|
«احتــــــفالية الكـــــتاب» ملحق ثقافي
أن المطبعة تأخرت ثلاثمائة سنة بعد اختراعها حتى دخلت إلى البلاد العربية، مما أدى إلى عدم تراكم تقاليد قراءة . ثانيا: المدرسة العربية لا تشجع على الإبداع بل هي تحاربه فكل الدروس التي لها علاقة بالإبداع تحول إلى دروس رياضيات وفيزياء . ثالثا:عندما بدأ الفرد العربي يصبح ميسورا وقادرا على شراء الكتاب وعلى الدخول في العملية الثقافية حدث اختراق ثقافي،
أو تقاليد استهلاكية أدت إلى أن يبتعد عن الحالة الطبيعية، حالة العلاقة مع الثقافة حيث اتجه نحو الاستهلاك، ومن المعروف أن عملية تشكيل الوعي خارجية تكونها وسائل الإعلام وهي تشجع على ترسيخ علاقات وتقاليد وأنماط سلوك بعيدة عن تناول الكتاب. رابعا: الصناعات الثقافية لا يدخل فيها المستثمر العربي، حيث كل ما له علاقة بالصناعة الثقافية يستورد، رغم أنها سلع مربحة، هذا يعني كل ما تحتاجه صناعة الكتاب مستورد، هذا يعني أن سعر الكتاب سعر عالمي، أما قارئ الكتاب فهو محلي، ومن هنا الفجوة في السعر. خامسا:هناك مشكلة الرقابة: الكتاب العربي يراقب في كل البلاد العربية، الأمر الذي يقسم السوق العربي، والرقابة العربية ليست مكتوبة بل هي رقابة تليفونات .ومع انه بوجود هذا التفجر الهائل بوسائل الاتصال يصبح لا معنى للرقابة.
سادسا: مشكلة التوزيع حيث لا يوجد لدينا مؤسسات نشر حقيقية ولا مؤسسات توزيع مما يؤخر الكتاب ويؤخر نشره. ولدينا هنا مشكلة المؤلف فهو لا يحترم الإبداع، ومجمل الشروط الرقابية التي نعيشها تجعل الكاتب يفقد مصداقيته. إن دور النشر لدينا ليس لديها هم أو هاجس ثقافي حقيقي لذلك فل دينا نوعين من الناشرين إما متقاعد يتسلى وإما ناشر ليس له هدف سوى الربح، والقسم الأكبر يبحث عن الربح رغم تواضع الربح. سابعا:مشكلة تفجر وسائل الاتصال في العالم وفي البلدان العربية:مع عدم وجود تقاليد ومستوى ثقافي معين فان وسائل الاتصال حلت محل الكتاب، بدلا من المساهمة في نشره والتحريض على اقتنائه. ورأى العودات أخيرا أن هذه الأمور مجتمعة هي التي خلقت الأزمة ولتجاوزها لا بد من تدخل ومشاركة حقيقية من قبل المؤسسات الرسمية لجهة إلغاء الرسوم، التشجيع على اقتناء الكتاب، المساهمة في الاستثمار والنشاط الثقافي... الفضائيات سطحت وعي الناس حسن الحردان من لبنان تحدث عن علاقة الكتاب بالفكر حيث إن النهضة لا تقوم إلا على أساس الوعي والإبداع وسيادة الفكر، وذلك يشكل الأساس المعرفي الذي يقوم به الكتاب الذي يحتوي هذه المضامين مما يحفز الأجيال على التغيير وعدم الركون إلى السلبية. لولا الثقافة والفكر النهضوي العربي لما كان هناك حركات تحرر عربي خاصة في مرحلة الخمسينات والتي أسست للمشروع العربي النهضوي التحرري في مصر والعديد من الدول العربية، فعاشت وقتها القومية العربية ازدهارا كبيرا أسهمت في تنوير المواطن العربي فعاش الكتاب تطورا ونهضة كبيرة. المشكلة حاليا أن الفضائيات استلبت وقت الناس فاعتمدوا على التلقي مما خلق نوعا من التسطيح للوعي بعيدا عن بناء ثقافة راسخة وعميقة والتي لا تخلق إلا من خلال القراءة. إن عادة مشاهدة الفضائيات أكثر سلبا للإرادة مما نعتقد كما أنها تروج لمفاهيم غربية لأن معظمها خاضع للغرب. وأكد المحاضر أنه في الوقت الذي نجابه فيه تحديات كثيرة ليس هناك حضور فاعل للكتاب العربي، وما نلاحظ أن الكتب الأكثر مبيعا تلك المتعلقة بالأبراج والطبخ وتفسير الأحلام...