ولأن سورية الوطن دولة مستهدفة من عدو إسرائيلي يعمل بلا كلل لتفكيكها وتمزيقها ومن ورائه دول عربية رهنت ووهبت نفسها للشيطان الأكبر لتنفيذ مخططاته.
فرغم جسامة التضحيات،وجريان الدماء الزكية على أرض وطننا الغالي ليطهر مادنس من أجزاء الأرض الطاهرة،فإن سورية العظيمة كانت ومازالت وستبقى متماسكة،عصية بل لعلها اليوم أكثر تماسكاً وصلابة ولحمة وقوة من أي وقت مضى،مبرهنة على أنها أقوى مما كان يتصوره البعض بما فيه الغرب نفسه وبعض من الدول العربية المتآمرة..
إن صمود شعبنا وطريقة تعاطيه مع الأحداث التي تمر ببلادنا أصاب الغرب بخيبة أمل شديدة،وخاصة لجهة تأكيدهم أنه ليس هناك أحد في العالم يستطيع أن يفرض إرادته على هذا الشعب الأصيل،والذي لا يقبل الاملاءات من أحد،ومن الغرف السوداء التي أوجدوها في مقرات قنواتهم الفضائية للتزوير والتضليل..وأمام ذلك كله استطاعت سورية أن تقف بثقة وثبات وعزيمة لا تلين في وجه كل الصعاب والتحديات والمؤامرات،فالحرب الكونية تكاد تسحق تحت أقدام بواسل قواتنا..فالنصر بات قاب قوسين أو أدنى.. لم يتركوا المتآمرين علينا شيئاً إلا فعلوه نتيجة إفلاسهم وهزيمتهم..فالقذائف العشوائية التي باتت تطلق من قبل الإرهابيين والمرتزقة التكفيريين على بيوت المدنيين الآمنين وعلى شوارعنا وحدائقنا ومقدساتنا ومدارسنا هنا وهناك إن دل على شيء فإنه يدل على ضعفهم وإفلاسهم ووهنهم وتشتتهم وتمزقهم..هذه الجرائم التي يرتكبونها لم تزد شعبنا العظيم إلا قوة وصموداً وعزيمة وإيماناً بأن سورية ستخرج من هذه الأزمة أقوى وأعظم مما كانت عليه،لأن أبناء سورية أبرار ترعرعوا بحضنها الدافئ..شبوا في ربوعها..استنشقوا مع هوائها معنى العزة والكرامة والشموخ والإباء،يؤمنون بقدسية ترابها ومستعدون لإرواء الأرض العطش من دمائهم الزكية الطاهرة لتبقى نقية..فالتضحية عنواننا،وشموخنا وعزتنا مبتغانا فمهما فعلتم ومهما حاولتم لن تنالوا من صمودنا وكرامتنا وأصالتنا وإصرارنا على مواجهة التحديات.
سنسحق كل من أراد لنا الشر أو يتربص بنا من خلال مؤامراتهم الكونية المسعورة..لن نغفر لمن تآمر علينا وسنبقى متمسكين بوحدتنا الوطنية وبدعمنا للإصلاح الذي يسير بسورية نحو التقدم والازدهار والعزة والحضارة،سنبقى أوفياء ومؤمنين بوحدة تراب أرضنا العزيزة المعطاء،ندعو الذين مازالوا يريدون الشر لوطننا لقراءة تاريخ سورية المشرف ندعوهم للتعلم من حضارتنا العريقة والتي يفوق عمرها آلاف السنين..ليفهموا ويعوا معنى الحرية،والكرامة،والوطنية.
إن شعبنا بكل فئاته وأطيافه يضرب مثالاً يحتذى بتشبثه الحازم بالأمن والاستقرار والإصلاح والخط المقاوم..فما زال شعبنا العظيم بمواقفه الصلبة يرد على كل من يحاول المس بوعيه وكرامته ووجوده،وهو الذي يعطي الشرعية الحقيقية لا مدعوها وفاقدوها.
فرغم ضخامة التحديات،استمرت سورية الأبية الأصيلة في التأكيد على دورها القومي من موقع الدفاع عن الحقوق والمصالح العليا للأمة العربية..لأن دورها أساسي وفاعل على الصعيدين العربي والدولي وهذا الدور الذي أرسا دعائمه القيادة التاريخية للقائد الخالد حافظ الأسد..فما زالت سورية متمسكة بالثوابت الوطنية والقومية لأن دورها لا يمكن تجاهله مهما فعل الخونة،فدورها دوراً رائداً في نضال الأمة العربية شاء من شاء..وأبى من أبى..وسنتمسك بمساندتنا للمقاومة الباسلة الشريفة وندعمها بكل أشكال الدعم..فقدر سورية مواجهة المؤامرات والتحديات والضغوط والتهديدات لأنها اختارت طريق الصمود..فسورية تكبر بثوابتها،وبقيمة مواقفها،وسمو مبادئها،رغم هذا الزمن الذي يملؤه الحقد الأميركي الإسرائيلي والأوربي والتخاذل العربي الرسمي المتواطئ.
