على نشاط الحركة الثقافية وتعبيراً عن إرادة الشعب السوري في الحياة وتحدِّي الصعوبات, ولتثبت في الوقت ذاته أن مدينة حمص لا تزال نابضة بالحياة رغم الألم والجراح, ومن اللافت للنظر أعداد الحضور الكبيرة منذ اليوم الأول الذي بدأ بحفل فني أنشدت فيه الأغاني الوطنيَّة المعبِّرة عن حبِّ الوطن والتمسُّك بترابه الطاهر المروي بدماء الشهداء, إضافة لبعض اللوحات الفنيَّة الراقصة الجميلة والمتميِّزة التي نظمها الفنان (باسل اليوسف).
في الأمسية الثانية تمكَّن الشاعر (إياد خزعل) من جذب انتباه الحضور بإلقائه عدد من قصائده الشعرية, ومن قصيدته هنا (الوطن) التي استوحى مضمونها من الأحداث الراهنة نقتطف بعض الأبيات:
قال شهيد لأخيه
الذي جاء بعده:
لا تؤاخذني سبقتك
ولكنا نسير الآن في درب الأبد
فحدِّثني لئلا نمَّل الدرب
وكن رفيقي دائماً
علَّنا هناك بعد الموت
نلتقي حول مائدة الرب الشهيَّة.
والمحطَّة الشعريَّة الثانية كانت مع الشاعرة (غادة اليوسف) ألقت فيها قصائد شعرية مؤثرة تميَّزت بتلونها وتنوعها, وفيها وضعت اليد على الجرح, وتحدَّثت من خلالها عن الأم سورية, وما تتعرَّض له من مكائد وشرور, ومن قصيدتها (نبض التراب) نقتبس ما يلي:
غادر الشعر بلادي
منذ فار النفط فيها
حين قاءته البوادي
غادر الضليل أرضاً
عرشه من مقلتيها
عابثاً, يثوي غريباً
بين أيدي غاصبيها
أما الأمسية الثالثة فكانت بعنوان: (أسود أحمر) تميَّزت بعزف وعناء الفنان (أيمن السقا) على العود يرافقه ضابط الإيقاع الفنان (تميم يحيى) وبألحانه القريبة من القلب ردد كلمات الشاعر (حسن شدود) البسيطة والتلقائية التي تلامس واقع حياتنا اليوميَّة بكل جوانبه الإنسانية والاجتماعية والسياسية, وتصل لذهن المتلقي بكل سهولة.
وتخلل اليومين الرابع والخامس معرض فني شارك فيه الفنانون (محمد العلي, باسل نيصافي, شذا عمران, نسرين عمران, آمال سلهب, محمود الضاهر, رياض الخليل) وقد شهد المعرض إقبالاً كبيراً وغير متوقَّع لا سيما إن اللوحات المعروضة تعكس هموم الناس وواقعهم المعاش, إضافة إلى بعض لوحات التصوير الضوئي الملتقطة باحترافية واتقان وخاصة تلك المأخوذة بعدسة الفنان (باسل نيصافي).
في لقاء مع عدد من الفنانين المشاركين في المعرض أكدوا أن الهدف من مشاركتهم إيصال رسالة الفن الإنسانية والجمالية وتعريف الناس بالفنون البصرية, وتنمية الذائقة الفنية لديهم, وعكس معاناة الشعب السوري في الفترة الحالية, إضافة لإضفاء مشاعر الفرح ومخاولة التخفيف من آلامهم, وإنعاش آمالهم من جديد.