فهو اي- الجولان -يشبه قلعة طبيعية محاطة من الغرب والجنوب بحافات صخرية,,وخنادق طبيعية سحيقة,ومن الشمال جبل الشيخ, وخندق وادي السعار, وبانياس, أمافي الشرق فتغلق جبال الجولان الطريق على من يأتيها من الداخل السوري إن لم يسلك ممرخان ارنبة - القنيطرة..أوجارها من الجنوب متفادياً بدايات خانق وادي الرقاد .. ولاتقل أهمية موقع الجولان كممر سلكته وتسلكه طرق المواصلات القديمة والحديثة عن ممر حمص - طرابلس ويتميز ممر الجولان عن غيره بربطه بين أهم مركزين سكانيين, وهما مدينتا دمشق والقدس وميزة هذه الناحية تزداد أهمية عندما نضع الجولان في موقعه الجغرافي ضمن الوحدة الاقليمية الكبرى التي ينتمي إليها أي سوري..ولم يكن الجولان في أي مرحلة من مراحل التاريخ الا في وسط سورية..
من هذه المقدمة نعود بالذاكرة الى اكثر من اثنين واربعين عاماً وبالتحديد الى قطاعنا الاوسط حيث كنا نقيم في قرية وادعة هادئة تتفرد بمياهها العذبة التي قل نظيرها .. انها مزرعة الدورة التي تتربع على تلة تستطيع من خلال وقوفك على أسطحة البناء مشاهدة مناطق الجليل الشمالي من فلسطين المحتلة,كون هذه القرية لاتبعد عن نهر الاردن او مايسمى نهر الشريعة اكثر من اربعة كيلومترات .. اذكر جيدا ً كيف كان النسوة عند الصباح الباكر يردن على ذلك النبع الذي حوله المحتل الغادر إلى منتجع يبيع مياهه ضمن عبوات على انها مياه معدنية .. سكان تلك القرية التي لاتبعد عن قرية (السنابر) حيث التجمع السكاني الكبير اكثر من كيلو متر ونصف ..يعيش سكان القرية على الزراعة وبخاصة زراعة القمح حيث الأرض الخصبة, كما يوجد بالقرب من تلك القرية واد يسمى وادي حوا جميع السكان لايعرفون من اين جاءت تسمية هذا الوادي الذي يصب في بحيرة طبرية ..
جميع السكان تربطهم ببعضهم إما روابط القربى,وإما روابط الزواج, بمعنى ان الجميع عائلة واحدة وهم متحابون, متعاونون على السراء والضراء ..أفراحهم واحدة, وأتراحهم واحدة ..
يعودون في اي خلاف لمختار القرية الذي كان بالنسبة لهم الاب والاخ والصديق ..
في قريتنا آثار رومانية, قيل لنا ان نبع الماء الموجود عندنا ينبع بالقرب من احد هذه الآثار في اعلى التلة التي تتوضع عليها قريتنا ..لي كما لكل شاب في القرية ذكريات لايمكن ان تنسى لأنها ذكريات محفورة في القلب رغم اننا كنا صغار السن يوم حدث احتلال جولاننا الحبيب .. سنتعرض لهذه الذكريات في اعداد قادمة وهي ذكريات عشناها بكل تفاصيل الحياة التي كانت تجمعنا مع شبان وشابات القرية الذين هم في سننا, هذا بالاضافة إلى الذكريات التي كنا نسمعها من الآباء والاجداد الذين كانوا يحدثوننا عن الارض وكيفية التشبث بها, لانها تمثل العرض والكرامة والشهامة .