ليعود الأطفال من جديد رهيني غرفة الصف ورهيني الانضباط والنظام في كل شيء بدءاً من الاستيقاظ والذهاب والإياب والطعام والخروج وانتهاء بالنوم... فكل شيء بوقته المحدد لديهم.. والتساؤل كيف سيعتاد الطلاب على هذا الانضباط والنظام وبالنسبة للطالب الذي يذهب لأول مرة إلى المدرسة كيف سيكون أثر هذا النظام عليه وهل سيتقبله أم سيكون رافضاً له رفضاً كلياً...
(الثورة )التقت في اليوم الأول من المدرسة بعض الأطفال وسألتهم عن المدرسة وهل سيحبونها أم لا... وهل هم سعيدون بالذهاب إلى المدرسة... وكيف تقبلوا الدوام المدرسي بعد العطلة الصيفية.
> الطفل علوان من الصف الثالث في المدرسة الأهلية الخاصة قال:
كنت أتمنى لو أن المدرسة تتأخر شهراً آخر فقد كنت سعيداً جداً بالعطلة فقد ذهبنا إلى البحر وإلى منزل جدي.
> أما أخوه علاء في الصف الخامس فقد أكد أنه سيذكر أمه وأبيه بالعطلة الانتصافية, بأنه سيذهب إلى السويداء وبالنسبة للدوام المدرسي فإننا أنا وأخي في الأيام الأولى فقط نشعر بالملل والتعب من الاستيقاظ الباكر وكذلك من الدرس لكنه ما أن يمضي أسبوعان فقط من المدرسة حتى نسعد كثيراً بالمدرسة وبالدوام وبأصدقائنا فيها, فالمدرسة جميلة تعلمنا أشياء جديدة ومعلومات قيمة ونكون سعيدين فيها... أيضاً يوجد بمدرستنا معلمات يحبوننا كثيراً ونحن نحبهم أيضاً فهم يتعاملون معنا كأنهم أمهات لنا في المدرسة.
رأي مختص
> الباحثة فريال الجميل تقول :
يجب على الأهل قبل الأيام الأولى من المدرسة أن يحضر الأبوان ويهيئا أولادهما للذهاب إلى المدرسة فتعمل الأم على تهيئة ابنها للذهاب إلى المدرسة بالحديث عنها وبأنها واجب ضروري وأنها تعده في المستقبل وتجعل منه إنساناً محترماً لأن المدرسة ليست فقط للدراسة والتعليم إنما أيضاً التربية الاجتماعية ففيها يكون الطالب أصدقاء له كما أنه يتعلم من خلال المدرسة النظام والانضباط أيضاً وذلك ضمن الجماعة فيزداد تعلمه أكثر بذلك, أيضاً على الأهل التخاطب مع معلمة الأطفال بحيث يقوم الأم أو الأب بزيارة كل فترة وأخرى إلى مدرسة ابنهم للتعرف على معلمته وعلى أصدقائه وكذلك للاطلاع على فروضه وواجباته وكيفية أدائه لها وبذلك يشعر الطالب أن أهله معه أيضاً وهو ليس لوحده في المدرسة لأنه عندما يكون الأهل على علم بكل ما يحصل مع ابنهم لايشعر بالخوف والارتباك من شيء أبداً فيصارح على الأغلب أمه بمستواه وماذا تقول له المعلمة وكيف تعامله لأنه على علم أن أمه ستكون معه وتسانده ولن تتركه وحيداً في المدرسة, وأخيراً أكدت الباحثة فريال لأنه يجب على الأهل ألا يشعروا أطفالهم أن المدرسة قد أتت وأنهم سيرتاحون منهم في المنزل ومن ضجيجهم وصراخهم ومتطلباتهم لأن الطالب بذلك يخاف من الذهاب إلى المدرسة وهذا ما لا يريده الأهل بالطبع...
كما يجب على الأهل الاهتمام بدروس أبنائهم حتى لو كان هناك مدرس خصوصي لكل ولد من الأولاد, إلا أنه يجب على الأهل مراجعة دروس ابنهم حتى يشعر بالانتماء لأسرته فذلك يقوي شعور المسؤولية لديه ويجعل منه طالباً مجداً ومجتهداً في دروسه... فيتعلم الصراحة والانضباط والنظام وكذلك حب المسؤولية...وبذلك ينشأ جيل واعٍ ومثقف يثمر ويزهر في المستقبل وروداً ذات رائحة عطرة.. وجميلة..