات والأقنية المكشوفة لتلك المشاريع بأخرى أنبوبية مطمورة, وصيانة محطات الضخ وخطوط الدفع التي تنقل المياه من تلك المشاريع إلى حقول المزارعين وتوفير امكانات استخدام تقنيات الري الحديث في هذه المشاريع وتنظيم عمليات توزيع وتحديد المقنن المائي لكل محصول في حقول المزارعين.‏

وأشار الدكتور عرسان خلال حديثنا معه منذ أيام إلى أن الهدف من قيام مديرية الحوض بتنفيذ هذه الاجراءات وغيرها من الخطوات الأخرى التي تنوي انجازها مستقبلاً هو التقليل من الضياعات المائية التي تحصل في الشبكات المكشوفة بسبب عوامل التبخر وغيرها.‏

وإلى سد العجز القائم والمستمر في الواردات المائية في تلك المشاريع والتحول للري الحديث والوصول في النتيجة إلى تأمين حاجة الخطط الزراعية المقررة في المحافظة من مياه الري وزيادة إنتاجية وحدة المساحة من المحاصيل والغلال.‏

الأعمال المنفذة‏

وننتقل الآن من الإطار النظري في حوارنا مع مدير عام حوض اليرموك إلى الواقع العملي, لنتعرف على الأعمال المنفذة في مجال تحديث مشاريع الري بدرعا حيث تبين بأن المديرية باشرت بالفعل منذ عام 1996 بتحديث مشروع ري اليرموك القديم.‏

فقامت بتبديل الأقنية المكشوفة الرئيسية في الشبكة العليا لهذا المشروع بأخرى أنبوبية مطمورة بطول /12/ كم ووضعتها في الاستثمار الفعلي منذ موسم /2000/ ثم تابعت المديرية العمل بتطوير الأقنية الفرعية والثلاثية لهذه الشبكة البالغ طولها /45/ كم.‏

واستطاعت إنجاز كامل أعمال التحديث المتعلقة بتطوير الشبكة العليا في مشروع ري اليرموك القديم في بداية عام /2002/ بكلفة وصلت إلى /120/ مليون ل.س.‏

وقد وضعت هذه الشبكة في الاستثمار الفعلي منذ ذلك الحين وأثبتت تجارب التشغيل عليها قدرتها على توفير المياه اللازمة لري المساحة المحددة لها والبالغة/1946/ هكتاراً من أراضي طفس واليادودة ومزيريب.‏

وأعطت نتائج جيدة للغاية من حيث سرعة تدفق المياه عبرها وتوزيعها على حقول المزارعين بشكل عادل والتخلص من الفواقد المائية التي كانت تحصل فيها قبل عمليات تطويرها.‏

إذ بلغت نسبة توفير المياه بعد تحديث تلك الشبكة حوالى /40%/, كما قامت المديرية بتطوير شبكتي الري الوسطى والسفلى في مشروع اليرموك القديم خلال عامي 2002-2003 ووضعتهما في الاستثمار منذ العام الماضي لري /6952/ هكتاراً من أراضي المحافظة.‏

وأكد مدير عام حوض اليرموك بأن مشروع ري اليرموك القديم أصبح الآن -بعد تطوير شبكاته الثلاث- قادراً على ري مساحة قدرها /6800/ هكتار.‏

ولولا الجهود الكبيرة التي بذلتها المديرية العامة لحوض اليرموك في تحديث هذا المشروع لخرجت نصف هذه المساحة المشار إليها على الأقل من دائرة الاستثمار الزراعي.‏

ولم تتوقف جهود المديرية العامة لحوض اليرموك في مجال تطوير المشاريع القائمة وترجمة توجهات الدولة في الاستفادة من كل قطرة مياه تسقط في بلادنا عند حدود تحديث أقنية وشبكات ري اليرموك القديم.‏

بل قامت في العام الماضي باستبدال خط دفع الأشعري القديم بخط أنبوبي معزول بطول 2800م, بالأضافة إلى تحديث خطوط الدفع في مشاريع أخرى ما أدى إلى تمكن هذه الخطوط الجديدة من ضخ المياه من محطات الضخ إلى شبكات الري بغزارة فائقة.‏

