وحتى تكون مرحلة الدراسة سعيدة ومن أمتع مراحل عمره التقينا الدكتور جورج قسيس أستاذ في كلية التربية جامعة دمشق وسألناه..
الأغراض في العملية التربوية
> كيف نخلق ظروفاً ملائمة من أجل تكيف الطلبة ليقوم كل بدوره?
>> بداية الأجدر بنا تسمية المدرسة بمصانع العقول وورش بناء التفكير لفهم دورها في تربية الإنسان, فالتكيف شرط من شروط نجاح المتعلم في الانخراط في العملية التربوية عامة والعملية التعليمية خاصة.
من هنا لابد من توفير الظروف الملائمة في المدرسة لكي تتمكن من تحقيق اهدافها واداء دورها وضرورة توفير الظروف الملائمة للطلبة, لكي يتمكنوا من التكيف مع واقعها ومناخها ونجاحهما يفضي إلى اكسابه الخبرات المعرفية والوجدانية والمهارية اللازمة ليصبح قادراً على مواجهة متطلبات الحياة.
ولاسيما الأطفال الذين على وشك الالتحاق بالسنة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي.
الإعداد الكامل والمتوازن
> كيف نقوم هذا التكيف في مراحله الأولى?
>> يلعب التكيف أثراً في تحديد أسلوب تعاطيه واتجاهاته نحو المدرسة فإذا كان التكيف سليماً جاء الأثر ايجابياً ولازمهم طوال حياتهم أما إذا كان التكيف ضعيفاً, جاء الأثر سلبياً وانعكس على حياتهم المدرسية وخاصة في هذه المرحلة من حياته ويتابع قسيس بالقول فلابد من الإعداد الكامل والمتوازن لتهيئة الناشئة وتوجيههم مهنياً من خلال الكشف عن ميولهم وتحفيزهم للتطبيقات العملية لتتناسب مع مستوى معين من النمو الإدراكي والجسدي.
النصح والإرشاد
> ماذا عن دور الأسرة تجاه هذا التكيف?
>> يجب على الآباء والامهات أن يساعدوا أطفالهم في التخلي التدريجي عن اتكاليتهم, والتفاعل مع حياة لا تخلو من الحاجة إلى الشعور بالمسؤولية وتحملها والخضوع إلى معايير جديدة لا يجدون فيها ما اعتادوا عليه فلابد للأسرة من استيعاب هذه الحقيقة وتقديم النصح والارشاد ويستطرد: ليقول: لابد أيضاً من تسليط الضوء على أن كثيراً من الأطفال يتطلعون بشغف إلى بداية حياتهم المدرسية, لأنها تعطيهم احساساً بالأهمية والنضج وتحمل مسؤوليات عديدة, كالذهاب إلى المدرسة سيراً على الاقدام, واشراكهم في فعاليات معينة والتوق إلى اثبات وجودهم وجدارتهم في التحصيل ومن ثم النجاح والوصول إلى صفوف أعلى.
وعندما تعي الأسرة هذه الجوانب فإنها تضيء لأطفالها ايجابياتها التي تحفزهم بالتركيز على الحديث عنها وتشويقهم إليها ومساعدتهم في تقديم أفضل النتائج التحصيلية ومحاولة تحقيق الأفضل في حال تدنيها. فتصبح مكان متعة وفائدة وأساساً لتفكير الطفل بحياته المستقبلية.
توفير الشروط النفسية والجسدية
> ماذا عن دور المدرسة في ترسيخ التكيف المدرسي?
>> لا شك في أن المدرسة تلعب دوراً محورياً في جعل الطفل يتكيف مع الدخول إليها, فيتوجب على القائمين عليها من جهاز إداري وتعليمي توفير الشروط النفسية والجسدية الملائمة لتكيفه, فيعيشون جو المحبة والثقة بين التلاميذ الأطفال.
ويراعون خصائصهم وقدراتهم وحاجاتهم والفروق الفردية بينهم ويستطرد ليقول: لابد من تقويم اعوجاجهم بالحنو واللطف والارشاد ويجعلونهم يمارسون هواياتهم المختلفة وفق امكانات المدرسة.
ويتبعون معهم أساليب التعليم وطرائق التدريس المشوقة والغاية منها ربط المدرسة بالحياة والبيئة والعمل والكشف عن ميولهم ورغباتهم والمشاركة في الفعاليات المدرسية والصيفية..
لذلك لابد من أن نأخذ بيدهم ونساعدهم على تحقيق اهدافهم الخاصة وأهداف المدرسة.
من أجل تكيف أفضل
ولا يسعنا في النهاية إلا القول إن نجاح كل من الأسرة والمدرسة في تحقيق التكيف المدرسي كنوع من أنواع التأهيل الاجتماعي للطفل, أمر يستحق الاهتمام لأن المصير الدراسي للطالب.وربما المصير المهني يتوقف على هذا التكيف, ولعل التعاون بين الأسرة والمدرسة, أمر جدير بالتحقيق في هذا السياق, فأطفال اليوم هم رجال المستقبل ويستحقون من الجميع كل الرعاية.