هي الكبرياء
ستبقى سورية الكبرياء تقف منتصبة بوجه العواصف والتآمر ولا تحني هامة مهما اشتدت وكثرت،تتحمل آلامها بصبر وحكمة لأنها على يقين تام بأنها قادرة على التصدي لجميع الدسائس والمؤامرات التي تحاول النيل من صمودها الذي عانق جبهة التاريخ بعزيمة لا تقهر وإرادة لا تلين فقد نشر الظلاميون القتل والتدمير بدل التعمير،فثقافتهم الظلامية تحض على إعادة سورية إلى عصور العبودية والقهر والذل والخنوع.. ثقافة القتل بجميع أشكاله المرعبة..ثقافة إشعال الحرائق..وتدمير المنازل..وسحق الطبيعة الإنسانية..وإقصاء الأخر فكثيرة هي المآسي التي طالت وطننا الغالي جراء الإرهاب التكفير الأعمى،وتحت مسميات عدة بتنا نمقتها،لأنها مزيفة خادعة،نسوا بل تناسوا أن سورية العروبة واحة أمان في عالم عاصف مضطرب،جاؤوا ليهدموا كل شيء جميل في وطننا،دمروا الحياة بتفاصيلها المشرقة والمشعة،قتلوا العمال في معاملهم،والمدنيين في منازلهم،والتلاميذ في مدارسهم،والمرضى في المشافي،فجروا المرافق العامة التي حافظنا عليها وحميناها من أيدي العابثين لأنها ملك الشعب والأجيال القادمة..لن يتحقق حلمهم بالعودة بنا إلى الظلام والاستغلال والعبودية والذل والمهانة والعودة للوراء.
ستبقى سورية الجميلة رغم أنها تخضع لامتحان صعب بدأنا نتخطاه بثبات وقوة وعزيمة لا تلين،لن يستطيعوا إطفاء قلب الأمة النابض..فهم حالمون..لأننا تعلمنا على هذه الأرض الطيبة أن الحب الحقيقي هو حب الوطن..لأن السوري الشريف يرى في أرضه حاضره ويستطيع أن يطل بها على مستقبله لأنها الحضن الدافئ الذي يجمعنا..فأرضنا تحمي توازننا وثباتنا بجاذبيتها فانتماؤنا لتراب هذا الوطن لا يمكن أن ينفصل لأننا تربينا على الإباء والشموخ،ونقول لكل من يريد أن يزرع بذور الحقد والفرقة بيننا..ولكل من يكره وطننا ويتربص بالانقضاض والتعدي عليه..نؤكد بأن وطننا عصي عليكم ومنيع،وفرصتكم سنوأدها لأننا شعب أبي وأصيل،واعتاد أن يقف في وجه العواصف والزلازل والطوفان..لن نأبه للخبثاء وابتكاراتهم العبثية..لن نلتفت للوراء سنكون عوناً لجنودنا البواسل المضحين بدمائهم من أجل عزتنا وكرامتنا فأنتم وسام على صدورنا إنكم ميناء سفينتنا حين يتنازعها الريح والموج أنتم السد الذي يحفظ من الغرق ويمنع الجراد الأصفر من أكل الزرع والضرع.
أن أمهات سورية استطعن أن يرضعن أطفالهن المعنى الحقيقي لحب الوطن والوفاء له..وكيف يتحول الوطن إلى قصة حب..؟
نتوجه في هذه الظروف إلى كل مخلص على امتداد وطننا الحبيب إلى الأم التي تكدح من أجل لقمة شريفة،وإلى الأب الذي يكدح ويتعب من أجل مستقبل أطفاله،ولكل من يؤدي عمله بصمت لاخوف من نار أحد،ولا طمعاً بجنة أحد،سوى ضميره ومحبته للناس وإخلاصه لوطنه.
نقول:إنكم ذهب مكنون في الأرض،إنكم أجمل ما فينا..هي دعوة صادقة للصمود في وجه التحديات وللبقاء في مواقعكم أنقياء تؤدون واجبكم بكل إنسانية وتفوق..وأجمل ما في شعبنا المخلص إحساسه بوطنه بأنه أغلى ما نملك فهذا يجعلنا باقين..ونمجد أرضنا لأنها حاضرنا ومن خلالها نطل على مستقبلنا..فهي الماضي والحاضر والمستقبل.