، كما إننا نعاني من غياب التربية وعملية التثقيف التي تربي الطفل على المطالعةلاكسابه الثقافة الضرورية.ويتسم الواقع الحالي بعد انتشار وسائل الاتصال بتراجع المكتبات العامة لصالح مقاهي الانترنت. ويرى الأستاذ حردان أنه لايمكن للكتاب أن ينهض بمعزل عن الكاتب والمثقف وإبداعهم والمشكلة أن حالة إلا الإحباط التي تسود الوطن العربي حاليا تدفعه إلى العزوف عن الكتابة، والمثقف عموما لا يمكن أن ينتج فكرة إذا كان يائسا.ولكي ينهض الكتاب يرى أنه لا بد من مقدمات تسهم في صنع الثقافة ، وهذه المقدمات يعتقد المحاضر أنها موجودة الأمر الذي يؤسس لمشروع نهضة عربية يأتي تفاؤله هذا من خلال انتعاش فكرة المقاومة العربية في فلسطين ولبنان والعراق وسورية، وتبديد الكثير من الأفكار التي سادت عام "1967" والتي عززت عدم الثقة ومفاهيم الهزيمة. أثر سلطة الرقابة في عرقلة انتشار الكتاب المحور الثاني تناول أثر الرقابة على انتشار الكتاب تحدث فيه الشاعر شوقي بغدادي، والدكتور ممتاز الشيخ المدير العام لمؤسسة الوحدة، وأدار الندوة الكاتب وليد معماري الذي تحدث في بدايتها على أنه ضد أي رقابة مسبقة على الكتاب. بداية أكد شوقي بغدادي أن الفترة التي تولى فيها الدكتور ممتاز الشيخ رقابة وزارة الإعلام كانت فترة خاصة حيث سمح بتداول عدة مطبوعات كانت مرشحة لعدم التداول منها رواية مرسال الغرام لفواز حداد ومجموعتي القصصية "فتاة عادية".مما يؤكد على أن إذا كان الموظف يملك المؤهلات الشخصية الخلقية فانه يستطيع أن يخفف من عبء الرقابة. واعتبر الرقابة ترجمة بالأصل لما يسمى الوصاية البطريركية أو الأبوية، والعرف الذي اتبعته البلاد العربية أن تكون الرقابة مسبقة بينما في المجتمعات الغربية أن تكون ملحقة.وتساءل هل الرقابة المسبقة تساعد على النمو أما أنها تمنع وتعرقل النمو؟ وبرأيه أن للرقابة مساوئ عدية فهي تسئ للكاتب لأن الكاتب شاء أم أبى فانه يبني لنفسه وبشكل لا شعوري مخافر تجنبه التعبير الخطر والمحرمات الثلاث فيصاب بما يشبه الشلل النصفي مع الزمن الأمر الذي يؤثر على الكاتب والمتلقي معا. فالرقابة تخلق لدى الأخير حالة غير صحية لأنه اعتاد على النفاق، أما أضرارها على المجتمع فهي أكبر حيث تخلق عقبات وعراقيل في طريق مشاريع النهضة والتقدم. وأكد أنه يجب ألا تترك الرقابة للمصادفة، وتساءل هل لها علاقة بمسألة الحرية أم لا، وإذا كان الأمر كذلك فيجب أن نفكر بعمق إن كان في المجتمع العربي حريات أم لا؟كما حذر شوقي بغدادي من هجوم تلك الاختراعات الحديثة على الكتاب كأنها تريد أن تلغيه، مبينا أن ما يطبع في سورية من كتب هي نسبة متواضعة جدا.
|