ومن الخطوات المهمة الأخرى التي نفذتها مديرية حوض اليرموك مؤخراً تطوير شبكة ري مزيريب وقناة العجمي وتنفيذ المرحلة الثانية من شبكة سد غدير البستان وتحديث شبكات السدود في طفس, الرقاد, ودرعا وشبكة الهرير.‏

وذلك عن طريق استخدام أنابيب البولستر, وG.R.P وP.V.C وهي قساطل:‏

حديثة ومتطورة تتحمل الضغوط العالية, ومن الأعمال التي نفذتها المديرية العام الماضي في مشروع اليرموك القديم إنشاء خزان توازن يربط شبكات اليرموك الثلاث التي تم تطويرها بهدف تفادي تراجع غزارات الينابيع, ومن أجل توحيد المقنن المائي لهذه الشبكات,وتحقيق العدالة في توزيع مياه الري على حقول المزارعين.‏

وقد أعطت هذه الأعمال نتائج باهرة ومن جهة أخرى فقد انهت المديرية في بداية العام الحالي الدراسات الفنية اللازمة لإعادة تأهيل سدود: غدير البستان -تسيل وعدوان التي تعرضت في مواسم الأمطار الماضية إلى بعض الانزلاقات.‏

وذكر مدير عام حوض اليرموك بأن حجم الانفاق المالي بلغ منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية الشهر الماضي على أعمال وتطوير مشاريع الري بالمنطقة الجنوبية نحو /406213/ ألف ل.س من أصل الاعتماد السنوي المرصود والبالغ /923/ مليون ل.س أي بنسبة تنفيذ قدرها نحو /45%/.‏

تسوية الآبار المخالفة‏

ومن الخطوات المهمة التي قامت بها مديرية الحوض هي تسوية أوضاع الآبار المخالفة والمستثمرة فعلياً قبل عام 2000 وترخيصها وضبط استجرار المياه منها من خلال تركيب عدادات لهذه الغاية.‏

حيث تمكنت المديرية منذ أن بدأت بهذه الأعمال وحتى الآن من تسوية أوضاع نحو /1290/ بئراً مخالفة وترخيصها وفق الأنظمة والقوانين النافذة, والزام أصحابها باستخدام أساليب الري الحديث فيها وتطبيق الخطط الزراعية المقررة لها.‏

وما زالت مديرية الحوض تتابع تسوية باقي الآبار المخالفة ضمن الشروط والأسس التي حددتها وزارة الري, وأكد مدير الحوض أن المديرية لن تسمح بإنشاء الآبار المخالفة وستقمع الحالات المخالفة واتخاذ الاجراءات المناسبة بحق المخالفين.‏

تحسن الإنتاج الزراعي‏

وبعد أن استعرضنا بعض الخطوات التي اتخذتها مديرية حوض اليرموك في مجال تحديث مشاريع الري القائمة في محافظة درعا وتحسين ادائها نستطيع أن نقول إن المديرية نجحت إلى حد كبير في ترشيد استهلاك المياه والتخلص من الضياعات المائية التي كانت تحصل في المشاريع قبل تطويره وفي تطبيق تقنيات الري الحديث في تلك المشاريع الأمر الذي أدى إلى زيادة المساحات المروية بالمحافظة وتحول قسم كبير منها للري الحديث.‏

حيث تصل المساحات المروية بدرعا الآن إلى نحو /50‏

/ ألف هكتار منها /18/ ألف هكتار تحولت للري الحديث وقد انعكست هذه النتائج الايجابية والنجاحات التي حققتها مديرية الحوض على القطاع الزراعي بالمحافظة.‏

إذ ارتفعت معدلات الإنتاج الزراعي لمختلف المحاصيل والأشجار المثمرة في وحدة المساحة ما شجع المزارعين بالمحافظة على التمسك بالأرض والعناية بزراعتها واستثمارها على أكمل وجه.‏

نعم.. لقد شهدت المحافظة في السنوات الأخيرة, أي بعد تطوير مشاريع الري وترشيد استهلاكها وتطبيق نظم الري الحديث فيها ثورة زراعية حقيقية.‏

ومن هنا نستطيع القول إن مديرية حوض اليرموك قد تصدت بجدارة لمواجهة تراجع غزارات الينابيع وموجات الجفاف التي تسود منطقة الحوض منذ فترة طويلة ووفرت حاجة الخطط الزراعية من مياه الري.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية