لم أكن يوما انفعالية وأحكامي أبدا ماكانت عمياء , وإن حوصرت حدقة عيني بمجموعة صور لخيام , تحمدت سقف قناعتي وولائي لخارطة الوطن , واستغفرت لهم سوء حالهم , وشعرت بملوحة ماء شربهم التي جرتها عليهم طريق نزوحهم .
أيا كانت الأسباب , سأكون معهم , وأنا التي تعلمت أن الرب ذا العرش والاكرام « تواب », وهؤلاء المشردون دون جغرافيا الوطن , يسكنون قطعة قماش وأمتار مسورة بسياج , هم قبل نزوحهم كانوا لخانات البلد أبناء .
النزوح , جراء أزمة , صار قاب حارتين وأدنى , مصطلح عايشه الكثيرون منا , فكيف حال الذي افترش خارج حدودنا الخيام. وصارت منهم وعليهم تطلب الحسنات والمعونات ..
صورهم بمجموعهم أرهق نبضي , في حين , استعدت قامة مشاعري وأنا أسمع حديثا يدور بين مجموعة نساء احداهن قالت :
« ..من الرقة نزحت جراء الظروف , لـ لبنان , أعاني ربما , ولست بأفضل حال , لكنني رفضت أن أسجل اسم عائلتي على أنها لاجئة في لبنان »
كلامها أثار أذني لتنصت أكثر , وتسمع بقية حديث امرأة سورية بزيها الجميل وقامتها الممشوقة , ولفتني منها أنها تمنعت أمام قلة حيلتها عن أخذ معونة لقاء إضافة توصيف لاسمها بـ اللاجئة .
مصطلح توقفت , أترجم مشاعري لمعناه !!
لما كانت ردة فعل أساريري , اعجاب بـ امرأة من وطني لفظت المساعدات ..
ولما كانت وهي تقص حكايتها مزهوة , ولسان حالها فقير محتاج .. ؟
كيف يمكن لكلمة أن تتجزأ في حضرتها الانفعالات ؟
هل أعاني “فصام” مشاعر؟ فأكون مابين لاجئ ولاجئ على نفس السوية من الاعجاب ؟
المشكلة ربما تخطت مساحة أساريري , وتحتاج فعلا , تعريفا عمليا ماذا يعني الانتماء؟