تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أحمد عبد الحميد.. التدفؤ بأصالة الأغنية

ملحق ثقافي
18/4/2006
حـــيان حســــن

مايلفت النظر وأنت تستعرض ظاهرة الأغنية المنتشرة عبرغالبية القنوات الفضائية هذه الأيام ليس هذا الكم الهائل من الأغنيات التي تروج لهاتلك الفضائيات بل الأخطر من ذلك قبول هذا النمط من الفن على أنه تطور وليس انحرافا على الأقل في القبول المجاني المقصود

‏‏

لتشويه الأغنية من خلال الهجمه العشوائية على النص أحد أهم مرتكزات الأغنية بالتجاهل التام من قبل معظم المعنيين بأنتاج الأغنية مرورا بما يسمى لحنا حينا أو أداء أغلب الأحيان حتى أن هذه الأغنيات أصبحت أكثر من مستساغة بل هناك حالة من الأدمان للاستماع اليها لدى غالبية أبناء هذا الجيل ان لم نقل كله. واذا كنا نحن أبناء الجيل الذي تربى وعشق ألوانا من الغناء العربي الأصيل هذا الغناء الذي وصلنا منذ ما قبل عبدو الحمولي وما يزال مستمرا ومتطورا مع الكبار في الغناء العربي المعاصر داخل وخارج سوريا نحن أبناء هذا الجيل ما علينا الا أن نبارك جهود كل الفنانين الذين لم تسرقهم الأضواء عن متابعة أهتماماتهم في التنقيب عن تراث فني ومخزون ثقافي غنائي يحملونه في قلوبهم وعيونهم محبة وعشقا وزادا في حلهم وترحالهم وهم كثر على الساحة الفنية العربية.منهم من صعد سلالم المجد ومنهم من يكافح بجد واجتهاد من أجل الحفاظ على هذه الهويه الغنائية رغم الصعوبات التي يعانون منها على كافة الأصعدة. ومن هؤلاء الشباب المنشغلين بطموح واجتهاد الفنان الأصيل أحمد عبد الحميد أبن الساحل السوري الجميل وأحد أبرز الذين انشغلوا بهذا التراث فهو يحفظ كل ما يخطر ببالك من أغاني جيل العمالقة ويكرس ساعاته الطوال في البحث والتنقيب لأمتاع جمهوره داخل وخارج سوريا فيعيد الى الذاكرة الجميلة أيام زمان حتى لقبته احدى الصحف العربية المجاورة بمطرب/أيام زمان/ غنى في اليمن وفي دبي وفي عمان ولبنان وفي معظم المدن السورية يرافقه عوده الشرقي فيقلب الأجواء الصاخبة الى أجواء حالمة تعيد اليك الثقة بالغناء العربي رغم كل مايشوبه اللآن من تشويش وتشويه كان لنا معه لقاء عابر بعد أمسيته الفنية التي أحياها له المركز الثقافي العربي في صافيتا على منبر الشعر والشعراء والمفكرين حيث كان قد أحيا قبلها عدة أمسيات في بانياس وطرطوس بحضور العديد من الرواد المتميزين الذين أحيا هذا الفنان فيهم حنينهم للأستماع والأصغاء خارج أجواء الضجيج والصخب قال مجيباعلى بعض الأسئلة التي وجهت اليه / سبل العمل من أجل لقمة العيش كثيرة وأنا لن أتخلىعن رسالتي في الأهتمام بالأغنية الأصيلةمهما كلفني ذلك/ ويضيف / عامل بسيط و شريف في السوق أفضل من مغن رخيص يساهم في انحطاط الغناء وفساد الذوق ولا يهمني أن أصبح نجم شباك تذاكر. في هذه الأمسيات التى أدعى اليها أحس بوجودي وبحضورالأغنية وفيهاأبقى متفائلا أكثر لما ألقاه من اصغاء وتجاوب من الحضور/وعندما سألته عن جولاته الى بعض العواصم العربية أكد لي أن هويته التى اختارها في الغناء هي التي شجعت التواصل معه داخل وخارج القطر/فهناك مايزال من يبحث عن هذا الغناء الأصيل وعلى الجميع أن يساهم في مواجهة المشوه من الغناء كي لايبقى في ذاكرة الأبناء فنحن أحوج مانكون في هذا الزمن بالذات الى تأكيد هويتنا الثقافية والفكرية والغناء من أبرز الظواهر السريعة الأنتشار وذات التأثير المباشر على ذهنية المتلقي انه حاجة حقيقية للمجتمع/. في هذا الحوار الممتع والجميل مع الفنان أحمد عبد الحميد أطربنا بالأصيل والممتع ونقلناالىجماليات الأغنية الطربية والموسيقا العربية الخلاقة القديم منها والحديث. أما عن المطربين الذين تأثر بهم فهم كثيرون كما يقول في تاريخنا الفني من تلوين وتنوع وجمال والأغنية عنده في تكاملها ولكنه لايخفي أعجابه وحبه لكارم محمود الذي التقاه شخصيا قبل وفاته. والفنان الراحل محمود الحاج، الذي أسس لأغنية محلية. والى جانب اهتمامات هذا الفنان بالأغاني التراثية والطربية العربية كان له أيضا اهتماماته الواسعة في حفظ الفلكلور الساحلي السوري بشكل خاص. وعن هذا التراث الساحلي الجميل يقول/نحن أحوج مانكون الى قراءه صحيحه ومتطورة لهذا التراث وأنا شخصيا قمت بحفظ كل أعمال الفنان الساحلي الراحل محمود الحاج لما في أعماله من روح هذا التراث الذي لايموت/وعن حال الموسيقيين في محافظة طرطوس قال:/ هناك فنانون وملحنون وأصوات تستحق الاحترام ومن الملحنين عندنا في طرطوس أحترم أعمال ونشاط الأستاذين مهدي ابراهيم وعبدالله خضور ولهما حضورهما على الساحة الفنيه السوريه وكم أفتخر أنا وكل أبناء الوطن بالفنان الكبير صفوان بهلوان أبن أرواد الذي ادهش كل من استمع الى صوته وعزفه وألحانه. وعندالحديث عن أعماله الخاصة وجه تحية الى الأذاعة السورية التي سجلت له مجموعة أغان من ألحان الفنان الملحن سليم ثروة/صاحب التجربة الغنية وصاحب الفضل الكبير عليي وعلى الكثير ممن سبقوني في التجربة الغنائية و كان آخر أغنية سجلتها من ألحانه وكلمات الشاعر عبد الكريم الناعم/أماعن اهتماماته الحالية فهو/اتمام تسجيل أكبر عدد من الأغنيات الطربية القديمه على العود بصوتي فيها مختارات من أهم الأغنيات الطربية العربية/. لم ينته الحديث مع هذا الفنان المتميز والملتزم بخط الأصالة بل استمر حوارنا الجميل معه حيث بدأت رحلة الحوار الغنائي معه ومع آلة العود الجميلة علىمسرح المركز الثقافي فنقلنا بعزفه الجميل وصوته الرخيم من عبد المطلب مرورا بأم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز وانتهت بتراثنا الساحلي الجميل مذكرا الحاضرين بالفنان الأصيل الراحل محمود الحاج وألحانه التي أصبحت مخزون الذاكرة الجميلة لأبناء محافظة طرطوس وترك عوده يسترسل في العزف لينشد معه الحضور بهمس جميل: أمانه عليــــــــك ياليل طـــــــــــــــــــول وهـــــــــــــــــات العـــــــــــمر مـــــــــن أول‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية